نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ، شهد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة بحضور صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة مساء اليوم احتفال منظمة التعاون الإسلامي بمناسبة الذكرى الخمسين على تأسيسها، تحت شعار متحدون من أجل السلم والتنمية وذلك بقاعة ليلتي بجدة.
وفور وصول سموه قام بافتتاح المعرض المصاحب للجهات المشاركة ، ثم عزف السلام الملكي، بعدها بدئ الحفل الخطابي بالقرآن الكريم ، ثم ألقيت كلمة المجموعة العربية ألقاها مساعد وزير الشؤون الخارجية للشؤون العربية والإسلامية رئيس الوفد التونسي محمد بن يوسف، أعرب فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على رعايته لاحتفال المنظمة بيوبيلها الذهبي بمناسبة مرور خمسين عامًا على تأسيسها ولصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية على الحفاوة و الاستقبال وكرم الوفادة، وما تم تسخيره من إمكانات لإنجاح هذا الاحتفال ولمعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين على الجهود المبذولة وحسن التنظيم لهذا الحدث الذي يخلد إنشاء المنظمة.
وأكد أن احتفال المنظمة التي تمثل الصوت الجامع للعالم الإسلامي الساعية لحماية مصالح الأمة الإسلامية بهذه المناسبة يتزامن مع تحديات لا تزال تواجه دولنا العربية تتطلب المزيد من التعاون فيما بيننا لتسوية مختلف القضايا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وإيجاد تسوية للأزمات القائمة في بعض الدول، ومساندة الجهود المبذولة لاستتباب الأمن وإعادة الاستقرار للمنطقة والإسهام الفاعل في توطيد مقومات السلم والأمن الدوليين وخدمة قضايا العالم الإسلامي.
عقب ذلك ألقيت كلمة المجموعة الإفريقية، ألقتها معالي وزيرة الدولة للشؤون الخارجية بجمهورية الغابون لونغا ماكين قدمت الشكر لأصحاب السمو والمعالي ورؤساء الوفود وممثلي المنظمات الدبلوماسية، منوهة بما تحقق خلال الخمسين عامًا على تأسيس منظمة التعاون الإسلامي منذ العام 1969م، مشيرة إلى أن الدول الـ 17 للدول الإفريقية تشكل أكبر تكتل داخل المنظمة، مشيدة بمساهمة الأذرع التي تأتي تحت مضلة المنظمة ومنها البنك الإسلامي للتنمية في تحقيقه نجاحات عديدة في شتى المجالات السياسية والاجتماعية من خلال إنجازه المشاريع التنموية في العديد من دول القارة .
إثر ذلك ألقى معالي وزير خارجية جمهورية تركيا مولود جاويش أوغلو كلمة المجموعة الآسيوية استعرض خلالها جهود المنظمة في ما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني الذي هو من أولويات عمل المنظمة، مؤكدًا وجوب الحفاظ على الالتزام بأهداف المنظمة التي أنشئت من أجلها منذ ما يقارب الخمسين عامًا وأهمية الحفاظ على هذا التضامن وحقوق المسلمين في كل مكان وحماية المجتمعات المسلمة وقضية الإسلاموفوبيا .
تلا ذلك كلمة للوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج نزهة الوافي، هنأت في مستهلها الدول الإسلامية بمناسبة يوم تأسيس المنظمة التي انطلقت في مؤتمر القمة الذي عقد في مدينة الرباط بالمملكة المغربية في العام 1969م بمبادرة من الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وأخيه جلالة الملك الحسن الثاني – رحمهما الله – وأشقائهما ملوك ورؤساء قادة الدول الإسلامية ، مشيرة إلى أن المملكة المغربية قد قررت تنظيم احتفالية بذكرى مرور خمسين سنة على إنشائها، والمقرر في الـ 12 من ديسمبر المقبل في الرباط عاصمة المملكة المغربية، ودعت الحضور للمشاركة في الفعالية.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية كلمة قال فيها يطيب لي بداية أن أرحب بكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، وأن أنقل لكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ـ حفظه الله ـ وتمنياتهما للقائنا هذا بالتوفيق والنجاح.
