د. علي البخيت

وهب الله الإنسان القدرة على اتخاذ القرار، وهي لب الإدارة، فلا توجد مهارة تؤثر على حياتنا بالكامل أكثر من مهارة اتخاذ القرار الحكيم، وتتمثل في الفكر المنظم الذي يهدف إلى التشخيص المناسب للمشكلة والتوقع السليم للنتائج المترتبة على حل المشكلة، والقيود المؤثرة على تحديد درجه ملاءمة القرار مثل القيود المالية وقيد المعرفة ثم اختيار بدائل الحل وتقييمها بغرض اختيار البديل القادر على تنظيم العائد.

بداية عند اتخاذ القرار يجب أن نقوم بتحليل الموقف فما هي الظروف المحيطة بالمشكلة؟ ما الظروف المواتية؟ وما الظروف المعاكسة؟ وما الأسباب التي خلقت الحاجة؟ ولماذا ستتخذ هذا القرار؟ ما هو المكسب وكيف؟.

وانتبه أنه لا يمكنك تحديد نوعية القرار المتخذ دون أن تكون قد أعطيت الهدف قيمة يمكن قياسها، ونوعية أي قرار مرتبط مباشرة بنوعية المعلومات المتوفرة عند اتخاذ القرار، وعليك بتجميع قدر ما تستطيع من المعلومات من الموظفين ومن المنافسين والخبراء ومن الملفات، وإذا كان قرارك يتطلب الأموال والمواهب والوقت والمعدات والمواد، فعليك أن تعرف كم منها متوافر لديك؟ وهل بإمكانك أن تحصل على المزيد إذا احتجت لذلك؟ من أين ستحصل عليها؟ ومتى وكيف؟

وما الشروط التي يجب توافرها لاتخاذ القرار؟ وانتبه أنه ليست كل المزايا بنفس الأهمية، لذلك بين أهميتها النسبية بإعطائها وزنا معينا من المجموع الكلي للمزايا.

ما الخيارات الممكنة المتاحة أمامك، وضع أكبر عدد ممكن من البدائل، قم بفحص كافة البدائل بما يتناسب مع قائمة متطلباتك.

وقارن المزايا المطلوبة والمتوافرة في البدائل المعروضة، وأعط كل واحدة من هذه المزايا درجة نسبية.

واجمع عدد نقاط المزايا المتوافرة في كل واحد من البدائل وقارنها بشكل موضوعي بناء على متطلبات القرار الذي سوف تقوم باتخاذه.

إن البديل الذي يحصل على أكبر عدد من النقاط سيكون هو اختيارك المبدئي، وتطلع إلى المستقبل وأجب عن السؤال التالي: ما الانطباعات الجيدة التي تحس بها إزاءه؟ إذا كانت نتائج الخيار المبدئي جيدة فقم بتطبيقه، وإذا لم يكن ذلك الخيار هو ما تريده انتقل إلى الخيار التالي في عدد النقاط التي سجلتها.

ولا بد وأن ندرك أن القرارات السريعة ليست دائما قرارات صحيحة، وعلينا دائما أن نتذكر أنه ليس كل الصحيح مرغوبا، وليس كل المرغوب صحيحا.