رائد الحربي ، طارق آل مزهود - الدمام

يحتفل أكثر من 500 ألف معلم ومعلمة في المملكة، اليوم السبت، بيوم المعلم، وهي مناسبة سنوية تصادف الخامس من شهر أكتوبر من كل عام، يتناول فيها العالم الدور الجوهري للمعلم في مسيرة الحياة وأهميته في رقي الشعوب.

وإجلالًا لدورهم المتعاظم، يستذكر الجميع في هذه المناسبة مقولة الملك فيصل «يرحمه الله»: «لو لم أكن ملكًا، لكنت معلمًا»، مما يدل على أهمية ومكانة المعلم لدى الأمم، ويجعلنا ندرك ضخامة الدور الذي يقوم به المعلم وعِظَم المسؤولية التي تقع على كاهله، فما هذه الملايين من أبناء هذا الوطن المعطاء إلا غراس تعهّدها المعلم بماء علمه، فانبعثت وأثمرت وفاضت علمًا ومعرفة وفضلًا.

ومما لا شك فيه أن أولى الناس بالتبجيل والإجلال هو المعلم؛ لأن اسمه مشتق من العلم، لذلك يتحتم على كل طالب وطالبة النظر بعين الاحترام والإجلال والإكرام والتواضع للمعلم، كيف لا وقد قيل فيهم من الشعر أجله مثلما نظم فيهم الشاعر أحمد شوقي بقوله «قم للمعلم وفه التبجيلا... كاد المعلم أن يكون رسولا».

وفضلًا عن اعتزازهم بتخصيص هذا اليوم لتقدير دورهم الكبير، يجد المعلمون هذه المناسبة فرصة للالتفات إلى ما يضطلعون به من مهمة تستحق -حسب إفاداتهم لـ(اليوم)- المراعاة والخصوصية لجهدهم ورسالتهم التي يعتزون بها.

» دور كبير

وأفاد المعلم عبدالله الحربي بأن المعلم هو صاحب الفضل الكبير والرسالة السامية، وهو الشخص الذي يُخرج الناس من ظلمة الجهل إلى نور العلم، فهو يُعطي لطلابه كل ما يعرف من علوم ومعرفة ليبنوا مستقبلهم، ولا قيمة لأي علم إن لم يكن هناك من يتبنى إيصاله إلى الناس وإفهامه لهم؛ لأن العلم بلا عمل لا فائدة تُرجى منه.

ومهمة المعلم تتركز في أن يعطي العلم للطلبة كي يعملوا به، فهو الذي يخرج الطبيب والمهندس والمحامي والمدير والعسكري وغيرهم؛ لذلك فإن فضل المعلم تام وجامع ويشمل جميع المهن والعلوم.

» مهمة ورسالة

وقال المعلم فالح الحقباني: يطيب لي في يوم المعلم أن أسطر كلمات شكر وتقدير وعرفان لكل معلم مخلص أمين يفني عمره في تعليم أبناء أمته ووطنه العلم النافع والمعرفة الجامعة؛ ليزيل عنهم الجهل ويبصّرهم بنور العلم مبتغيًا رضا الله -عز وجل- ممتثلًا أمره وأمر رسوله «صلى الله عليه وسلم». وأضاف: إخلاصكم وتفانيكم في تعليمكم يجعلانكم مثالًا يُحتذى وهاديًا يرتجى ويهتدى إذا احلولك ظلام الجهل وخيّمت عروشه، وامتدت أيدي الناس تلتمس النور وتنشد الهدى، فليس لها بعد الله إلا العلم فهنيئًا لكم هذه المكانة الرفيعة.

» تقنين البرامج

وقال المعلم فادي الجمل: ونحن نحتفل باليوم العالمي للمعلم نتطلع من القائمين على البرامج التدريبية بوزارة التعليم للنظر في البرامج التدريبية المقدمة للمعلمين، حيث أصبح المعلم اليوم في حاجة أكبر لبرامج التقنية والتصاميم من أجل مواكبة التعليم الحديث بالاعتماد على نفسه في إعداد الدروس والبرامج العلمية داخل المدرسة بما يتوافق مع مستويات طلابه.

كما أن على الوزارة التعريف بأهمية النشاط الطلابي من خلال البرامج المجتمعية وانتهاز الفرص بالمشاركة في الفعاليات الجماهيرية لإيضاح أهمية البرامج والأنشطة اللاصفية ودورها الكبير في تعليم الطلاب وغرس القيم لديهم، وكذلك حث المجتمع على التعاون البنّاء مع المدرسة لما فيه مصلحة أبنائنا الطلاب.