وأضاف سموه نجتمع اليوم بكل اعتزاز وفخر للاحتفال بمناسبة بلوغ منظمة التعاون الإسلامي عامها الخمسين، مستذكرين بذلك رائد التضامن الإسلامي الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ وأشقاؤه ملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية، واجتماعهم التاريخي التأسيسي لهذه المنظمة في الرباط عام 1969م، والذي حددوا فيه الأهداف الشاملة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في جميع المجالات ونسقوا الجهود الرامية للمحافظة على المقدسات الإسلامية، ودعم كفاح الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة إلى جانب مناهضة التمييز العنصري وإزاحة الاستعمار في تلك الفترة بكافة أشكاله، ودعم السلم والأمن الدوليين القائمين على الحق والعدالة .
وزاد سمو وزير الخارجية يقول لقد أعلنت الدول الأعضاء التزامها بالاسترشاد بالقيم الإسلامية النبيلة مشددة على أهمية تعزيز وتكريس الوحدة والتضامن بين الدول الأعضاء لضمان مصالحها المشتركة على الساحة العالمية، وأكدت تقيدها بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي. والمضي معاً في تعزيز التعاون الوثيق والمساعدة المتبادلة فيما بين دولها الأعضاء في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والدينية، وبعد إكمال خمسة عقود من التواجد، نمت المنظمة بشكل كبير، وأصبحت تتمتع بعلاقات مباشرة مع العديد من الدول الكبرى والمنظمات العالمية، وهي الآن ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة تمثل بذلك مصالح وطموحات أكثر من 1.5 مليار مسلم .
وأشار سموه إلى أن المنظمة دافعت عن القضايا الإسلامية خلال العقود الماضية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية الهاجس الأكبر للأمة العربية والإسلامية وهي محور اهتمامنا ومحط أنظارنا حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه الشرعية غير القابلة للتصرف في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والرفض القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالوضع التاريخي والقانوني للقدس الشريف .
وأكد أن المنظمة وقفت بكامل جهودها مع قضايا الأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية والتي كان آخرها الوقوف إلى جانب المسلمين الروهينجيا، وتشكيل لجنة وزارية برئاسة دولة جامبيا الشقيقة حيث قامت اللجنة برفع دعوى قضائية في 11/ 11/ 2019م ضد جمهورية اتحاد ميانمار أمام محكمة العدل الدولية لانتهاكها اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال أعمال الإبادة التي تبنتها وقامت بها وتغاضت عنها ضد الروهينجيا.
وفي جهود منظمة التعاون الإسلامي لإقرار السلم والأمن الإقليمي والدولي، أبان سمو وزير الخارجية أن المنظمة أنشأت وحدة متخصصة للسلم والأمن حيث كان للمنظمة دور فاعل في جهود تحقيق السلام والأمن والاستقرار في مالي وأفريقيا الوسطى، الأمر الذي كان محل تقدير من قبل الشركاء الدوليين، كما شهدت المنظمة على توقيع الإعلان الدستوري في السودان واضطلعت بدور هام في عملية السلام في الفلبين.
وأوضح سموه أن منظمة التعاون الإسلامي تسعى من خلال إنشائها لمرصد الإسلاموفوبيا إلى مراقبة حالات العنف والكراهية بهدف توثيقها وتقديمها على وجه الخصوص إلى مجلس وزراء الخارجية للدول الأعضاء في المنظمة، وإلى زيادة الوعي العالمي بالخطر الواضح الذي تمثله الإسلاموفوبيا وباقي السياسات والممارسات التمييزية ضد المسلمين كما نجحت المنظمة في الحفاظ على الهوية الإسلامية والقيم الحقيقية للإسلام والمسلمين وإزالة التصورات الخاطئة عن الأمة الإسلامية عبر التعاون بين الدول الأعضاء في مجالات التربية والعلوم والثقافة، والتعريف بالصورة الصحيحة للثقافة الإسلامية، من خلال إنشائها للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو).
