قبل أيام قليلة حلت ذكرى وفاة الأديب، السفير، الوزير، الشاعر،المفكر والإنسان غازي القصيبي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.. هذا الرمز السعودي الذي نعاه الأدباء والمثقفون والمسؤولون وجميع الناس ونعته الصحف العربية والعالمية وكتب عنه كثير من الأدباء والكتاب.
حقيقة ولأول مرة أشعر بحيرة في كتابة مقال ما... إذ لا أعرف من أين أبدأ؟ وكيف ألخص حياة ثرية مفعمة بأحداث عظيمة في مقال المفترض ألا يتجاوز الـ 500 كلمة... ولكن سأحاول أن أعرج على بعض محطات حياته يرحمه الله.
بيئة غازي الطفولية المنبثقة بالكآبة (فبعد 9 أشهر من ولادته توفيت والدته وقبل ولادته بقليل توفي جده لوالدته فقامت جدته بتربيته، إضافة إلى أنه كان بلا أقران أو أطفال بعمره، حيث ترعرع بين قطبين أولهما والده الذي كان يتصف بالشدة والصرامة وثانيهما جدته لأمه التي كانت تتصف بالحنان المفرط) ومع ذلك فقد خرج غازي من أزمته بمبدأ يجزم بأن السلطة بلا حزم تؤدي إلى تسيب خطير، وأن الحزم بلا رحمة يؤدي إلى طغيان أشد خطورة.. هذا المبدأ الذي عايشه غازي الطفل طبقه غازي المدير والوزير والسفير فكان على ما يبدو سببا في نجاحاته المتواصلة في المجال الإداري.
لم يكن غازي شخصا عاديا أبدا فقد تميز بصفات قلما تجتمع بشخص واحد.. فقد كان قياديا يحتذى به وذا تأثير واضح على الشباب، كان أمينا، قويا، متواضعا، معطاء، منضبطا، مبدعا ومثقفا، جمع بين تلكم الصفات الإنسانية والشخصية الصارمة في آن واحد، ولعل ذلك ما ساعده على النجاح وسمح له بالتنقل بين الكثير من المناصب المتميزة المختلفة، وكان ناجحا فيها؛ لأنه لم يعرف للفشل طريقا، ومما روي عنه أنه كان لا يغادر مكتبه وعليه ورقة تحتاج إلى توقيع، كان حريصا على مصالح الناس متفقدا لها وهو من أحدث فكرة الزيارات المفاجئة للوزارات، وأيضا مما روي أنه كان يرحمه الله وفي إبان وزارته في الكهرباء والصناعة أن حصل انقطاع للكهرباء في أحد أحياء الرياض، وكان القصيبي يذهب لمقر الشركة ويتلقى الشكاوى الهاتفية مع موظفي السنترال كلما حدث انقطاع فلما كان ذاك اليوم وأثناء تلقيه للاتصالات على سنترال الشركة، حادثه مواطن غاضب قائلا: «قل لوزيركم الشاعر أنه لو ترك شعره واهتم بعمله لما انقطعت الكهرباء عن الرياض»، يقول غازي، فقلت له ببساطة: شكرا.. وصلت الرسالة! فقال: ماذا تعني؟ قلت أنا الوزير! قال: أحلف بالله! فقلت: والله، ثم كانت هناك لحظة صمت في الجانب الآخر قبل أن تهوي السماعة!
وصل عدد مؤلفاته يرحمه الله إلى أكثر من ستين مؤلفا تنوعت ما بين أدبية، فكرية، شعرية، ثقافية وإدارية، ومن منا من لم يقرأ كتابه حياة في الإدارة الذي تناول سيرته الوظيفية وتجربته الإدارية، له مبادرات وإنجازات لا تعد، فقد أنشأ جمعية أصدقاء المرضى وأنشأ برنامجا يقوم على إهداء والدي كل طفل يولد في مستشفيات الوزارة صورة لوليدهما بعد ولادته مباشرة مع قاموس للأسماء العربية، فضلا عن تعزيز عملية التبرع بالدم وبث ثقافتها وتحفيز الناس نحوها، كذلك إبان وزارته ظهرت لمسات روحانية كتعليق آيات من القرآن داخل المستشفيات وتوزيع المصاحف على المرضى المنومين.
