الاختراعات والابتكارات عبر تاريخ الإنسان كان لها تأثير مختلف على نواحي الحياة منها ما يكون تأثيره علمي وفكري مثل اختراع المطبعة، ومنه ما يكون تأثيره صناعي واقتصادي مثل اختراع آلة البخار وآلة الاحتراق الداخلي (البنزين والديزل).
ولكن حديثنا اليوم عن اختراع كان له تأثير فكري واجتماعي وثقافي واقتصادي لأنه استطاع أن يغزو كل بيت في المدن والقرى. وهو لا يزال إلى اليوم صامدا أمام تحديات التقنية الحديثة من الجوالات والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ألا وهو جهاز «التلفزيون».
وقد قال عنه د. مصطفى محمود -رحمه الله- في أحد مقالاته التي كان عنوانها (هذا الجهاز سوف يغير العالم): «ويضاعف من الأثر النفسي للتلفزيون أننا نتلقى برامجه ونحن في الفراش في حالة استرخاء كامل، أو في كراسي وثيرة بالبيجاما وحولنا الأطفال يشربون بعيونهم كل حركة وكل همسة.. وهذه الحالة تجعل النفوس مفتوحة قابلة للتطبع بكل فكرة ترد عليها». وأعتقد أن ما قاله الدكتور ما زال ساري المفعول والتأثير إلى اليوم وإلى أجيال قادمة.
ونتحدث عن التلفزيون لأن يوم 21 نوفمبر هو «اليوم العالمي للتلفزيون» حيث أعلنت ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر من عام 1996م.
واختراع التلفزيون مر بمراحل كثيرة من التطور في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وليس هناك شخص معين ينسب إليه الفضل في هذا الاختراع بل هي جهود متضافرة. وبدأ البث الفعلي تقريبا في عام 1926م. وأصبح ملونا في بداية فترة الخمسينات في أمريكا، ثم غزا كل بيت فيها، وبعدها انتشر في العالم كانتشار الجراد في أرض فلاة.
وللتلفزيون عدة أسماء منها تلفاز، ومرناة!، وكان علي الطنطاوي -رحمه الله- يطلق عليه «الرائي» ولكن ربما لسهولة كلمة (التلفزيون) وقرب لفظها من اللغة الإنجليزية جعل ذلك انتشارها أسهل وأسرع.
وتأثيره كان وما زال قويا على الأطفال والكبار على حد سواء. وعندما بحثت في الإنترنت وجدت عدة صحف تحدثت عن دراسة ذكرت أن مشاهدته 6 ساعات يوميا تقصر من العمر خمس سنوات! (ولست أدري إذا كان ذلك قد ثبت طبيا وعلميا أم هي مجرد بحوث ودراسات عامة على شريحة ضئيلة من المجتمع). ولكن الواقع أن كثرة الجلوس أمامه تورث الخمول والكسل، وستؤدي حتما إلى البدانة والتي هي من مسببات أمراض القلب والسكري الذي يعد من أدواء (الأمراض) المنتشرة في معظم دول العالم.
ولعلنا لا نندهش حين نعلم أن تأثيره على الأطفال أعمق وأشد. وتشير بعض الدراسات إلى أن كثرة مشاهدته يوميا قد تؤدي بالطفل إلى السلوك الاندفاعي مما قد يسبب مشاكل كالإدمان والاكتئاب، والاضطراب في عادات الطعام والنوم.
وبالمناسبة، فإنه أداة فعالة في التأثير على الرأي العام والجماهير. وكما قال المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه «سيكولوجية الجماهير» إن الجماهير (عاطفية) وهذا هو الوتر الذي يعزف عليه التلفزيون بشكل يومي ليؤثر على العقول والأفكار والجيوب من كثرة التكرار في الدعاية والأخبار.
وأكيد أنه كأي اختراع له منافع ومساوئ للناس، وكل عاقل بنفسه ووقته بصيرة. وبحسب ويكيبيديا، ففي إحصائيات عام 2017 م يقضي الشخص الأمريكي 238 دقيقة (3 ساعات و58 دقيقة) في مشاهدته يوميا. وبحسب موقع (TV Technology) يقدر عدد التلفزيونات 1.4 مليار جهاز حول العالم.
والبعض يطرح فكرة أن الإنترنت والجوال سيزيح الستار عن التلفزيون، ولكن أعتقد أن ذلك بعيد المنال، فقد قيل عنه يوما إنه سيقضي على الإذاعة ومازالت الإذاعة تصدح في السيارات والبيوت وحتى في الجوالات. وكذلك سيبقى التلفزيون معمرا.
