د. فائز الشهري

احتفل العالم بتاريخ 31 أكتوبر باليوم العالمي للمدن، وهو حدث عالمي يهدف إلى تعزيز التنمية الحضرية المستدامة في المدن بجميع أنحاء العالم. وقد اختارت الأمم المتحدة هذا العام موضوع «تغيير العالم: ابتكارات وحياة أفضل للأجيال القادمة»، ومن الأهداف الرئيسية لليوم العالمي للمدن 2019: زيادة الوعي بكيفية استخدام الابتكارات الرقمية لتقديم الخدمات الحضرية لتحسين نوعية الحياة وتحسين البيئة الحضرية، وإبراز التقنيات الجديدة التي بمقدورها القيام بإنشاء مدن أكثر شمولية.

وتواجه المدن المعاصرة قضايا تخطيطية ذات أبعاد بيئية واجتماعية واقتصادية، تحد من تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومنها الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة، الذي يطمح إلى جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة ومرنة ومستدامة. ويتطلب ذلك الهدف مواجهة تستغل الموارد الحالية دون الإضرار بها؛ لكي تستفيد منها الأجيال القادمة لمواجهة التحديات المتعلقة بالاستدامة؛ ومنها شمولية السياسات التخطيطية وقضايا التنسيق بين الجهات المشاركة في التخطيط الحضري والإقليمي، وإدارة تخطيط المدن، والإسكان، والبيئة وتغير المناخ، والبنية التحتية، والخدمات.

وفي اليوم العالمي للمدن نعيش في مملكتنا الحبيبة تنمية شاملة برؤية طموح ومشاريع عملاقة تتحقق معها التنمية المستدامة لتواجه تحديات التخطيط والتنمية في ظل «الثورة الصناعية الرابعة» وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتتطلب إبراز دور التخطيط الحضري والإقليمي والمخططين في مواجهة قضايا التحضر والتخطيط والتنمية بالمدن والقرى والأقاليم، وكذلك طرح المزيد من المبادرات بالإضافة إلى ما تم طرحه من مبادرات في مقالات سابقة ومنها مبادرة إنشاء «مركز الذكاء الاصطناعي في التنمية العمرانية بالمنطقة الشرقية»؛ لإيجاد مدن وقرى ذكية مستدامة تعالج قضايا التنمية وتساهم في تسريع تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وأهداف التنمية المستدامة في المنطقة الشرقية.

وأخيرا وليس بآخر، وفي اليوم العالمي للمدن 2019، أطرح مبادرة يمكن تطبيقها في جميع مناطق المملكة وهي مبادرة «يوم التخطيط الحضري بالشرقية»، ويحدد يومه بيوم إطلاق رؤية المملكة 2030، ويحوي فعاليات للمتخصصين في مجال التخطيط الحضري من طلاب وطالبات وأعضاء هيئة تدريس بالجامعات والعاملين في القطاعات المختلفة المتخصصين في التخطيط الحضري والمهتمين بالتنسيق بين الجامعات بالمنطقة، وهيئة تطوير المنطقة الشرقية؛ لعرض ما توصلوا له من دراسات ومخططات تساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 وأهداف التنمية المستدامة.