وفي الجانب الاقتصادي والإنمائي أكد سمو الأمير فيصل بن فرحان أن المنظمة حققت نجاحات اقتصادية وتنموية بالتعاون مع مؤسساتها المتخصصة مثل البنك الإسلامي للتنمية حيث بلغ حجم التجارة البينية للمنظمة حوالي (644) مليار دولار أمريكي لعام 2017م، مقابل (556) مليار دولار أمريكي لعام 2016م، وذلك يمثل ارتفاعاً بنسبة 15% للتجارة البينية للدول الأعضاء في المنظمة كما أن هناك مخطط عمل عشري جديد 2016م – 2025م في طور التنفيذ يهدف إلى تحقيق حصة 25% من التجارة البينية لمنظمة التعاون الإسلامي في أفق عام 2025م بالتعاون مع جميع مؤسسات ودول المنظمة، وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى.
ونوه سموه بعمل صندوق التضامن الإسلامي الذي أسهم بجهود كبيره في إنشاء المشاريع في عدد من الدول الإسلامية حيث بلغ عدد المشاريع المنفذة والممولة من الصندوق خلال العام 2018-2019م تسعة وأربعون مشروعاً بقيمة تجاوزت أربعة ملايين دولار أمريكي استهدفت احتياجات ومصالح الشعوب الإسلامية في 12 دولة شملت العديد من القطاعات من أبرزها الطوارئ والجامعات والمدارس.
وأفاد سمو وزير الخارجية أنه في مجال الأنشطة والبرامج التي قامت بها مختلف مؤسسات المنظمة،بلغ عددها (630) نشاطاً متنوعاً خلال الفترة 2017-2018، مما يعكس الاتجاه الإيجابي المستمر لخطط المنظمة في شتى القطاعات لافتا سموه إلى أن تقتصر إنجازات المنظمة لم تقتصر على هذه القطاعات فقط بل شملت كافة القطاعات التي تهم الأمة الإسلامية، ومن أبرزها وضعت المنظمة الخطط والبرامج للتخفيف من الفقر حيث تم إنشاء صندوق مكافحة الفقر والبرنامج الخاص بتنمية أفريقيا، كما تم إنشاء منظمة تنمية المرأة للنهوض بالمرأة، وخصصت المنظمة جائزة لإنجازات المرأة تقديراً لدورها في التنمية في الدول الأعضاء وتمكين المرأة المسلمة.
وقال سمو وزير الخارجية على الرغم من الإنجازات التي تحققت خلال مسيرة المنظمة إلا أن الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس منظمتنا العريقة يمثل فرصة هامة لتقييم مسيرتنا ودراسة أوجه التطوير والدعم لآليات عمل المنظمة لتتواكب مع معطيات العصر الحديث ومتطلبات تحقيق السلم والتنمية لشعوبنا، وباتت مسألة الإصلاح الشامل لمنظمة التعاون الإسلامي وتطويرها وإصلاح أجهزتها ضرورية وملحة لمجابهة التحديات الإقليمية والدولية التي تمر بها أمتنا وبمشيئة الله وتوفيقه ستسعى المملكة العربية السعودية حثيثاً لتوحيد المواقف وشحذ الهمم والعمل مع الدول الأعضاء والأمانة العامة للمنظمة للإسراع بتحقيق الإصلاح الشامل تحقيقا لتطلعات شعوب أمتنا الإسلامية من الوصول إلى مكانة لائقة في المجتمع الدولي المعاصر .
وجدد سموه في ختام كلمته الترحيب بالحضور في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية مقدما شكره لمعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وكافة موظفي الأمانة العامة على ما يبذلونه من جهود في خدمة قضايا الأمة الإسلامية، وعلى حسن التنظيم والإعداد لهذا الاحتفال، داعيا المولى عز وجل أن يبارك أعمالنا ويوفقنا إلى كل ما يحقق الخير والعزّة والأمن والاستقرار لأمتنا الإسلامية.