وشخصيا، فإن التلفزيون من المكارين لأنه لص بارع يتسلل خفية ويسرق من أوقاتي وممن أحب وهو الكتاب والقراءة، ثم أتحسر بعد فوات الأوان وهيهات أن ينفع الندم ولا كثرة التوبات على ضياع الأوقات!.
ولكن حديثنا اليوم عن اختراع كان له تأثير فكري واجتماعي وثقافي واقتصادي لأنه استطاع أن يغزو كل بيت في المدن والقرى. وهو لا يزال إلى اليوم صامدا أمام تحديات التقنية الحديثة من الجوالات والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ألا وهو جهاز «التلفزيون».
وقد قال عنه د. مصطفى محمود -رحمه الله- في أحد مقالاته التي كان عنوانها (هذا الجهاز سوف يغير العالم): «ويضاعف من الأثر النفسي للتلفزيون أننا نتلقى برامجه ونحن في الفراش في حالة استرخاء كامل، أو في كراسي وثيرة بالبيجاما وحولنا الأطفال يشربون بعيونهم كل حركة وكل همسة.. وهذه الحالة تجعل النفوس مفتوحة قابلة للتطبع بكل فكرة ترد عليها». وأعتقد أن ما قاله الدكتور ما زال ساري المفعول والتأثير إلى اليوم وإلى أجيال قادمة.
ونتحدث عن التلفزيون لأن يوم 21 نوفمبر هو «اليوم العالمي للتلفزيون» حيث أعلنت ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر من عام 1996م.
واختراع التلفزيون مر بمراحل كثيرة من التطور في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وليس هناك شخص معين ينسب إليه الفضل في هذا الاختراع بل هي جهود متضافرة. وبدأ البث الفعلي تقريبا في عام 1926م. وأصبح ملونا في بداية فترة الخمسينات في أمريكا، ثم غزا كل بيت فيها، وبعدها انتشر في العالم كانتشار الجراد في أرض فلاة.
وللتلفزيون عدة أسماء منها تلفاز، ومرناة!، وكان علي الطنطاوي -رحمه الله- يطلق عليه «الرائي» ولكن ربما لسهولة كلمة (التلفزيون) وقرب لفظها من اللغة الإنجليزية جعل ذلك انتشارها أسهل وأسرع.
وتأثيره كان وما زال قويا على الأطفال والكبار على حد سواء. وعندما بحثت في الإنترنت وجدت عدة صحف تحدثت عن دراسة ذكرت أن مشاهدته 6 ساعات يوميا تقصر من العمر خمس سنوات! (ولست أدري إذا كان ذلك قد ثبت طبيا وعلميا أم هي مجرد بحوث ودراسات عامة على شريحة ضئيلة من المجتمع). ولكن الواقع أن كثرة الجلوس أمامه تورث الخمول والكسل، وستؤدي حتما إلى البدانة والتي هي من مسببات أمراض القلب والسكري الذي يعد من أدواء (الأمراض) المنتشرة في معظم دول العالم.
ولعلنا لا نندهش حين نعلم أن تأثيره على الأطفال أعمق وأشد. وتشير بعض الدراسات إلى أن كثرة مشاهدته يوميا قد تؤدي بالطفل إلى السلوك الاندفاعي مما قد يسبب مشاكل كالإدمان والاكتئاب، والاضطراب في عادات الطعام والنوم.
وبالمناسبة، فإنه أداة فعالة في التأثير على الرأي العام والجماهير. وكما قال المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه «سيكولوجية الجماهير» إن الجماهير (عاطفية) وهذا هو الوتر الذي يعزف عليه التلفزيون بشكل يومي ليؤثر على العقول والأفكار والجيوب من كثرة التكرار في الدعاية والأخبار.
وأكيد أنه كأي اختراع له منافع ومساوئ للناس، وكل عاقل بنفسه ووقته بصيرة. وبحسب ويكيبيديا، ففي إحصائيات عام 2017 م يقضي الشخص الأمريكي 238 دقيقة (3 ساعات و58 دقيقة) في مشاهدته يوميا. وبحسب موقع (TV Technology) يقدر عدد التلفزيونات 1.4 مليار جهاز حول العالم.
والبعض يطرح فكرة أن الإنترنت والجوال سيزيح الستار عن التلفزيون، ولكن أعتقد أن ذلك بعيد المنال، فقد قيل عنه يوما إنه سيقضي على الإذاعة ومازالت الإذاعة تصدح في السيارات والبيوت وحتى في الجوالات. وكذلك سيبقى التلفزيون معمرا.
وشخصيا، فإن التلفزيون من المكارين لأنه لص بارع يتسلل خفية ويسرق من أوقاتي وممن أحب وهو الكتاب والقراءة، ثم أتحسر بعد فوات الأوان وهيهات أن ينفع الندم ولا كثرة التوبات على ضياع الأوقات!.