د. فيصل العزام

المملكة العربية السعودية تفتح أبوابها لجميع المسلمين من أي مكان على وجه الأرض للحج؛ لأنه أحد أركان الإسلام ويمثل مظهرا من مظاهر الوحدة الإسلامية، لا فرق بين غني وفقير ولا أبيض وأسود الكل سواسية أمام الله.

يجتمع المسلمون في الحج دون فرقة يوحدون الله عز وجل، ويشتركون جميعا في شعائر واحدة من طواف وسعي ونداء وتلبية.

جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وجهود الحكومة بمختلف أجهزتها وتسخير كل ما تملكه المملكة من خبرات تسعى إلى التطوير المستمر لراحة ضيوف الرحمن ووفرت كل السبل والإمكانيات والموارد المالية والبشرية والفنية للتسهيل على حجاج بيت الله الحرام وتذليل كل العراقيل والمصاعب.

الكل شاهد الجهود المبذولة من قبل حكومة خادم الحرمين واستنفار كل الأجهزة في الحج من أجل هدف واحد وهو خدمة ضيوف الرحمن وضيوف المملكة، وبلغ عدد الأشخاص القائمين على هذه الخدمة ثلاثمائة وخمسين ألف شخص يعملون في خدمة الحجاج من كافة القطاعات.

وتمت الاستعانة بالتكنولوجيا لإدارة حركة الملايين في مكان واحد وفي وقت واحد، ومن أصعب المواقف في الحشود حوادث التدافع المفاجئة وهذا النوع من الحوادث المتسبب في الوفيات، كذلك تعرض بعض الأشخاص داخل الحشد للضغط بحيث يصبح الشخص غير قادر على التنفس وتحدث الوفاة تدريجيا نتيجة الاختناق تقريبا لمعظم وفيات الحشود بسبب الاختناق الناتج عن الضغط وليس نتيجة التدافع والدهس كما يظن البعض.

ومهم لنجاح سلامة الحشود فهم سلوكهم للتعرف على الحالة النفسية والاستجابة السريعة من أجل الحفاظ على حشد آمن.

تنظيم وتأمين هذا الحشد المليوني عملية تتطلب جهودا كبيرة ومهارات وتنظيما يفوق قدرات البشر العادية يستمر تقريبا لمدة شهر منذ وصول أول فوج من الحجاج إلى الأراضي المقدسة حتى الانتهاء من الفوج الأخير بعد أداء المناسك.

استقبلت المملكة أكثر من مليوني حاج من مختلف دول العالم بالإضافة إلى مليون من الداخل، مهام مختلف القطاعات تظهر في أداء مناسك الحج، ولإدارة هذه الحشود مهام فريدة لا تجد مثلها في العالم أصبحت هذه الإدارة تدرس في أرقى جامعات العالم، تنظيم ومتابعة وتتبع مسبق تعامل مع أي ظرف طارئ بقوة وإحكام وكفاءة عالية وكل شخص حج هذا العام يشهد بسهولة وانسياب الحركة فى أداء المناسك

حفظ الله المملكة وولاة أمرها.