حصل يرحمه الله على وسام الملك عبدالعزيز ووسام الكويت من الطبقة الممتازة، إلى جانب عدد كبير من الأوسمة الرفيعة على المستوى المحلي والعربي والعالمي
حقيقة ولأول مرة أشعر بحيرة في كتابة مقال ما... إذ لا أعرف من أين أبدأ؟ وكيف ألخص حياة ثرية مفعمة بأحداث عظيمة في مقال المفترض ألا يتجاوز الـ 500 كلمة... ولكن سأحاول أن أعرج على بعض محطات حياته يرحمه الله.
بيئة غازي الطفولية المنبثقة بالكآبة (فبعد 9 أشهر من ولادته توفيت والدته وقبل ولادته بقليل توفي جده لوالدته فقامت جدته بتربيته، إضافة إلى أنه كان بلا أقران أو أطفال بعمره، حيث ترعرع بين قطبين أولهما والده الذي كان يتصف بالشدة والصرامة وثانيهما جدته لأمه التي كانت تتصف بالحنان المفرط) ومع ذلك فقد خرج غازي من أزمته بمبدأ يجزم بأن السلطة بلا حزم تؤدي إلى تسيب خطير، وأن الحزم بلا رحمة يؤدي إلى طغيان أشد خطورة.. هذا المبدأ الذي عايشه غازي الطفل طبقه غازي المدير والوزير والسفير فكان على ما يبدو سببا في نجاحاته المتواصلة في المجال الإداري.
لم يكن غازي شخصا عاديا أبدا فقد تميز بصفات قلما تجتمع بشخص واحد.. فقد كان قياديا يحتذى به وذا تأثير واضح على الشباب، كان أمينا، قويا، متواضعا، معطاء، منضبطا، مبدعا ومثقفا، جمع بين تلكم الصفات الإنسانية والشخصية الصارمة في آن واحد، ولعل ذلك ما ساعده على النجاح وسمح له بالتنقل بين الكثير من المناصب المتميزة المختلفة، وكان ناجحا فيها؛ لأنه لم يعرف للفشل طريقا، ومما روي عنه أنه كان لا يغادر مكتبه وعليه ورقة تحتاج إلى توقيع، كان حريصا على مصالح الناس متفقدا لها وهو من أحدث فكرة الزيارات المفاجئة للوزارات، وأيضا مما روي أنه كان يرحمه الله وفي إبان وزارته في الكهرباء والصناعة أن حصل انقطاع للكهرباء في أحد أحياء الرياض، وكان القصيبي يذهب لمقر الشركة ويتلقى الشكاوى الهاتفية مع موظفي السنترال كلما حدث انقطاع فلما كان ذاك اليوم وأثناء تلقيه للاتصالات على سنترال الشركة، حادثه مواطن غاضب قائلا: «قل لوزيركم الشاعر أنه لو ترك شعره واهتم بعمله لما انقطعت الكهرباء عن الرياض»، يقول غازي، فقلت له ببساطة: شكرا.. وصلت الرسالة! فقال: ماذا تعني؟ قلت أنا الوزير! قال: أحلف بالله! فقلت: والله، ثم كانت هناك لحظة صمت في الجانب الآخر قبل أن تهوي السماعة!
وصل عدد مؤلفاته يرحمه الله إلى أكثر من ستين مؤلفا تنوعت ما بين أدبية، فكرية، شعرية، ثقافية وإدارية، ومن منا من لم يقرأ كتابه حياة في الإدارة الذي تناول سيرته الوظيفية وتجربته الإدارية، له مبادرات وإنجازات لا تعد، فقد أنشأ جمعية أصدقاء المرضى وأنشأ برنامجا يقوم على إهداء والدي كل طفل يولد في مستشفيات الوزارة صورة لوليدهما بعد ولادته مباشرة مع قاموس للأسماء العربية، فضلا عن تعزيز عملية التبرع بالدم وبث ثقافتها وتحفيز الناس نحوها، كذلك إبان وزارته ظهرت لمسات روحانية كتعليق آيات من القرآن داخل المستشفيات وتوزيع المصاحف على المرضى المنومين.
حصل يرحمه الله على وسام الملك عبدالعزيز ووسام الكويت من الطبقة الممتازة، إلى جانب عدد كبير من الأوسمة الرفيعة على المستوى المحلي والعربي والعالمي