يرتبط منشأ التطرف ومن بعده الإرهاب بعدد من العوامل والمحفزات التي تخترق الأوساط الاجتماعية لتشكل في المحصلة تنظيمات وجماعات ذات أهداف عدائية وغير متصالحة مع غالب المجتمع وبالضرورة مضادة للمصلحة العامة، وذلك يمكن أن نلمسه من خلال التجارب الكثيرة التي حدثت في العصر الحديث، كما يمكننا أن نقرأ عنه في الحيثيات التاريخية حيث ظهر العديد من المجموعات المتطرفة سواء في مجتمعات الدين الإسلامي أو المسيحي أو اليهودي، وغيرها من المعتقدات الوضعية إذ أن الحافز دوما عقدي بصورة كبيرة؛ لأن الذين يمارسون التطرف يعتقدون أنهم يقتربون من خلال قتل الناس وترهيبهم تقربا إلى القوة العليا وهي الله أو الآلهة التي يتعبد بها أصحاب المعتقدات الوضعية.
في مجتمعاتنا انتهينا إلى فوضى سمحت بإنتاج القاعدة وفروعها ثم داعش وسيظل مثل هذا التناسل حاضرا وموجودا طالما هناك أوكار ظلامية مضللة تؤسس لهذه الكيانات الإرهابية، فجماعة مثل الإخوان المسلمين يمكنها أن تطفح بمزيد من التطرف والتضليل الذي يغذي الإرهاب ويصنع الإرهابيين، وستظل هي المرجعية الفكرية لأي جماعة متطرفة تنشأ في مجتمعاتنا إن لم تجد مقاومة فكرية بجانب الأمنية؛ لأن التعامل الأمني وحده سيضعفها ويخمدها وينزل بها تحت الأرض ولكنه لا يقتلها أو ينهيها، ولنا في التاريخ العديد من المحاولات منذ نشأتها وحتى لحظتنا الراهنة، ما يتطلب مقاربات ثقافية وفكرية تخترق التعامل معها بحسب ما ذكرت سابقا.
في أمريكا نجحت المكارثية في السيطرة على الشيوعيين والمد الشيوعي باعتباره أيدلوجية خطرة على المجتمع الأمريكي، وكذلك تمت السيطرة على جماعات متطرفة مثل الكوكولوس كلان من خلال التزامن الأمني والثقافي الفكري الذي يخاطب الوعي العام، لذلك من المهم النظر إلى واقع الجماعات المتطرفة لدينا من زاوية المنشأ، حيث يتم استغلال الفقراء واستقطابهم لصالح مشاريع
عقدية متطرفة، وتجنيدهم كقنابل مؤقتة قابلة للانفجار في أية لحظة، ما يعني تتبع المنشأ واختراقه بممارسات فكرية تمنحه المناعة ضد الاستغلال والاستغفال والاستقطاب.
دون جهود مستمرة ومستدامة في خطاب الرأي العام وتطوير الوعي وتوظيف التعامل الأمني لتحييد هذا الفكر الضال فإن جماعات مثل الإخوان والتنظيمات الإرهابية ستظل تنبعث وتمارس عملها من خلال الخلايا النائمة ولن تتوقف، ولعل من الوهم الظن أن التعامل الأمني وحده كفيل بوأدها والحد من خطرها، ما يتطلب بالضرورة تنظيم جهد مؤسسي مضاد مستمر ومتتبع للأنشطة المتطرفة للسيطرة عليها والحد من نموها وتطورها.
بالعودة إلى منشأ التطرف والنظر في الأسباب يظل الفقر هو السبب الرئيسي الذي تدخل عبره تلك الجماعات إلى عقول الأفراد وهذا يعني عملا مضاعفا في البيئات الفقيرة، فتجربة إخوان مصر تقدم رؤية دقيقة لسلوكها التنظيمي في الأوساط الفقيرة التي حصدت فيها مكاسب كبيرة حيث نجحت فعليا في تجنيد ملايين من خلال العمل المنظم والاستقطابي الصبور، فكان حصادها واضحا في المناطق التي تقل فيها مستويات الدخل ووسعت حركة كوادرها فيها، قياسا بالمدن الكبيرة التي ترتفع فيها معدلات الوعي العام والرقابة الأمنية، لذلك من خلال هذه التجربة وعبر عقود من العمل المنظم والتنظيمي الجاد يمكن البدء في تأسيس منظومة عمل مضادة صبورة وذات منهج جاد تتابع وتدرس البناء التنظيمي وتعمل على هدمه مستفيدة من التغطية الأمنية التي تحد من عمل هذه الجماعات حتى تأمن المجتمعات على المدى البعيد وتتوقف هذه الجماعات عن أنشطتها؛ لأنها لن تجد حينها من يسمع لها أو يتبع فكرها.