عقب ذلك ألقى معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين كلمة أكد فيها أن عمل المنظمة على مدى خمسين عاماً لم يكن ليكتمل لولا جهود قادة الدول الأعضاء الذين آمنوا بأهداف المنظمة، حتى صارت نموذجا للعمل الإسلامي المشترك الذي يشمل جميع المجالات.
وأعرب الدكتور العثيمين عن شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس القمة الإسلامية، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على ما تحظى به المنظمة من مؤازرة ودعم فضلا عن دور المملكة الفاعل في وحدة الأمة الإسلامية وإعلاء شأنها، ودعم العمل الإسلامي المشترك، ومكافحة الإرهاب والتطرف .
وعد الأمين العام ما قامت به المنظمة من إنجازات تتويجاً لجهود الوزراء وأجهزة المنظمة المساندة الاستشارية، معرباً عن تقديره للجميع بهذه المناسبة منوهاً بجهود المملكة في تطوير قطاعاتها التنموية المختلفة عبر رؤية 2030 التي تهدف إلى النهوض بالاقتصاد وتنويع الاستثمار.
بعدها جرى تكريم شخصيات إسلامية على هامش الاحتفالية لإسهاماتها الكبيرة في تحقيق أهداف منظمة التعاون الإسلامي، حيث تم تكريم معالي المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، من المملكة العربية السعودية، والشرطية نائلة حسن من نيوزيلاندا، والبروفيسور وقار الدين الناشط في أقلية الروهينغا المسلمة، والشيخ محمود مال بكري الأكاديمي من الكاميرون، بالإضافة إلى الدكتور أحمد عبادي من المغرب، ورجل الأعمال الإماراتي جمعة الماجد.
وشهدت فقرات الحفل عرضاً وثائقياً يحكي الأعمال التي تضطلع بها منظمة التعاون الإسلامي .
حضر الاحتفال صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل المستشار بالديوان الملكي وصاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي مستشار أمير منطقة مكة المكرمة وكيل محافظة جدة وعدد من وزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنظمة، وأعضاء السلك الدبلوماسي في المملكة، والمفكرين والمثقفين والإعلاميين.
وفور وصول سموه قام بافتتاح المعرض المصاحب للجهات المشاركة ، ثم عزف السلام الملكي، بعدها بدئ الحفل الخطابي بالقرآن الكريم ، ثم ألقيت كلمة المجموعة العربية ألقاها مساعد وزير الشؤون الخارجية للشؤون العربية والإسلامية رئيس الوفد التونسي محمد بن يوسف، أعرب فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على رعايته لاحتفال المنظمة بيوبيلها الذهبي بمناسبة مرور خمسين عامًا على تأسيسها ولصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية على الحفاوة و الاستقبال وكرم الوفادة، وما تم تسخيره من إمكانات لإنجاح هذا الاحتفال ولمعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين على الجهود المبذولة وحسن التنظيم لهذا الحدث الذي يخلد إنشاء المنظمة.
وأكد أن احتفال المنظمة التي تمثل الصوت الجامع للعالم الإسلامي الساعية لحماية مصالح الأمة الإسلامية بهذه المناسبة يتزامن مع تحديات لا تزال تواجه دولنا العربية تتطلب المزيد من التعاون فيما بيننا لتسوية مختلف القضايا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وإيجاد تسوية للأزمات القائمة في بعض الدول، ومساندة الجهود المبذولة لاستتباب الأمن وإعادة الاستقرار للمنطقة والإسهام الفاعل في توطيد مقومات السلم والأمن الدوليين وخدمة قضايا العالم الإسلامي.
