حصة الدوسري - الدمام

تسعى الجهات المعنية بالمنطقة الشرقية إلى مضاعفة عامل الجذب السياحي الذي تسهم فيه الواجهات البحرية الممتدة على طوال سواحل المنطقة، وتفعيل كل ما من شأنه أن يكون مصدرا مضافا إلى إمكانيات الترفيه.

وفيما أن هذا التوجه هو القاسم المشترك لدى جميع من يهمه أمر السياحة وزيادة الزخم في المواقع التي يرتادها محبو التنزه والاستجمام، إلا أن ما يكدر صفو هذا الأمر صور تلك القوارب المهملة التي تنتشر على امتداد الساحل وفي الواجهات البحرية، والكثير منها يزاحم مواقع الارتياد السياحي.

القوارب المتهالكة تجاور الساكنين


ورغم ما تميزت به الواجهة البحرية بالدمام من احتضانها للكثير من الفعاليات الترفيهية والتراثية والبرامج الجماهيرية المهمة، لكن كثيرا من الشكاوى وصلت إلى المسؤولين بخصوص القوارب المهملة المنتشرة في كورنيش حي الشاطئ بالدمام، مفيدين بأنها تسيء إلى المنظر العام وتشوه البيئة الجمالية للموقع، ومشيرين إلى أنها مر عليها سنوات عديدة دون النظر والبت في شأنها، وهذا ما عززته جولة ميدانية نفذتها «اليوم» ووقفت خلالها على أرض الواقع، سعياً لإيجاد حلول تُحدِث التغيير الإيجابي.

محمد الصفيان


رأي الأمانة

وقال وكيل الأمين المساعد لشؤون البلديات للخدمات والمتحدث الرسمي بأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان أنه ضمن حملات التشوه البصري في المنطقة تقوم الأمانة بالتعاون مع عدة جهات بحصر كافة هذه السفن التالفة الموجودة على الشواطئ أو غيرها، ومن ثم وضع علامات لأصحابها لإزالتها على الفور، منوها إلى وضع ملصق يفيد بمنح مهلة 15 يوما لإزالتها من قبل ملاكها، وفي حال لم يتم التجاوب مع العلامة الموضوعة بخصوص توجيه الأمانة تتم إزالتها من قبل اللجنة المعنية بالتعاون مع إدارة حرس الحدود، أما القوارب المهملة فهي مسؤولية حرس الحدود التي تقوم بتحديد حالة القارب إن كان مهملا أم تالفا.

مجموعة قوارب بالشاطئ وداخل المياه


صلاحية منتهية

أشار المواطن محمد البنعلي إلى التشوّه البصري الذي تُحدثه القوارب المهملة والتالفة على شاطئ كورنيش الدمام، خاصةً أنها لم تعد صالحة للاستعمال -بحسب تقديره لها-، مفيدا بأن هذه السفن قديمة جداً وقد مر عليها أكثر من 20 سنة وهي موجودة في نفس المكان.

وأيّده المواطن فيصل النعيم، منوها إلى أنها كانت سابقاً كمنطقة يستظل بها زوّار الكورنيش، حيث إن البعض يجلس خلفها مع أسرته ليصُد بها أشعة الشمس عن أفراد عائلته.

قارب تالف بالشاطي


سكن فئران

قال المواطن جاسم أحمد: دائماً ما يذهب مع ابنه إلى الكورنيش، فيرى فئرانا تعيش داخل هذه القوارب دون رقيب، ما يسبب ملوثات للمنطقة ومرتاديها.

وأضاف زميله المواطن فهد الناصر، بقوله: الأمر لا يقتصر على الفئران وحسب، بل إن بعض مرتادي الشاطي اعتاد رمي القمامة فيها نظرا إلى ما يشاهده من إهمال وعدم مشاهدته اهتماما من أي جهة كانت، مشددا على أن أحواضها تشهد على ذلك.

لولوة الشمري


تقييم التالف

وأفادت أمين عام مجلس المسؤولية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية لولوة الشمري بأن المجلس تلقّى دعوة بعقد اجتماع، كان ضمن نقاط أجندته البَت في أمر القوارب التالفة والمهملة على الشواطئ بالمنطقة، والتي تُعنى بهيئة تطوير المنطقة الشرقية وهي قادرة على تقييم التالف منها ونسبة التلف فيها، كما تم تزويد المجلس بتقرير عن وضعها، مُنوّهة إلى أن توجّه المنطقة في الوقت الحالي يتّجه اتجاها واضحاً للاستثمار في الموجود من مثل هذه القوارب بإعادة تأهيلها وتجميلها، أو وضعها في أماكن معينة لتحمل تاريخا تراثيا معينا، خاصةً وإذا كانت بملامح السُفن القديمة، التي تحمل موروثا وتصميما يتلاءم مع أصالة وعراقة المنطقة.

قارب تنزه لم يبرح مكانه


إعادة واستفادة

وأضافت الشمري: بالنسبة لي ومن منظور رأي عام، فإن التلوث البصري دائماً ما يكون من أمور مشابهة لهذه القوارب وما يأتي ضمنها، لكن في الوقت نفسه يمكن استثمارها بإعادة هيكلتها وتجميلها بـ «الفن العلاجي»، حيث يُشخّص الوضع القائم ويُعالج بطريقة فنية وبتكلفة قليلة، مع حفظ هويتها وتاريخها والتصميم القديم المطلوب فيها بحيث تكون لغة الفن هي الطاغية عليها.

وكشفت الشمري أن حراكا سيبدأ قريباً بشأن موضوع هذه السُفن من قِبل هيئة تطوير المنطقة الشرقية، بالتعاون مع مجلس المسؤولية الاجتماعية، لكَون الهيئة تهتم اهتماماً بيّناً في البيئة مع الشركات المعنية، حيث تقوم بجميع التحرّكات سواء كان برنامجا اقتصاديا أو بيئيا أو اجتماعيا، لافتا إلى أن المسؤولية الاجتماعية تدعم في المقام الأول تطوير المنطقة، ليس فقط في تجميلها، وإنما على سبيل المثال النظر في أمر التأثير البيئي للمصانع، والدعم الاقتصادي من قبل الشركات والمؤسسات، وغيرها الكثير مما يعتبر تقاطعات مع المجلس في سبيل تطوير المنطقة.

المقدم مسفر القريني


حرس الحدود: آلية تعامل ولجنة «تصحيح أوضاع» بالمواقع البحرية

وأكد المتحدث الرسمي لحرس الحدود المقدم مسفر القريني أنه صدر توجيه من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية بالموافقة على وضع آلية وخطة مستقبلية للتعامل مع القوارب المهملة بالمواقع البحرية، وذلك حرصا من حرس الحدود على المبادرة لما يحفظ المصلحة العامة، ودرءا لما ينتج عنها من تلوث بصري، إضافة إلى كونها لا تخدم الجانب البيئي والسياحي والأمني، منوها إلى أن حرس الحدود أولت هذا الموضوع اهتماما كبيرا، حيث تم تشكيل لجنة في المواقع البحرية، لتصحيح أوضاع القوارب المهملة في كل منطقة، واستنادا لذلك تم العرض على سموه الكريم بتشكيل لجنة من الوزارات ذات العلاقة «وزارة الداخلية، وزارة الشؤون البلدية والقروية، وزارة البيئة والمياه والزراعة، وزارة النقل»، مشيرا إلى أنه بعد أن صدر توجيه الموافقة جار العمل على تنظيم الإجراءات والأنظمة المتعلقة بالقوارب المهملة.