عبدالرحمن المرشد

أثبتت الدراسات الأمريكية أن العديد من الأطفال يقومون بحمل حقائب تزيد على 20% من وزنهم أثناء ذهابهم إلى المدرسة والعودة منها، والبعض منهم يحمل ما يزيد على 25% مما يشكل خطراً كبيراً على العمود الفقري، وتؤكد تلك الدراسات أنه يجب على الأطفال عدم حمل حقائب يتراوح وزنها بين 10- 15% من وزن الجسم، وجميعنا يعلم أن تلك الحقائب تحمل الكتب والوجبة المدرسية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وعلبة الماء وغيرها مما يزيد من ثقلها على الطفل، وأتذكر أنني حملت حقيبة ابني الصغير، وفوجئت من وزنها الزائد، الذي يتجاوز 30% مما ينذر بخطر صحي على مستقبل أبنائنا، حيث يمكن للهيكل العظمي للطفل، الذي مازال في طور النمو عند حمل الحقائب الثقيلة أن يصاب بضرر دائم في حال حمل شيء ثقيل لفترات طويلة ومما يزيد الطين بلة أن أغلب الأطفال يحملها على كتف واحد مما يفاقم المشكلة، ولذلك ينصح الخبراء بإعطاء الطفل حقيبة لها عجلات ليتم سحبها بدلاً من حملها، ووضع الحقيبة على الكتفين لتخفيف الثقل وعدم وضع سوى ما يحتاجه من الكتب لليوم التالي.

التطور التقني، الذي يجتاح العالم وضع بدائل لتلك المعاناة، حيث نستطيع استبدال الحقيبة والكتب المدرسية، التي يحملها أطفالنا يومياً بجهاز صغير وهو (الآيباد) يتضمن جميع المواد الدراسية ويوفر على الطالب عناء تصفح الكتاب ونسيان بعض الكتب وتلف بعضها خلاف أن هذا الجهاز يمكن إعطاؤه للطالب مرة واحدة ومن ثم يتم شحن المواد الدراسية كل عام مما يوفر من قيمة الطباعة، التي تتم سنوياً، خاصة إذا علمنا أن وزارة التعليم تنفق سنوياً ما يزيد على 800 مليون ريال على طباعة الكتب المدرسية بمعنى لو تم توزيع الآيباد سنوفر قيمة طباعة ثلاث سنوات على الأقل إذا وضعنا في الاعتبار أننا سنوزع هذا الجهاز كل ثلاث سنوات كعمر افتراضي لصلاحيته، إضافة إلى ذلك سهولة حمل هذا الجهاز والاستذكار من خلاله بالنسبة للطالب، حيث يحمله أينما ذهب في المطعم والحديقة والسيارة وغيرها.

أتمنى تطبيق هذا الاقتراح كمرحلة أولى على بعض المدارس، وفي حال نجاح الفكرة يمكن تعميمها على بعض المناطق ومن ثم الانتقال إلى كل مدارس المملكة ـ وفي رأيي ـ أن التطبيق ليس صعباً من الناحية التقنية بسبب أن أغلب الأطفال يستخدم الآيباد وهو منتشر على مستوى كبير لدى الأهالي والأسر، ولا يمكن الحديث عن صعوبة استخدامه مطلقاً أو عمل دورات لكيفية التعامل معه، كما أنه من الناحية المادية يعتبر خياراً جيداً يوفر من قيمة الطباعة، التي تتم سنوياً بحكم أن توزيع هذا الجهاز لن يتم كل عام، خلاف أن استخدام الآيباد يساعد الأطفال على التعامل مع التقنية وتطويعها بما يعود عليهم بالنفع والفائدة وليس استخدامها لأجل التسلية فقط.