بيان بوبشيت - الجبيل

7 وحدات إرشادية لمكافحة إيذاء الطلاب بالمدارس

كشف المؤتمر الأول للحماية من العنف والإهمال الأسري تحت شعار «معًا بحب.. أسرة سليمة ومجتمع واعٍ ومستمر» عن وجود 18 مركزا للحماية من الأهمال والعنف الأسري في عموم مناطق المملكة فيما تضم المنطقة الشرقية 3 مراكز.

وكان المؤتمر الذي اختتمت فعالياته بمستشفى القوات المسلحة بالجبيل، التابع للإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة، بالتعاون مع مركز الحماية من العنف والإهمال الأسري تضمن مناقشة مجموعة من القضايا المتعلقة بالإهمال والعنف الأسري، فقال استشاري طب الأطفال والعناية المركزة سليمان المحيميد: إن اللجنة المركزية في الخدمات الطبية بوزارة الدفاع، والإدارة العامة للخدمات الصحية بالقوات المسلحة، تهتم بإنشاء مراكز الحماية من الإهمال والعنف الأسري في جميع مستشفياتهم، ومتابعتها ودعمها.

وأوضح أن المركز الرئيسي بالرياض يغطي 26 مستشفى تابعا لوزارة الدفاع، مع وجود تعاون قوي مع القطاعات الصحية الأخرى في المملكة، بهدف الحماية والاهتمام بالعائلة وليس التجريم. ووصل عدد المراكز في المملكة إلى 18 مركزًا، تغطي معظم المناطق، فيما تضم المنطقة الشرقية 3 مراكز ولجان للحماية، ممثلة بفروعها في الظهران، وهو المركز الرئيسي، إضافة إلى الجبيل، وحفر الباطن.

» التبليغ الفوري

وأكد «المحيميد» إلزامية التبليغ فورًا عن أي حالة عنف أو بمجرد الشك في وجود الحالة، وذلك عبر الرقم الموحد للتبليغ 1919، مؤكدًا أن عدم التبليغ يعرض صاحبه للمساءلة، فالتبليغ يعد إلزاميًا لأي حالة عنف.

وأشار إلى أنه على الممارس فور معاينة المريض، الإبلاغ عن وجود حالة مشتبه بها، ليتم التعامل معها، موضحًا أن البلاغات في الوقت الحالي تبلغ الآلاف، مقارنة بالأعوام السابقة، حيث كانت تقتصر على 25 بلاغًا خلال الأسبوع، وهذا ما يدل على وعي المجتمع. وأوضح المحيميد أن كبار السن أكثر تعرضًا للعنف، يليهم ذوو الاحتياجات الخاصة، والأطفال، والعمالة المنزلية، والنساء.

» تقارير التنمر

وأشارت استشاري طب الأطفال د. سلافة التميمي، إلى ضرورة إرسال المدارس تقارير خاصة بكل مدرسة لحالات التنمر، التي حصلت بها خلال العام إلى وزارة التعليم؛ لاستخراج دراسة كاملة ودقيقة بالتعاون مع المدارس.

وأكدت المرشدة الطلابية منى الشمري، أن التنمر من المواضيع الهامة المظلومة في الطرح، وهذا يعود إلى قصور تغذية المجتمع، مطالبة كافة الجهات المسؤولة بعقد برامج تثقيفية، لتوضيح مفهوم التنمر، وإعداد إحصائيات دقيقة للكشف عن مدى انتشار التنمر، ودراسة أسبابه، ومتابعته متابعة دورية، مع تحديث الإحصائيات سنويًا، لمعالجته.

» قلة المشرفين

وأوضح مشرف الإرشاد في إدارة التعليم بالمنطقة الشرقية عبدالمحسن الملحم، أن غياب الالتزام بالمناوبة والإشراف لدى المعلمين، هو أحد الأسباب الداعية للتنمر بين الطلاب، وهو غالبًا يغيب في مدارس الأولاد أكثر من الفتيات، موضحًا أن تطبيق المناوبة بالشكل الصحيح في أول أسبوعين من الدراسة يجعل المدرسة تسير بالشكل السليم. وأضاف: إن من أسباب التنمر، عدد الطلاب الكبير لدى المشرف الطلابي الواحد، بحيث يغطي المشرف 1400 طالب، ما يؤدي إلى عدم التركيز على مشاكل كافة الطلاب، منوهًا بأن يكون لدى كل مرشد ملف لكل طالب، بالتعاون مع الآباء والأمهات من خلال إعطاء المعلومة الصحيحة في الملف، للمعالجة بشكل سليم أثناء حدوث أي طارئ.

