آمنة خزعل - الدمام

ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في دخول الأطفال عالم الشهرة، وهو ما دفع بعض الأسر لاستغلالهم في جلب الأموال والذي يعد نوعا من الاحتيال؛ لما له من تأثير سلبي على شخصية ونفسية الطفل مثل تقليد الغير والذي يقوده للانحراف عن فطرته السليمة.

» احتياجات الأطفال

أوضحت ربة المنزل عفاف الحربي، أن هناك احتياجات أساسية لا بد من توفيرها من جانب الوالدين للطفل، منها الاجتماعي والنفسي والذاتي، إضافة إلى حاجته لتقدير الذات والشعور بالأمان والتعرف على علاقات اجتماعية مع الآخرين.

وأكدت «الحربي» أن إحساس الطفل بعدم الأمان في حضن والديه هو الدافع وراء بحثه عن الشهرة والمادة، مشيرة إلى أن عدم تلبية احتياجاته النفسية والاجتماعية يقف سببا أيضا للبحث عن الشهرة.

» استنزاف طاقتهم

وأوضح الأخصائي النفسي الجنائي عبدالله الوايلي، أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على نفسية الطفل؛ لأنها تلعب دور الهدم والبناء في نفس الوقت، ولها آثار نفسية مستقبلية على الطفل، ورغم توفيرها كما هائلا من المعلومات لكن لا يعتد بها كمصدر موثوق.

وأشار إلى أن استغلال براءة الأطفال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يؤثر على استنزاف طاقاتهم وقدراتهم وإمكانياتهم ويتسبب في خواء فكري وتسطح معرفي وسلوك سلبي بالتقليد والمحاكاة، مما يفقدهم المهارات الاجتماعية اللازمة، مؤكدا أن الاستغلال الإعلامي جريمة تؤثر على نمو الطفل نفسيا وفكريا وجسديا خاصة في ممارسة الأنشطة الحركية التي تعرقل عملية التنمية والإبداع.

» الاستغلال المادي

وأوضح «الوايلي» أن الطفل يعيش تغيرات فسيولوجية ونفسية خلال نموه، وهو يكتسب نموا جسميا، بينما يخفي على الآخرين نموه النفسي أيضا.

وشدد على ضرورة مراعاة الحالة النفسية للأطفال وعدم استغلالهم سلبيا تحت ذريعة الشهرة والكسب المادي، مشيرا إلى أن العامل النفسي مهم للغاية في تكوين شخصية الطفل وزيادة ثقته بنفسه وتفسير استجابته السلوكية ومدى تفاعله مع البيئة الخارجية المحيطة، خاصة أن الطفولة تتميز بالتغيرات والقلق والمخاوف، وأن تعرض الطفل للمخاطر والمشكلات الاجتماعية والمواقف النفسية الضاغطة يقوده للاستجابة للخوف مع استغلاله ماديا ومعنويا من المحيطين من حوله.

» استغلالهم إعلاميا

كما أوضح أن الاستغلال الإعلامي لبراءة الطفل يثير العديد من المخاوف الاجتماعية التي تعيق الطفل عن ممارسة حياته اليومية الاجتماعية بشكل فعال، مشيرا إلى أن الاستغلال الإعلامي للطفل يعد سلوكا عدوانيا مباشرا يعتمد على الإجبار وعدم اختيار ما يريده.

» تأثيرات نفسية

وأشار إلى أن الإعلام يؤثر على نفسية الطفل بشكل مرحلي ومستقبلي؛ نظرا لأنه لا يراعي المرحلة العمرية التي يعيشها ولا ينظر لمدى أهميتها وعلاقتها بالمراحل العمرية اللاحقة، وهو يؤثر على تفكير الطفل ويحدث نوعا من التداخل السلبي بين المراحل العمرية فيؤدي لاضطرابه نفسيا وعدم الاتزان والنضج الانفعالي والقصور العاطفي وتقمص الأدوار المختلفة التي لا تتناسب مع مرحلته العمرية التي يعيشها.

وأضاف: يجب أن يدرك كل أفراد المجتمع عامة والأسرة خاصة أن الطفولة مرحلة عمرية تحتاج للرعاية والاهتمام والإشباع العاطفي والأمن النفسي والاجتماعي، وأي سلوك لفظي وغير لفظي يعتبر تعديا مباشرا على الطفل يعكس عدم قدرته على حمايته نفسيا واجتماعيا.

» تشويه عاطفي

وأكد أن الاستغلال العاطفي هو معيار هدم وتشويه وانكسار للصحتين النفسية والعاطفية، وهو أسوأ أنواع الإيذاء والاستغلال، وله تأثير سلبي على الطفل؛ لأنه يقود للتحكم في مشاعر الآخر ويعد شكلا من أشكال السيطرة والتعسف.

» تقمص الأدوار

الاستغلال يقود الطفل لتقمص أدوار شخصية مختلفة لا تتناسب مع عمره ولا تساعده على التميز والتقبل وإقامة علاقات اجتماعية إيجابية؛ بسبب التقليد الذي يهدم النمو المعرفي والسلوكي وتطور القدرات الإبداعية والتأملية لدى الطفل. وفي ختام حديثه، شدد على ضرورة التوعية الوقائية الإعلامية والاجتماعية على أعلى مستوى للمجتمع عامة وللطفل خاصة، والتي تساعد على توجيه الرأي العام نحو أهمية خصوصية الطفل ورعايته واحترام حقوقه.