عقب ذلك ألقيت كلمة المجموعة الإفريقية، ألقتها معالي وزيرة الدولة للشؤون الخارجية بجمهورية الغابون لونغا ماكين قدمت الشكر لأصحاب السمو والمعالي ورؤساء الوفود وممثلي المنظمات الدبلوماسية، منوهة بما تحقق خلال الخمسين عامًا على تأسيس منظمة التعاون الإسلامي منذ العام 1969م، مشيرة إلى أن الدول الـ 17 للدول الإفريقية تشكل أكبر تكتل داخل المنظمة، مشيدة بمساهمة الأذرع التي تأتي تحت مضلة المنظمة ومنها البنك الإسلامي للتنمية في تحقيقه نجاحات عديدة في شتى المجالات السياسية والاجتماعية من خلال إنجازه المشاريع التنموية في العديد من دول القارة .
إثر ذلك ألقى معالي وزير خارجية جمهورية تركيا مولود جاويش أوغلو كلمة المجموعة الآسيوية استعرض خلالها جهود المنظمة في ما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني الذي هو من أولويات عمل المنظمة، مؤكدًا وجوب الحفاظ على الالتزام بأهداف المنظمة التي أنشئت من أجلها منذ ما يقارب الخمسين عامًا وأهمية الحفاظ على هذا التضامن وحقوق المسلمين في كل مكان وحماية المجتمعات المسلمة وقضية الإسلاموفوبيا .
تلا ذلك كلمة للوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج نزهة الوافي، هنأت في مستهلها الدول الإسلامية بمناسبة يوم تأسيس المنظمة التي انطلقت في مؤتمر القمة الذي عقد في مدينة الرباط بالمملكة المغربية في العام 1969م بمبادرة من الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وأخيه جلالة الملك الحسن الثاني – رحمهما الله – وأشقائهما ملوك ورؤساء قادة الدول الإسلامية ، مشيرة إلى أن المملكة المغربية قد قررت تنظيم احتفالية بذكرى مرور خمسين سنة على إنشائها، والمقرر في الـ 12 من ديسمبر المقبل في الرباط عاصمة المملكة المغربية، ودعت الحضور للمشاركة في الفعالية.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية كلمة قال فيها يطيب لي بداية أن أرحب بكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، وأن أنقل لكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ـ حفظه الله ـ وتمنياتهما للقائنا هذا بالتوفيق والنجاح.
وأضاف سموه نجتمع اليوم بكل اعتزاز وفخر للاحتفال بمناسبة بلوغ منظمة التعاون الإسلامي عامها الخمسين، مستذكرين بذلك رائد التضامن الإسلامي الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ وأشقاؤه ملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية، واجتماعهم التاريخي التأسيسي لهذه المنظمة في الرباط عام 1969م، والذي حددوا فيه الأهداف الشاملة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في جميع المجالات ونسقوا الجهود الرامية للمحافظة على المقدسات الإسلامية، ودعم كفاح الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة إلى جانب مناهضة التمييز العنصري وإزاحة الاستعمار في تلك الفترة بكافة أشكاله، ودعم السلم والأمن الدوليين القائمين على الحق والعدالة .
وزاد سمو وزير الخارجية يقول لقد أعلنت الدول الأعضاء التزامها بالاسترشاد بالقيم الإسلامية النبيلة مشددة على أهمية تعزيز وتكريس الوحدة والتضامن بين الدول الأعضاء لضمان مصالحها المشتركة على الساحة العالمية، وأكدت تقيدها بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي. والمضي معاً في تعزيز التعاون الوثيق والمساعدة المتبادلة فيما بين دولها الأعضاء في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والدينية، وبعد إكمال خمسة عقود من التواجد، نمت المنظمة بشكل كبير، وأصبحت تتمتع بعلاقات مباشرة مع العديد من الدول الكبرى والمنظمات العالمية، وهي الآن ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة تمثل بذلك مصالح وطموحات أكثر من 1.5 مليار مسلم .
وأشار سموه إلى أن المنظمة دافعت عن القضايا الإسلامية خلال العقود الماضية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية الهاجس الأكبر للأمة العربية والإسلامية وهي محور اهتمامنا ومحط أنظارنا حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه الشرعية غير القابلة للتصرف في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والرفض القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالوضع التاريخي والقانوني للقدس الشريف .
