كلمة اليوم

يحاول أعداء المملكة والعراق اختلاق الفتن والدسائس لتشويه العلاقات المتينة التي تجمع ما بين الشعبين الشقيقين في شتى مجالات وميادين التعاون القائمة بينهما، وتلك محاولات فاشلة ويائسة لا يكتب لها النجاح نظير ما يربط البلدين من وشائج علاقات متينة مازالت تتنامى مع مضي الوقت، وهذا ما يؤكده استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أخاه فخامة رئيس الوزراء العراقي، حيث عكست المحادثات التي دارت بينهما عمق تلك الوشائج والصلات القوية بين البلدين الشقيقين ومدى التشابه في وجهات النظر بين القيادتين في سائر الموضوعات التي طرحت على بساط البحث بين القيادتين.

العلاقات السعودية العراقية متجذرة في عمق التاريخ ولها أهميتها الفاعلة في ترسيخ مبادئ وأسس التضامن العربي المنشود، وقد كانت ولاتزال لها الأثر الكبير في دعم الأعمال العربية المشتركة والتفاهم حول حلحلة الأزمات العربية العالقة، وقد نجحت تلك العلاقات أيما نجاح في تقريب وجهات النظر بين البلدين الشقيقين في التفاهم حول الوصول إلى نتائج طيبة للتوصل إلى ما فيه تسوية معظم تلك الأزمات، ولاشك أن وجهات النظر المتقاربة والمتطابقة بين الرياض وبغداد كان ولايزال لها الأثر البالغ في دفع العمل العربي المشترك الى الأمام، وتغليب الأعمال الطموح المشتركة التي تصب كلها في قنوات المصالح العربية الجماعية.

لقد حاول المغرضون ومن في قلوبهم مرض مرارا وتكرارا اختلاق الفتن ونشر الدسائس للإيقاع بين البلدين والتأثير على العلاقات الأخوية المتماسكة التي تربط ما بين الشعبين، ولكن تلك المحاولات سقطت قبل أن تحقق أي غرض من أغراضها، فالعلاقات الحميمة بين الشعبين الشقيقين غير قابلة للذوبان في تلك المحاولات الرخيصة التي لا تستهدف إلا زعزعة العمل العربي المشترك ومحاولة إصابته في مقتل، والوقوع في شراك تلك الفتن لم يتحقق كما كان يظن أولئك المرجفون والعابثون بمصالح البلدين، وستظل العلاقات وطيدة بين الرياض وبغداد رغم تلك المحاولات الرخيصة.

المملكة والعراق تشكلان ثقلا عربيا سياسيا واقتصاديا كبيرا وبإمكانهما العمل دائما لنصرة القضايا العربية القائمة وإبعاد الأمة العربية عن الفتن والدسائس ومحاولة تفريق وتشتيت الكلمة العربية الواحدة والصف العربي الواحد، وقد نجح البلدان دائما في نصرة القضايا العربية والعمل على وحدة الكلمة العربية وإبعاد المنطقة عن شرور الفتن، وعن شرور أولئك المتربصين بالأمة الدوائر، وتحرص الرياض دائما على لم الشمل العربي وإبعاد المنطقة عن الدسائس والأزمات والحروب وتحرص بغداد على السير على نفس هذا النهج القويم، وهو نهج يضمن سلامة المنطقة العربية وأمنها وسيادتها وإبعادها عن شبح التدخلات في شؤونها.