علي بطيح العمري

نجح الابن في الأول الثانوي، فاختار له والده قسم «العلمي»، حاول الولد يمنة ويسرة أن يحاور ويناقش والده، وأن يقنعه أنه لا يستطيع صبراً على هذا القسم، وأن قدراته وميوله لا تمت له بصلة، لكن محاولات الابن باءت بالفشل في ظل سيل المواجهة وقوة القرار.

واصل الابن وتجلد بالصبر، ونجح رغم التعثر الذي مر به.. الأب ظهر مرة أخرى في الجامعة، إذ اختار له تخصصه الجامعي.. حاول المسكين كعادته ثني الأب لكن ما باليد حيلة!

بعد التخرج والعمل جاءه الأب وبكل الفخر والسرور قال له: يا ابني عندي لك مفاجأة وبشارة!! لقد طلبت لك يد فلانة بنت جارنا لتكون زوجتك ومن نصيبك!!!!

قصة قصيرة خطرت ببال أبي البندري -غفر الله له- تختصر لك تدخل بعض الآباء في حياة الأبناء حتى في التفاصيل الصغيرة، وحتى في المستقبل.

بعض الآباء يختارون لأولادهم، ويدفعونهم إلى اختياراتهم بالقوة والإكراه، ولا يعطونهم حرية الاختيار ولا اتخاذ القرار وفق قدراتهم وأذواقهم وإعجابهم. ثم إن فشل الولد ولم يحقق أحلامهم قالوا: هذا الجيل فاشل، وجيل لا يقدر قيمة الزواج ولا العلم، ويا خسارة كل ريال اندفع فيه!!!

عزيزي الأب -وعزيزتي الأم- في عالم التربية..

ساعد ابنك -وساعدي ابنتك- على الاختيار، واجعله يخطط لحياته ويرسمها على دفاتر الحياة، ويلونها بألوانه التي يعشقها دون تدخل، ليكن دورك التوجيه والإرشاد لا الإجبار والإكراه، ساعدوهم ليحققوا أحلامهم وتطلعاتهم، لا ليحققوا أحلامكم وتطلعاتكم، اتركوهم يعيشون حياتهم التي يبغونها لا حياتكم!

* بعض الدول مثل الأفراد غبية ولديها طمع..

إيران دولة غنية.. لكن أنفقت أموالها وبددت ثرواتها لتحطيم الدول الأخرى ومحاربة جيرانها ودعم ميليشياتها الإرهابية التي تقتل على الهوية.. لو أنفقت إيران أموالها على مواطنيها وفي بناء بنيتها التحتية لما احتاجت إلى رفع أسعار البنزين، ولما تجرع شعبها المرارة وثار عليها، لكنها سياسة الغباء الذي لا حدود له.

* قفلة..

روي عن الحكيم سقراط قوله: لا تكرهوا أولادكم على آثاركم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم.. حكمة رائعة وليست على الإطلاق.