وأكد أن المنظمة وقفت بكامل جهودها مع قضايا الأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية والتي كان آخرها الوقوف إلى جانب المسلمين الروهينجيا، وتشكيل لجنة وزارية برئاسة دولة جامبيا الشقيقة حيث قامت اللجنة برفع دعوى قضائية في 11/ 11/ 2019م ضد جمهورية اتحاد ميانمار أمام محكمة العدل الدولية لانتهاكها اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال أعمال الإبادة التي تبنتها وقامت بها وتغاضت عنها ضد الروهينجيا.
وفي جهود منظمة التعاون الإسلامي لإقرار السلم والأمن الإقليمي والدولي، أبان سمو وزير الخارجية أن المنظمة أنشأت وحدة متخصصة للسلم والأمن حيث كان للمنظمة دور فاعل في جهود تحقيق السلام والأمن والاستقرار في مالي وأفريقيا الوسطى، الأمر الذي كان محل تقدير من قبل الشركاء الدوليين، كما شهدت المنظمة على توقيع الإعلان الدستوري في السودان واضطلعت بدور هام في عملية السلام في الفلبين.
وأوضح سموه أن منظمة التعاون الإسلامي تسعى من خلال إنشائها لمرصد الإسلاموفوبيا إلى مراقبة حالات العنف والكراهية بهدف توثيقها وتقديمها على وجه الخصوص إلى مجلس وزراء الخارجية للدول الأعضاء في المنظمة، وإلى زيادة الوعي العالمي بالخطر الواضح الذي تمثله الإسلاموفوبيا وباقي السياسات والممارسات التمييزية ضد المسلمين كما نجحت المنظمة في الحفاظ على الهوية الإسلامية والقيم الحقيقية للإسلام والمسلمين وإزالة التصورات الخاطئة عن الأمة الإسلامية عبر التعاون بين الدول الأعضاء في مجالات التربية والعلوم والثقافة، والتعريف بالصورة الصحيحة للثقافة الإسلامية، من خلال إنشائها للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو).
وفي الجانب الاقتصادي والإنمائي أكد سمو الأمير فيصل بن فرحان أن المنظمة حققت نجاحات اقتصادية وتنموية بالتعاون مع مؤسساتها المتخصصة مثل البنك الإسلامي للتنمية حيث بلغ حجم التجارة البينية للمنظمة حوالي (644) مليار دولار أمريكي لعام 2017م، مقابل (556) مليار دولار أمريكي لعام 2016م، وذلك يمثل ارتفاعاً بنسبة 15% للتجارة البينية للدول الأعضاء في المنظمة كما أن هناك مخطط عمل عشري جديد 2016م – 2025م في طور التنفيذ يهدف إلى تحقيق حصة 25% من التجارة البينية لمنظمة التعاون الإسلامي في أفق عام 2025م بالتعاون مع جميع مؤسسات ودول المنظمة، وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى.
ونوه سموه بعمل صندوق التضامن الإسلامي الذي أسهم بجهود كبيره في إنشاء المشاريع في عدد من الدول الإسلامية حيث بلغ عدد المشاريع المنفذة والممولة من الصندوق خلال العام 2018-2019م تسعة وأربعون مشروعاً بقيمة تجاوزت أربعة ملايين دولار أمريكي استهدفت احتياجات ومصالح الشعوب الإسلامية في 12 دولة شملت العديد من القطاعات من أبرزها الطوارئ والجامعات والمدارس.
وأفاد سمو وزير الخارجية أنه في مجال الأنشطة والبرامج التي قامت بها مختلف مؤسسات المنظمة،بلغ عددها (630) نشاطاً متنوعاً خلال الفترة 2017-2018، مما يعكس الاتجاه الإيجابي المستمر لخطط المنظمة في شتى القطاعات لافتا سموه إلى أن تقتصر إنجازات المنظمة لم تقتصر على هذه القطاعات فقط بل شملت كافة القطاعات التي تهم الأمة الإسلامية، ومن أبرزها وضعت المنظمة الخطط والبرامج للتخفيف من الفقر حيث تم إنشاء صندوق مكافحة الفقر والبرنامج الخاص بتنمية أفريقيا، كما تم إنشاء منظمة تنمية المرأة للنهوض بالمرأة، وخصصت المنظمة جائزة لإنجازات المرأة تقديراً لدورها في التنمية في الدول الأعضاء وتمكين المرأة المسلمة.