» يوم جدير

وتحدث المعلم وليد البوسيف بأن الأيام العالمية التي تمر علينا بين الفينة والأخرى ليست قليلة، ولكن عندما يأتي يوم يكون صانع الأجيال هو محوره فهو يوم جدير بالاهتمام، كيف لا وهو ركيزة هامة جدًا في رقي المجتمعات باقتصادها وصناعتها وجميع شؤونها، ولذلك وجب أن يكون هذا اليوم محط نظر واهتمام من جميع شرائح المجتمع؛ لا يقتصر على أن يحتفل المعلم بنفسه، فهذا لا يحقق الهدف الأسمى من مثل هذا اليوم، نحن بحاجة لمشاركة مجتمعية ورسمية لإعادة هيبة المعلم ليكون قادرًا على تأدية رسالته على أكمل وأتم وجه؛ لتثمر نتائج ملموسة في هذا الوطن الذي يؤتي ثمارًا يانعة كل حين «بإذن الله».

» دور مجتمعي

وشدّد المعلم سعد السعد على أنه لا بد أن يجد اليوم العالمي للمعلم اهتمامًا أكبر من خارج منظومة التعليم، فدور المجتمع كبير تجاه المعلم وتحفيزه، خاصة الجهات الربحية التي نتطلع لأن يكون لها دور في دعم مسيرة التعليم، سواء بإشراك المعلمين في برامجهم التدريبية، أو عمل نسبة خصومات خاصة بالمعلمين، كما نتطلع لأن يكون للتأمين الصحي دور في تقديم خدماته المميزة للمعلمين.

» تحديات القرن

وقال المعلم نجيب السعيد إن مهارات القرن 21 تعتمد على غرس القيم الجديدة والمفاهيم المنتقاة مثل التحدي والإبداع والاكتشاف وحل المشكلات والتطور التكنولوجي السريع والتقنية؛ لذا نحتاج إلى الاهتمام بالمعلمين الذين يمثلون إداراتهم والأخذ بعين الاعتبار إمكانياتهم لنقل خبراتهم للميدان، حتى نواكب بهذه الخبرات رؤية المملكة 2030، وإن لم يكن على نطاق واسع فجميل تطوير الذات وصقل المهارات على مستوى بيئة المدرسة؛ للتصدي لكل العقبات والوقوف بكل شموخ أمام الصعوبات.

» مهنة عظيمة

وأشارت المعلمة نورة البريك إلى أن التعليم مهنة عظيمة لا يشعر بها سوى مَن يعمل بها ويحتسب الأجر في تعليم الطلاب من أجل المساهمة في رقي المجتمع والوطن، مضيفة إن اليوم العالمي للمعلم والمعلم يمثل لهم أهمية كبرى فهو يزيد من إصرارهم على العمل الدؤوب .

» إعادة الثقة

وأوضح المعلم أحمد الغامدي أن اليوم العالمي للمعلم يعتبر فرصة مواتية لتذكير المجتمع بأهمية المعلم ومسؤولياته المناطة به وهذا يغرس في نفوس الطلبة الاحترام والتقدير للمعلمين، ويساهم في إعادة الثقة المهزوزة في المعلم.

فيما أكد المعلم عبدالله الزهراني أن أولى خطوات الاحتفاء بالمعلم في يومه العالمي هي إعطاؤه حقوقه كحال غيره من المعلمين فهل يُعقل التفاوت في الراتب الشهري بين المعلمين وهم متخرجون في نفس السنة، ولكن أحدهما في مدرسة حكومية، بينما الآخر في الأهلية كما أن بعض المعلمين لا يزالون يطالبون بحقوقهم المادية جراء التعيين على البنود سابقًا أو التعيين على مستوى أقل من المستحق.

» أكبر العوائق

فيما قالت المعلمة هدى الفايز أن عدد الطالبات في الفصول وعدم وجود بيئة جيدة يعتبر من أكبر العوائق للمعلمات، فهل يُعقل أن عدد الطالبات ٤٥ في الفصل الدراسي؟ والسؤال المهم أين مشاريع الوزارة على أرض الواقع؟

فيما اعتبرت المعلمة أميرة السعيد أن المعلمة عليها دور كبير في تنشئة الجيل تنشئة صحيحة حتى وإن حصل تقصير من الوزارة فهذا طبيعة العمل، مشددة على إيجابية الدورات التدريبية المستحدثة للمعلمين والمعلمات على حد سواء.

» مناطق المملكة

فيما تحسّر المعلم عبدالله المطيري على التفاوت الواضح في مدارس المنطقة الشرقية عن سواها في مناطق المملكة، فهناك زملاء لنا في الرياض يخرجون الساعة الواحدة ظهرًا، بينما نحن نخرج الساعة ٢ ظهرًا، بل حتى في بعض مدارس الدمام هناك مدارس لا تطبق النشاط، بينما أخرى تطبق، وكذلك الحال لنصاب الحصص، فالمعلم أصبح مثقلًا بكثرة الطلبات.