في مجتمعاتنا انتهينا إلى فوضى سمحت بإنتاج القاعدة وفروعها ثم داعش وسيظل مثل هذا التناسل حاضرا وموجودا طالما هناك أوكار ظلامية مضللة تؤسس لهذه الكيانات الإرهابية، فجماعة مثل الإخوان المسلمين يمكنها أن تطفح بمزيد من التطرف والتضليل الذي يغذي الإرهاب ويصنع الإرهابيين، وستظل هي المرجعية الفكرية لأي جماعة متطرفة تنشأ في مجتمعاتنا إن لم تجد مقاومة فكرية بجانب الأمنية؛ لأن التعامل الأمني وحده سيضعفها ويخمدها وينزل بها تحت الأرض ولكنه لا يقتلها أو ينهيها، ولنا في التاريخ العديد من المحاولات منذ نشأتها وحتى لحظتنا الراهنة، ما يتطلب مقاربات ثقافية وفكرية تخترق التعامل معها بحسب ما ذكرت سابقا.
في أمريكا نجحت المكارثية في السيطرة على الشيوعيين والمد الشيوعي باعتباره أيدلوجية خطرة على المجتمع الأمريكي، وكذلك تمت السيطرة على جماعات متطرفة مثل الكوكولوس كلان من خلال التزامن الأمني والثقافي الفكري الذي يخاطب الوعي العام، لذلك من المهم النظر إلى واقع الجماعات المتطرفة لدينا من زاوية المنشأ، حيث يتم استغلال الفقراء واستقطابهم لصالح مشاريع
عقدية متطرفة، وتجنيدهم كقنابل مؤقتة قابلة للانفجار في أية لحظة، ما يعني تتبع المنشأ واختراقه بممارسات فكرية تمنحه المناعة ضد الاستغلال والاستغفال والاستقطاب.
دون جهود مستمرة ومستدامة في خطاب الرأي العام وتطوير الوعي وتوظيف التعامل الأمني لتحييد هذا الفكر الضال فإن جماعات مثل الإخوان والتنظيمات الإرهابية ستظل تنبعث وتمارس عملها من خلال الخلايا النائمة ولن تتوقف، ولعل من الوهم الظن أن التعامل الأمني وحده كفيل بوأدها والحد من خطرها، ما يتطلب بالضرورة تنظيم جهد مؤسسي مضاد مستمر ومتتبع للأنشطة المتطرفة للسيطرة عليها والحد من نموها وتطورها.
بالعودة إلى منشأ التطرف والنظر في الأسباب يظل الفقر هو السبب الرئيسي الذي تدخل عبره تلك الجماعات إلى عقول الأفراد وهذا يعني عملا مضاعفا في البيئات الفقيرة، فتجربة إخوان مصر تقدم رؤية دقيقة لسلوكها التنظيمي في الأوساط الفقيرة التي حصدت فيها مكاسب كبيرة حيث نجحت فعليا في تجنيد ملايين من خلال العمل المنظم والاستقطابي الصبور، فكان حصادها واضحا في المناطق التي تقل فيها مستويات الدخل ووسعت حركة كوادرها فيها، قياسا بالمدن الكبيرة التي ترتفع فيها معدلات الوعي العام والرقابة الأمنية، لذلك من خلال هذه التجربة وعبر عقود من العمل المنظم والتنظيمي الجاد يمكن البدء في تأسيس منظومة عمل مضادة صبورة وذات منهج جاد تتابع وتدرس البناء التنظيمي وتعمل على هدمه مستفيدة من التغطية الأمنية التي تحد من عمل هذه الجماعات حتى تأمن المجتمعات على المدى البعيد وتتوقف هذه الجماعات عن أنشطتها؛ لأنها لن تجد حينها من يسمع لها أو يتبع فكرها.