عبداللطيف الملحم

رغم ما قامت به أوروبا من سن قوانين تزيد من تحالفها اقتصاديا وسياسيا، إلا أن هناك سلبيات لهذه القوانين بسبب وجود دول أوروبية تعاني نقصا في عدد ما تحتاجه من السكان واليد العاملة. وبسبب سهولة التنقل بين مواطني دول أوروبا والعمل في خارج الحدود أصبحت دولة مثل بولندا تعاني تسربا واضحا لليد المؤهلة من خريجي الجامعات. فالكثير من شباب بولندا يهاجر للعمل في دول تكون مرتباتها أعلى وفرصها التدريبية أفضل. ولهذا السبب قامت بولندا بعملية تحفيز سريعة وهي إلغاء الضرائب عن شريحة كبيرة من الشباب من خريجي الجامعات ويحتاجهم سوق العمل في بولندا حتى يتم الحد من هجرة العقول والمهارات. وكذلك ملاحظة أن كثيرا من خريجي الجامعات البولندية عندما يذهب إلى دولة مثل ألمانيا فالكثير يشغل وظيفة هي في الحقيقة أقل من مؤهلاته ولكنه لا يمانع خاصة أن رواتبها مغرية. ولكن هذا يعتبر خسارة شاب جامعي ويحتاجه سوق العمل ولكن يتم تعطيله بصورة غير مباشرة.

في الحقيقة، فما أوردته من مقدمة طويلة هو ما يواجهه مجتمعنا في الوقت الحالي. وبيت القصيد هو أن أي فرد من أفراد المجتمع من شباب أو فتيات من حملة الشهادات الجامعية ويكون عاطلا، فكل ذلك خسارة وهدر للطاقات البشرية. وإضافة لذلك نحن نرى الكثير ممن يحملون شهادات من أعرق الجامعات في الغرب ومع ذلك نراهم ينتظرون سنوات قبل الحصول على الوظيفة أو يضطرون لقبول العمل في غير مجال تخصصهم أو أدنى منه. وبذلك نكون أمام معضلة كبيرة كون من يقف في خانة البطالة هم فتيات وشباب لديهم المؤهل العلمي والجاهزية لسوق العمل. وأما من يضع كلمة الخبرة في قاموسه فهو في الحقيقة يتهرب من حقيقة أن الخبرة لا تأتي إلا من خلال التوظيف أو ما يسمى (On job training). وهذا أمر يتم إغفاله رغم أهميته. وسوق العمل في المملكة كبير جدا ومن الممكن أن يستوعب كل من يبحث عن العمل خاصة أننا نرى استمرار تدفق اليد العاملة من الخارج. بل نستغرب كثيرا أن نرى مثلا شابا أو فتاة يحملان شهادة في تخصصات طبية وهما في طابور البطالة في الوقت الذي تشغل فيه المناصب الطبية كوادر غير وطنية. وزد عليه الكثير من التخصصات التي من السهولة أن تقوم بها أياد وطنية. وفي وقتنا الحالي نحن في خطى حثيثة لتحقيق رؤية المملكة 2030 وكل فئة الشباب يتطلعون ليكونوا جزءا من تحقيق هذه الرؤية... فأعطوهم الفرصة...