شعر نور الدين وفا

سقوط حالم نحو البئر

غير آبه بالبوم الساكن في حجر الرماد،أضرم النار امام خيمتي النائية لرفاق لم يتوقفوا عن الحلم بقمر لا يزال مشعا بالجهة اليسرى من سماء معتمة دائما نقول : أيها الشيء المضيء في ليلنا المتوحش، يسعدنا جداً أن نكون من بين ضحاياك الذين يرون عالما آخر داخل عيونهم الحالمة@ @ @ @ حالما أمشي في يدي قيثارة أعزف عليها ما تذكرته عن الطفولة : هبوط المطر، رائحة الرمل، أعراس القبائل مرور الاستعراضات العسكرية من ساحة المدينة منظر معطوبي الحرب على الاسرة البيضاء فستان ممزق لامرأة وخوذة جندي باسل خانه رصاص حلفائه @ @ @ @ حين أنصت خلسة لتمتمات السحر وهم يجلدون ضحاياهم بسياط اللغة، قرب البئر فيضحك متشرد يداعب كلبته المفضلة، قرب صندوق القمامة @ @ @ @ لم تكن كل الذكريات تنفعني، حتى ينهمر من عيني دمع اسكبه على صور الغائبين التي خبأتها بين دفتي كتاب كنت أحلم بمطر قديم يذكرني بطعم البلح، رائحة الحساء الأحمر وصوت مذياع كنت أحب سماعه فجراً مطر قديم يذكرني براع يغفو عطشانا قرب بئر فارغة عند الظهيرة يحلم بأرانب صنعتها الحكاية تفرغ قربة لبن بارد داخل حلقه @ @ @ @ أتأمل نهراً فارغاً كان يدب مثل السراب في عروق صحراء عطشانةفاسقط حالما نحو البئر شاعر من المغرب