مشاري العقيلي

سوق الطاقة العالمية أحد أكثر الأسواق حساسية وتأثرا بأي تغيرات جيوسياسية، ومع تزايد الطلب العالمي على الطاقة فإن أي تهديدات أو أعمال تخريبية يمكنها أن تجعل العالم كله يدفع ثمنا باهظا لمغامرات الإرهابيين والذين يخوضون الحروب دون تمييز في أهدافهم، كما تفعل إيران وأتباعها في المنطقة.

ما حدث مؤخرا من هجمات إرهابية على منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص، لا يعني الإضرار بالمملكة وحسب، وإنما كل مستهلك في العالم حتى وإن لم تكن السعودية تورد له برميل نفط أو غاز، لأن الأسعار سترتفع تلقائيا إلى مستويات كبيرة كما حدث في أول افتتاح للأسواق عقب الهجمات الإرهابية، حيث ارتفعت بنسبة 18% وقابلة للزيادة إلى حين تعيد المملكة الإنتاج إلى مستويات ما قبل الهجمات.

في وقت تجتهد فيه السعودية من خلال منظمة أوبك وشركائها الدوليين على توريدات نفطية بأسعار مقبولة ومناسبة، يتم ضربها بصورة عشوائية وغير نزيهة من بؤرة الإرهاب العالمي إيران وأتباعها، وذلك أدّى إلى توقف إنتاج أرامكو السعودية مؤقتا عن توريد 50% من إنتاجها، وذلك يتضرر منه المجتمع الدولي على نحو أكبر.

ما حدث يؤكد أن هؤلاء الإرهابيين الذين تنتجهم إيران الإرهابية وتدعمهم بأسلحة التخريب والفوضى والتدمير، لا يمكن أن يكونوا جزءا من مجتمع دولي يبحث عن النمو والنماء والتنمية والاستدامة والحياة المستقرة الآمنة، ولا يمكن أن يكون الحال كما هو بعد هذه الهجمات لأن المجتمع الدولي مطالب بمكافحة هؤلاء الإرهابيين الذين يعوقون التنمية والرخاء، ويدخلون الاقتصاد العالمي في نفق مظلم وانكماش وركود وتباطؤ وتضخم يضرب الجميع ولا يستثني أحدا.

ما حدث سابقا في حقل الشيبة واستهداف ناقلات النفط في مياه الخليج العربي والبحر الأحمر، يؤكد بجلاء أن الإرهابيين بحاجة إلى درس ساحق لأنهم لا يضربون منشآت دولة فقط وإنما الاقتصاد العالمي وحق المجتمعات البشرية في التنمية والحصول على الطاقة بأقل الأسعار، وهؤلاء بأفعالهم غير المسؤولة يدمرون هذا الحق مما يتطلب مواجهة شاملة من المجتمع الدولي ضد هذا التخريب والأعمال الإجرامية، فحتى في الحروب العالمية لم يتم استهداف المدنيين ومنشآتهم بهذه الصورة الوضيعة.