ما زلنا نعيش أجواء حرارة بداية الفصل الدراسي الجديد «1441 هجري». والمدرسة والطالب والأسرة يركضون على قدم وساق من أجل أن يعيشوا تلك الأجواء المفعمة بالقرطاس والقلم. وددت أن أشارككم سؤال حول التعليم يدندن في رأسي ويجول في خاطري منذ زمن. وهو من الشخص الذي يمكن أن يؤثر على ملايين الطلاب والطالبات، ويستطيع أن يترك أثرا حضاريا وبصمة على مستوى الدول؟.
ووجدت أن الجواب واضح أمام أعيننا، ولكن ربما غفلنا عنه؛ لأن الطلاب والطالبات اعتادوا على رؤيته كل يوم! ألا وهو المدرس.
إننا حين نهتم بالمدخلات «المدرس» ونركز على النواحي التأهيلية والثقافية والتدريبية والمالية والنفسية له، فإن النتائج تأتي تبعا. فهو الذي سوف يتكفل لنا بباقي المخرجات. بمعنى، هو الذي سوف يشجع ويتفانى في أن يخرج لنا المواهب المدفونة لدى الطلاب ليكون لدينا نيوتن جديد، وأديسون آخر، وابن سينا مطور، وماري كوري مختلفة، والرازي بحلة جديدة، وابن هيثم وابن حيان وغيرهم.
وسينتج لنا سلسلة من قادة وعلماء وعباقرة ومهنيين ليقودوا جيل المستقبل.
نحن نعلم بالمنطق أن مخرجات أي عملية تقوم على أساس المدخلات سواء أكانت هذه العملية فيزيائية أو كيميائية أو تربوية أو رياضية أو برمجية، فكلها بلا منازع تمشي على نفس النمط. وإذا أردنا أن تكون لدينا مخرجات حضارية متنوعة فلابد من مدخلات من مدرسين متنوعين مذهلين ومؤهلين، ينتجون لنا تلقائيا مخرجات متنوعة وبارعة.
المدرس بحسب المعادلة التي ذكرناها آنفا هو أهم من الطبيب والمهندس والفيزيائي والمحامي والتاجر وكافة أنواع المسميات الوظيفية؛ لأنه ببساطة هو الذي سوف يصنع كل هؤلاء!.
ولو تأملنا مثلا الحضارة اليونانية القديمة، فقد برز فيها أرسطو؛ لأن معلمه كان أفلاطون. ومدرس أفلاطون كان سقراط. وأرسطو كان معلما للاسكندر المقدوني الذي غزا العالم القديم كله «وكان يرسل إلى معلمه أرسطو عينات من كل بلد يزورها من أجل الدراسة والبحث».
ولو تأملنا الحضارة الإسلامية لوجدناها مليئة بمئات الأمثلة المشابهة، فعلى سبيل المثال: العالم الكيميائي التجريبي جابر بن حيان كان مدرسه الإمام جعفر الصادق. وابن حبان كان مدرسه العالم الرياضي الهندسي الكندي. ولعلي أحدثكم عن سلسلة العقول الذهبية حيث إن مدرس الإمام الشافعي كان الإمام مالك. وشيخ الإمام أحمد كان الإمام الشافعي «وهؤلاء العباقرة الثلاثة أسسوا مدارس فقهية متنوعة يتبعها إلى اليوم الملايين من الناس». وهكذا ستظل نفس الفكرة تتكرر، وتتسع الدائرة في نقل المعلومات والخبرات لصناعة رجالات الحضارة.
ومما أذكر منذ عدة سنوات أني حضرت إحدى الندوات الثقافية التعليمية وتحدث المحاضر الدكتور عن بحث ودراسة مطولة وبحجم كبير جدا من البيانات والإحصائيات الميدانية التي قامت بها إحدى الجامعات الأمريكية. وكانت الدراسة التي استمرت سنوات تبحث عن أهم عنصر في التعليم هل هو الطالب، أم المدرسة، أم الفصول، أم استخدام الطرق الحديثة، أم النظام، أم المدرس؟ وغيرها الكثير من العناصر. وكانت النتيجة أن المدرس هو أول وأهم عنصر في كل تلك العناصر. «طبعا ذلك لا يقلل من شأن باقي العناصر ولكن السؤال ما هو المهم والأهم؟».
أما على مستوى التجربة الشخصية المتواضعة، فلم أكن أميل للغة العربية منذ الصغر، ولكن مدرس مرحلة الثالث المتوسط وفي سنة واحدة فقط جعلني أعي وأفهم حلاوة اللغة العربية. وكنت في الثانوي أفضل مادة الرياضيات على الإنجليزية ولكن المدرس استطاع أن يؤثر في أكثر من أي برنامج في تعليم اللغة الإنجليزية!. ولست أشك أنكم مثلي مررتم بنفس التجارب والقصص من مدرسين مبدعين تركوا أثرا في عقولكم وقلوبكم.
