محمد العصيمي

السياحة في كثير من دول العالم منجم ذهب لا ينضب على مدار السنوات، بل كلما تقدم العمر بهذه الصناعة في أي بلد زادت وهجا وتنوعا وجذبا للسياح. كلنا تقريبا نحن السعوديين جربنا سياحة الصيف في كثير من الدول وعرفنا كيف تصنع دول سياحتها وتكيفها بحسب رغبات وتطلعات الزائرين.

وحتى الدول شديدة الاعتزاز بلغتها وقوميتها تنازلت كثيرا عن هذا الاعتزاز لكي لا تخسر السائح الذي يُعيش أهلها ويضخ مليارات في مشاريع تنميتها وتقدمها. وها هي هذه الدول شرقا وغربا تتزاحم على طوابير السائحين على مستوى العالم إلى درجة أنه أصبحت هناك أسواق ومعارض سياحية دولية وإقليمية كبرى، كل جناح فيها يقول الزود عندي.

طيب مادام الأمر كذلك، وما دمنا تأخرنا في مواكبة مناجم السياحة فماذا نحن فاعلون الآن في المملكة.؟ أعلم أن قافلة صناعة السياحة لدينا انطلقت وبعض مشاريعها على أعلى مستوى لكنني أرى أن بيدنا أن نحصل فورا على حصة لا بأس بها من جيب السياحة العالمية.

ما يجب أن نفعله فقط أن نمكن لمشاريع سياحية متوسطة وصغيرة بأفكار راقية ومبتكرة، وأن يتم تنفيذ هذه المشاريع بطرق جاذبة وأن تتمتع أماكن إقامتها بإستيعاب للسائحين بحسب طبيعة المكان إن كان برا أو بحرا أو فندقا أو منتجعا، فكل مزار سياحي كما نعلم له طبيعته المتعارف عليها عالميا.

التردد في إطلاق بعض المشاريع السياحية ذات الطبيعة الدولية أو التأخر في ذلك سيحرمنا من دخل كبير ومهم لدينا مقومات تحقيقه وجعله واقعا منافسا لدول أخرى قريبة وبعيدة. المهم أن نربط الحزام وننطلق.