»حماية الطلاب

وأكد الملحم أن أنواع العنف تتضمن العنف الجسدي، كالضرب بين الطلاب في أوقات الطابور، وأوقات الفسح، إضافة إلى العنف اللفظي، وهو ما يدور حول العنصرية والتعليق على الأشكال، ويعد أكثر تأثيرًا على الطالب من العنف الجسدي. ولفت إلى أن من أهم الطرق الفعالة لمعالجة العنف والتنمر في المدارس هو النزول لمستوى الطلاب، ومشاركتهم نشاطاتهم، إضافة إلى إعطاء الطالب فرصة للتحدث وإبداء الرأي، وأوضح «الملحم» أن توتر العلاقة بين الوالدين في المنزل، من أسباب العنف المدرسي، بالإضافة إلى التربية العدائية للأبناء، وضعف الرقابة من خلال الانشغال بملذات الحياة أو الانغماس في العمل، وإلقاء الآباء الحمل كل منهما على الآخر.

وكشف عن افتتاح 7 وحدات إرشادية للبنين والبنات، تخدم حالات العنف والإيذاء لدى الطلاب والطالبات، من قبل مختصين من أطباء وأكاديميين وأخصائيين، تحت عنوان «اسألني» من خلال الاتصال عبر الرقم المركزي، في ساعات معينة.

» تحرش وإهمال

وبينت المحاضرة هند خليفة خلال جلسات المؤتمر أن الأطفال أصبحوا في هذا الزمن يفوقون الكبار ذكاء، بحيث تكون استفساراتهم لتأكيد معلوماتهم وليس لأخذ معلومة جديدة، فهم أكثر وعيًا من الأهالي المتأخرين، وأن اختيار الشخص المناسب للسؤال يعود إلى ثقتهم فيه، حين يجيبهم بالإجابة الصحيحة التي تولد علاقة صداقة بين الابن والأهل.

وأضافت: إن تعرض الأطفال للتحرش يندرج تحت الإهمال، وأن إنكار وجود قضية التحرش لدى الأهالي، يغيِّب لديهم ضرورة توعية أطفالهم، مشيرة إلى تغير شكل الأسرة في السنوات الأخيرة، حيث لا يعد تفككها من أسباب التحرش، فقد تنجح أمٌّ بمفردها أو أبٌ بمفرده في التربية والتوعية الصحيحة.

» عقوبات رادعة

من جهة أخرى، أكد المحامي أحمد المحيميد، أن التبليغ عن حالات العنف يلزم على كل من يطلع على حالة إيذاء في الأماكن العامة، ولكن في المستشفيات والمدارس هناك آلية للتبليغ، موضحًا أنه في نظام التنفيذ القضائي فإن الأم والأب الذين يستغلون أطفالهم للضغط على الآخر للحضانة أو النفقة أو الزيارة، أقر سجن 3 أشهر لمن يمتنع عن تطبيق الحكم. وأوضح أنه في نظام الأحداث، يمنع تقييد الأطفال، وتوقيفهم في مراكز الشرطة، بل يبلغ ولي الأمر، وأخصائي اجتماعي، وتكون المحاكمة داخل دور الرعاية، ومنعه من الدخول في أماكن معينة لمدة لا تتجاوز 3 سنوات، كما يمنع من مزاولة عمل معين، ووضعه تحت المراقبة الاجتماعية في بيئته، وإلزامه بواجبات معينة لمدة لا تتجاوز 3 سنوات. وأضاف: «من ارتكب فعلًا من الإيذاء الذي يتضمن الاستغلال أو إساءة المعاملة الجسدية أو النفسية أو الجنسية، يعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على سنة، وبغرامة من 5 آلاف إلى 50 ألف ريال».