وقال سمو وزير الخارجية على الرغم من الإنجازات التي تحققت خلال مسيرة المنظمة إلا أن الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس منظمتنا العريقة يمثل فرصة هامة لتقييم مسيرتنا ودراسة أوجه التطوير والدعم لآليات عمل المنظمة لتتواكب مع معطيات العصر الحديث ومتطلبات تحقيق السلم والتنمية لشعوبنا، وباتت مسألة الإصلاح الشامل لمنظمة التعاون الإسلامي وتطويرها وإصلاح أجهزتها ضرورية وملحة لمجابهة التحديات الإقليمية والدولية التي تمر بها أمتنا وبمشيئة الله وتوفيقه ستسعى المملكة العربية السعودية حثيثاً لتوحيد المواقف وشحذ الهمم والعمل مع الدول الأعضاء والأمانة العامة للمنظمة للإسراع بتحقيق الإصلاح الشامل تحقيقا لتطلعات شعوب أمتنا الإسلامية من الوصول إلى مكانة لائقة في المجتمع الدولي المعاصر .
وجدد سموه في ختام كلمته الترحيب بالحضور في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية مقدما شكره لمعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وكافة موظفي الأمانة العامة على ما يبذلونه من جهود في خدمة قضايا الأمة الإسلامية، وعلى حسن التنظيم والإعداد لهذا الاحتفال، داعيا المولى عز وجل أن يبارك أعمالنا ويوفقنا إلى كل ما يحقق الخير والعزّة والأمن والاستقرار لأمتنا الإسلامية.
عقب ذلك ألقى معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين كلمة أكد فيها أن عمل المنظمة على مدى خمسين عاماً لم يكن ليكتمل لولا جهود قادة الدول الأعضاء الذين آمنوا بأهداف المنظمة، حتى صارت نموذجا للعمل الإسلامي المشترك الذي يشمل جميع المجالات.
وأعرب الدكتور العثيمين عن شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس القمة الإسلامية، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على ما تحظى به المنظمة من مؤازرة ودعم فضلا عن دور المملكة الفاعل في وحدة الأمة الإسلامية وإعلاء شأنها، ودعم العمل الإسلامي المشترك، ومكافحة الإرهاب والتطرف .
وعد الأمين العام ما قامت به المنظمة من إنجازات تتويجاً لجهود الوزراء وأجهزة المنظمة المساندة الاستشارية، معرباً عن تقديره للجميع بهذه المناسبة منوهاً بجهود المملكة في تطوير قطاعاتها التنموية المختلفة عبر رؤية 2030 التي تهدف إلى النهوض بالاقتصاد وتنويع الاستثمار.
بعدها جرى تكريم شخصيات إسلامية على هامش الاحتفالية لإسهاماتها الكبيرة في تحقيق أهداف منظمة التعاون الإسلامي، حيث تم تكريم معالي المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، من المملكة العربية السعودية، والشرطية نائلة حسن من نيوزيلاندا، والبروفيسور وقار الدين الناشط في أقلية الروهينغا المسلمة، والشيخ محمود مال بكري الأكاديمي من الكاميرون، بالإضافة إلى الدكتور أحمد عبادي من المغرب، ورجل الأعمال الإماراتي جمعة الماجد.
وشهدت فقرات الحفل عرضاً وثائقياً يحكي الأعمال التي تضطلع بها منظمة التعاون الإسلامي .
حضر الاحتفال صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل المستشار بالديوان الملكي وصاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي مستشار أمير منطقة مكة المكرمة وكيل محافظة جدة وعدد من وزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنظمة، وأعضاء السلك الدبلوماسي في المملكة، والمفكرين والمثقفين والإعلاميين.