فهد سعدون الخالدي

كما كان متوقعا وعلى عادة خادم الحرمين الشريفين في افتتاح الدورات السابقة لمجلس الشورى حدد في كلمته التي ألقاها في افتتاح الجلسة الأولى من السنة الرابعة في دورة الانعقاد السابع للمجلس يوم الأربعاء الماضي معالم السياسة العامة للمملكة داخليا وخارجيا، ومواقفها من القضايا الدولية والإقليمية، وخططها ومشاريعها الاقتصادية والإنمائية، فعلى الصعيد الخارجي جاءت هذه المواقف متمسكة بما عرف عن المملكة العربية السعودية من الثبات على المبادئ والاتزان والحكمة والوضوح تجاه هذه القضايا، وخاصة تجاه الشعب الفلسطيني والشعب اليمني، كما أكد أن هذه الدولة أقيمت منذ تأسيسها على تطبيق شرع الله وعلى أسس الوحدة والتضامن والشورى واستقلال القرار، وهي مستمرة في تحقيق المنجزات التي يتباهى بها هذا الوطن بين الأقطار، لاسيما وأنها تتم بعزم شبابه وفتيانه وهم مسلحون بالعقيدة والشهامة العربية الأصيلة، ومزودون بالعلم والمعرفة التي تمكنهم من المشاركة في تحقيق هذه المنجزات. وعلى الصعيد الاقتصادي أكد -يحفظه الله- على عزم المملكة على تحقيق أهدافها بتنويع قاعدة الاقتصاد، وبناء مكتسبات جديدة يكون المواطن فيها الهدف والرائد، خاصة ما جاء عن دور المرأة وتمكينها وتعظيم مشاركتها في التنمية، مما يوضح مدى إيمان القيادة بأبناء الوطن وثقتها بقدراتهم وكفاءتهم ودورهم المنتظر في خطط التنمية، مشيرا إلى أن ما تحقق في المجال الاقتصادي سيكون حافزا للمضي قدما في المشاريع التنموية وخلق مجالات جديدة، وأن الأرقام والإحصائيات تؤكد ارتفاع معدلات الإيرادات غير النفطية بنسبة 15%، وهو ما يبشر بنجاح الجهود المبذولة لتحقيق الهدف الإستراتيجي المعلن في رؤية المملكة 2030 والمتمثل في تنويع إيرادات الدولة والخروج من دائرة المورد المالي الوحيد المتمثل في الإيرادات النفطية إلى ميزانية متعددة الموارد، وما إعلان طرح جزء من أسهم شركة أرامكو للاكتتاب إلا جهد في هذا الاتجاه يهدف إلى جذب المستثمرين للاكتتاب على مستوى العالم لتحقيق هدف السوق المالية السعودية التي تقف في مصاف أسواق العالم الكبرى، وتوفير الحوكمة للشركة بما يتناسب مع المعايير العالمية، إضافة إلى استثمار عائد الاكتتاب في استثمارات واعدة داخل المملكة وخارجها، وفي مجال السياحة والعمل على إنعاش هذا القطاع ومن ذلك منح التأشيرة السياحية فهو يجيء في اتجاه تنوع الموارد أيضا، إضافة إلى كونه يبني جسرا من التواصل الثقافي بين شعب المملكة وشعوب العالم ضمن مبادئنا وقيمنا الراسخة التي تعد منهجا تتوارثه الأجيال، ومما يبعث على الاطمئنان هو تصنيف البنك الدولي للمملكة مؤخرا كواحدة من أكثر الدول تقدما والأولى تسارعا بين 190 دولة من دول العالم في المجال الاقتصادي، مؤكدا -يحفظه الله- أن المملكة ستمضي قدما في تنفيذ برامجها الإصلاحية لترسيخ موقعها بين الدول العشر الأكثر تحفيزا وهو هدف تسير إلى تحقيقه بسرعة، حيث تؤكد المملكة كل يوم موقعها المتقدم بين دول العالم، وفي هذا الاتجاه يجيء ترؤس المملكة لمجموعة العشرين مع الشهر القادم ليقدم دليلا جديدا على مكانة المملكة في الاقتصاد العالمي. أما على الصعيد السياسي فقد أكد خادم الحرمين الشريفين أن المملكة لن تدخر جهدا على نصرة الشعب الفلسطيني، وهي تواصل جهودها المشرقة في نصرة الشعب اليمني وأن جهودها التي تكللت في عقد اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي يؤمل أن تفتح الباب لتفاهمات سياسية تتيح للشعب اليمني إرساء مستقبل يسود فيه السلم والاستقرار، أما عن الموقف من الاعتداءات الإيرانية ورغم تعرض المملكة لمئات الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة فإن ذلك كله لم يؤثر على مسيرتها التنموية، ويؤكد قول خادم الحرمين الشريفين قدرة أرامكو على استعادة القدرات الإنتاجية للمواقع المستهدفة في وقت قياسي مما يرسخ موثوقية المملكة على الوفاء بالتزاماتها تجاه دول العالم، ومؤكدا في الوقت ذاته أن المملكة ليست طلاب حرب ولكن أبناءها مستعدون للدفاع عنها بكل حزم وقوة.. خلاصة القول إن هذا الخطاب هو خارطة طريق للعمل الشوري المستقبلي بل لعمل مؤسسات الدولة جميعها.

@fahad_otaish