وخلاصة القول، لنحرص أن نجعل المدرس رقم واحد (1) في البنية التعليمية والعنصر الأول والأهم، وأن تكون له هيبة ومنزلة في المجتمع؛ ليفتخر بنفسه قائما وقاعدا ومحاضرا. وأن يكون محصنا ماديا ومهيأ عقليا ونفسيا، وحينها سننبهر بالنتائج على أرض الواقع!
ووجدت أن الجواب واضح أمام أعيننا، ولكن ربما غفلنا عنه؛ لأن الطلاب والطالبات اعتادوا على رؤيته كل يوم! ألا وهو المدرس.
إننا حين نهتم بالمدخلات «المدرس» ونركز على النواحي التأهيلية والثقافية والتدريبية والمالية والنفسية له، فإن النتائج تأتي تبعا. فهو الذي سوف يتكفل لنا بباقي المخرجات. بمعنى، هو الذي سوف يشجع ويتفانى في أن يخرج لنا المواهب المدفونة لدى الطلاب ليكون لدينا نيوتن جديد، وأديسون آخر، وابن سينا مطور، وماري كوري مختلفة، والرازي بحلة جديدة، وابن هيثم وابن حيان وغيرهم.
وسينتج لنا سلسلة من قادة وعلماء وعباقرة ومهنيين ليقودوا جيل المستقبل.
نحن نعلم بالمنطق أن مخرجات أي عملية تقوم على أساس المدخلات سواء أكانت هذه العملية فيزيائية أو كيميائية أو تربوية أو رياضية أو برمجية، فكلها بلا منازع تمشي على نفس النمط. وإذا أردنا أن تكون لدينا مخرجات حضارية متنوعة فلابد من مدخلات من مدرسين متنوعين مذهلين ومؤهلين، ينتجون لنا تلقائيا مخرجات متنوعة وبارعة.
المدرس بحسب المعادلة التي ذكرناها آنفا هو أهم من الطبيب والمهندس والفيزيائي والمحامي والتاجر وكافة أنواع المسميات الوظيفية؛ لأنه ببساطة هو الذي سوف يصنع كل هؤلاء!.
ولو تأملنا مثلا الحضارة اليونانية القديمة، فقد برز فيها أرسطو؛ لأن معلمه كان أفلاطون. ومدرس أفلاطون كان سقراط. وأرسطو كان معلما للاسكندر المقدوني الذي غزا العالم القديم كله «وكان يرسل إلى معلمه أرسطو عينات من كل بلد يزورها من أجل الدراسة والبحث».
ولو تأملنا الحضارة الإسلامية لوجدناها مليئة بمئات الأمثلة المشابهة، فعلى سبيل المثال: العالم الكيميائي التجريبي جابر بن حيان كان مدرسه الإمام جعفر الصادق. وابن حبان كان مدرسه العالم الرياضي الهندسي الكندي. ولعلي أحدثكم عن سلسلة العقول الذهبية حيث إن مدرس الإمام الشافعي كان الإمام مالك. وشيخ الإمام أحمد كان الإمام الشافعي «وهؤلاء العباقرة الثلاثة أسسوا مدارس فقهية متنوعة يتبعها إلى اليوم الملايين من الناس». وهكذا ستظل نفس الفكرة تتكرر، وتتسع الدائرة في نقل المعلومات والخبرات لصناعة رجالات الحضارة.
ومما أذكر منذ عدة سنوات أني حضرت إحدى الندوات الثقافية التعليمية وتحدث المحاضر الدكتور عن بحث ودراسة مطولة وبحجم كبير جدا من البيانات والإحصائيات الميدانية التي قامت بها إحدى الجامعات الأمريكية. وكانت الدراسة التي استمرت سنوات تبحث عن أهم عنصر في التعليم هل هو الطالب، أم المدرسة، أم الفصول، أم استخدام الطرق الحديثة، أم النظام، أم المدرس؟ وغيرها الكثير من العناصر. وكانت النتيجة أن المدرس هو أول وأهم عنصر في كل تلك العناصر. «طبعا ذلك لا يقلل من شأن باقي العناصر ولكن السؤال ما هو المهم والأهم؟».
أما على مستوى التجربة الشخصية المتواضعة، فلم أكن أميل للغة العربية منذ الصغر، ولكن مدرس مرحلة الثالث المتوسط وفي سنة واحدة فقط جعلني أعي وأفهم حلاوة اللغة العربية. وكنت في الثانوي أفضل مادة الرياضيات على الإنجليزية ولكن المدرس استطاع أن يؤثر في أكثر من أي برنامج في تعليم اللغة الإنجليزية!. ولست أشك أنكم مثلي مررتم بنفس التجارب والقصص من مدرسين مبدعين تركوا أثرا في عقولكم وقلوبكم.
وخلاصة القول، لنحرص أن نجعل المدرس رقم واحد (1) في البنية التعليمية والعنصر الأول والأهم، وأن تكون له هيبة ومنزلة في المجتمع؛ ليفتخر بنفسه قائما وقاعدا ومحاضرا. وأن يكون محصنا ماديا ومهيأ عقليا ونفسيا، وحينها سننبهر بالنتائج على أرض الواقع!