أبلغ من العمر 57 سنة وزوجي بلغ 60 سنة ولدينا عدد من الأولاد، مشكلتي بدأت بعد شهر من تقاعد زوجي، كان عظيما في عيني أفخر به وأكبر فيه أخلاقه، حيث نال أعلى المناصب والرتب لكني اليوم أرى رجلا آخر يهتم بتوافه الأمور، ويصطنع المشاكل، ويمنعني من مغادرة المنزل، ناهيك عن التبسط الزائد عن الحد مع العاملة المنزلية فما توجيهكم؟ الفراغ والاهتمام مرحبا بأختنا الفاضلة، وأشكرك على هذا الوصف الجميل لزوجك الكريم الذي يمتلئ حبا وفخرا، كذلك أكبر فيك ملاحظتك لوقت التغيير وهذا دليل وعيك بشريك حياتك، وأقدر ما تمرين به من حيرة ومعاناة، وهو أمر طبيعي في كل مرحلة انتقالية في حياتنا إن لم نتهيأ لها ونعد لها الإعداد الجيد، وإلا ربما جلبنا على أنفسنا معاناة كبيرة أفسدت كل منجزاتنا في المرحلة التي قبلها، كالانتقال من مرحلة الطفولة إلى المراهقة، فالواجب على كل زوجة أن تستعد لهذه المرحلة وذلك بدعم الزوج للتخطيط لها وسؤاله دائما ماذا بعد التقاعد؟ لا سيما اليوم يتقاعد الرجال وهم بكامل قدراتهم العقلية والصحية ناهيك إذا كان تقاعدا مبكرا، وكما تفضلت به من ذكر المناصب والإنجازات التي حققها زوجك هذا بالطبع لم يكن إلا بعمل دؤوب، فإذا المتقاعد يعاني ثلاث مشاكل وهي: (الفراغ، وعدم التقدير، وعدم الاهتمام) فهو يفقدها بتقاعده فيبحث عن العمل وتقدير الآخرين واهتمامهم به خاصة الزوجة، فإن لم يجدها بحث عنها فيما ذكرت فأوصيك بما يلي أن تعطي زوجك اهتماما أكبر عاطفيا وصحيا خاصة في بداية التقاعد، حثي الأبناء على زيارته وشكره ومشاورته والاحتفاء به، ودلالته على استثمار هذه الخبرة التي امتلكها من سني عمله في تجارة أو عمل خيري أو أسري، تهيئة مكان مناسب لاجتماع الأصدقاء داخل البيت أو خارجه، والمهم في ذلك تبصير الزوج بالمرحلة التي يمر بها والدور الذي يجب أن يمارسه، وذلك بتعزيز الجانب الإيماني بالحديث عن الرضا بما كتب الله علينا فهي مرحلة لابد من كل عامل أن يمر بها ليبلونا أنشكر أم نكفر كيف وهي المرحلة قبل الأخيرة في حياتنا، استغلي هذه الفترة فيما ينفعك وحولي النقمة إلى نعمة فاحفظا القرآن سويا وقوما الليل وتابعا العمرة إلى العمرة وصلا الأرحام ربيا الأحفاد وعلماهم، فهذه النظرة للحياة أجدر أن تجعل المتقاعد يتصالح مع نفسه ومن حوله ويشعر بالتوازن النفسي بل يكون التقاعد أجمل أيام عمره.. وفقك الله وبارك الله لك في زوجك. مستشار اسري بندر الراجح