يتم اليوم الثلاثاء -بإذن الله- توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي بعد أن قامت المملكة بجهود كبيرة لجمع الفرقاء اليمنيين مما أثمر عن التوصل لاتفاق الرياض، الذي يعتبر علامة مضيئة وتاريخا مهما يسطر بماء الذهب في التاريخ اليمني الحديث، ويضاف لرصيد السعودية في حل الكثير من المشاكل، التي تحدث في منطقتنا وعالمنا العربي والإسلامي، وليس بغائب عنا اتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان، التي استمرت ما يقارب الـ 15 عاماً، وكذلك اتفاق السلام، الذي تم توقيعه بين حركتي «فتح» و«حماس» الفلسطينيتين في عام 2007، بمدينة مكة المكرمة، حيث جرى التوافق على وقف أعمال الاقتتال الداخلي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأيضاً اتفاق السلام التاريخي، الذي وقّع بين أثيوبيا وإريتريا في مدينة جدة ليطوي البلدان صفحة أطول نزاع في القارة الأفريقية. وكذلك جهود المملكة في المصالحة الأفغانية والسودانية وترتيب البيت الليبي وغيرها الكثير، الذي يحتاج إلى مقالات للحديث عنه سريعاً، ومجلدات للدخول في تفاصيله.
بالتأكيد أن تلك الجهود لم تكن لتتحقق لولا توفيق الله أولاً ثم ما تتمتع به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان من مكانة دولية وتأثير قوي لدى الجميع مصحوباً بسمعة حسنة ومصداقية تجعل جميع الأطراف تثق بالسعودية كوسيط مؤثر ومهم.
السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر ثمَّن دور الرئيس اليمني ووفدي الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي في التوصل للاتفاق وتغليبهم مصلحة اليمن وشعبه، ونبذ الفرقة، وتوحيد الصفوف لتحقيق الأمن والاستقرار وفتح المجال للبناء والتنمية.
أضم صوتي لصوت السفير آل جابر، وأقول إن الحكمة اليمنية ظهرت هنا من وفدي الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، اللذين تجاوزا الخلافات لما هو أسمى وأكبر لمصلحة اليمن وبالتأكيد سيجني ثمار هذا الاتفاق كل أطياف الشعب اليمني، وسنشهد -بحول الله- خطوات كبيرة في كل المجالات ولا ننسى الدور الكبير لدولة الإمارات العربية المتحدة المساند لجهود المملكة الرامية لتحقيق الأمن والرخاء في هذا البلد الشقيق.
بالتأكيد أن المستفيد من الخلافات اليمنية هو العصابات الحوثية الإيرانية، ولذلك جاء هذا الاتفاق ليقضي على آمالهم في تحقيق مكاسب جراء هذه الخلافات لتتواصل بوصلة التحرير وننعم قريباً بتطهير كل أرجاء اليمن من دنس هذه العصابات الانقلابية، التي نشرت الدمار والرعب في كل مكان وتسببت في أكبر كارثة يعيشها هذا البلد، حيث نشرت الألغام في البر والبحر، وجندت الأطفال والنساء، وكرست المذهبية المقيتة وحاولت جاهدةً سحب اليمن من عروبته إلى أحضان ملالي الفرس والعمل بأجندة إيرانية بحتة، وفي المقابل نجد الدور الكبير الذي تقوم به المملكة من خلال البناء والتعمير والتطهير، ولا يغيب عنا جهود مركز الملك سلمان للإغاثة وما يقوم به من توزيع للمواد الغذائية والطبية ونزع الألغام وبناء المدارس والمستشفيات، التي دمرها الانقلاب الحوثي.
دور المملكة في نشر السلام والحب ونبذ الفرقة والاختلافات تجاوز الحدود الإقليمية ووصل إلى كل أرجاء المعمورة لتتحول المملكة إلى رائد للسلام بدون منازع.