الحمد لله الذي جاء بدينه الحنيف لهداية البشرية إلى الطريق المستقيم بتوحيده وعبادته واتباع أوامره والبعد عن نواهيه سبحانه، ومن أحكام الدين الإسلامي البعد عن الشك والغيبة والظن السيئ، وفي المقابل أمر الدين بحسن الخلق وتلمس العذر وعدم تتبع عورات الناس... وليس هناك شك مطلقا بأن الله عز وجل لا يأمر إلا بالخير ولا ينهى إلا عن الشر، وكذلك هدي وسنة رسول الله محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم ) تدل عموما على إيجابية التفكير والستر وذكر الناس بالخير.
إن المشاهد في مجتمعنا لدى بعض الأشخاص السلبيين أنهم يمارسون بحياتهم اليومية عكس أوامر الدين الحنيف رغم أنهم قد يتحلون بالالتزام الديني في العبادات الشخصية ولكن في جانب أخلاق المسلم هناك قصور واضح، فتشاهد مثل هذا الشخص السلبي دائم النقد سواء على مستوى الدولة أو رجال الدين أو المسئولين أو الأصدقاء أو المجتهدين في العمل الخيري... إلخ، بحيث لا يسلم منه أحد (والعياذ بالله) وهو دائما يبطن نقده وتجريحه «بل غيبته» بتقديم عبارات قليلة إيجابية بالبداية ولكن يتبعها (بكلمة بس) وبعدها يأتي الكثير من الكلام السيئ وتصيد الأخطاء الذي يُطول الحديث عنها ويفسرها حسب مزاجه المريض، وفي نفس الوقت لا ينظر إلى الإيجابيات أو الخير الذي تم إنجازه رغم أنه يفوق بعشرات المرات الأخطاء القليلة التي حدثت حيث لا توجد جهة أو شخص كامل (فالكمال لله وحده سبحانه)... كما يلاحظ أن هؤلاء الأشخاص السلبيين الموجودين في مجتمعنا الذين «يحسنون النقد ولا يجيدون الشكر» دائماً سوداويين بالنظر إلي المستقبل بحيث يظهرون بكلامهم أن الأمور تتجه إلى الأسوأ وأن الخير قليل بالمجتمع وأنه لا يوجد إنجاز إيجابي يذكر... إلخ.
إن أمثال هؤلاء (الأشخاص السلبيين) الذين يتكلمون على غيرهم بالسوء ويكثرون النقد السلبي (وليس النصح الإيجابي) هم في نفس الوقت لا يذكرون الشكر لمن أحسن أو قدم الخير سواء على مستوى الدولة أو الجمعيات أو الأفراد، لذلك هؤلاء السلبيون هم معاول هدم لأي تقدم أو عمل إيجابي أو خيري؛ لأنهم لا ينظرون بطريقة سليمة كما أمرنا ديننا الحنيف ونصحنا به رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)، لذلك هم يشكلون عنصر إعاقة للتقدم والنمو، ولكن القافلة تسير بالخير بتوفيق الله ثم بالدعم من الأشخاص الإيجابيين الطيبين.... وإلى الأمام يا بلادي.