صحيفة اليوم

الآن نلتقي

من السهل جدا ان تصدر الأوامر.. ليس هنالك أبسط من توزيع مفردات آمرة ينفذها الآخرون.. بغض النظر عن امكانياتهم النفسية والجسدية والمادية.. تجيء هذه الخطرات في فكري وأنا أتأمل كتاب "دع القلق.. وابدأ الحياة" لمـؤلفه دايل كارنيجي.. ابتسم سخرية من خيالات بعض الناس الساذجة او المغرضة وهم يأمرونك بتحدي ظروفك وتجاوزها وحدك فردا تؤرجحك رياح الأقدار ذات اليمين وذات الشمال.. هب اني حاولت جهدي ان ادع القلق فهل القلق يدعني وقد أصبح علامة تميزني.. انه يظل لازمة لبعض النفوس كعلامة فارقة، حتى ان البعض يتوجس خيفة حين يفارقه قلقه وتمر عليه لحظات سعادة ينشرح صدره خلالها.. يقول كارنيجي في كتابه المذكور من خلال تجربة يرويها عن أحدهم يحدث طلابه "ان كل فرد منكم لهو أعظم من تلك الباخرة الضخمة، وعليه ان يقوم برحلة اطول.. وما احتكم على فعله هو ان تتعلموا السيطرة على حياتكم وذلك بالعيش في دقائق الأمور لأنها الوسيلة الفعالة التي تضمن سلامة رحلتكم.. فأوصدوا أبواب الماضي.ـ الماضي الميت ـ واغلقوا أبواب المستقبل ـ المستقبل الذي لم يولد بعد.. عندئذ تشعرون بالأمان ـ الأمان بشأن يومكم أغلقوا أبواب الماضي.. دعوا الماضي يدفن موتاه اغلقوا أبواب الأمس الذي سار بالأغبياء الى دروب الموت المظلم.ان عبء الغد الذي يضاف الى الأمس والذي تتحمله اليوم سيؤدي بك الى الانهيار، أغلق أبواب المستقبل بقوة مثلما فعلت للماضي فالمستقبل هو اليوم ليس هناك غد. فيوم خلاص الانسان هو الآن.. ان تضييع الطاقة والألم النفسي والقلق العصبي، تقف في درب الانسان القلق بشأن مستقبله".ليس هناك أجمل من كلام مثل ما سبق يقال لإنسان يعاني قلقا بشأن موضوع ما .. من السهل جدا على الإنسان السليم المعافى الجسد ان يمد يده ليصافحك مثلا او ان يقوم لاستقبالك عند زيارتك له وان يمشي معك وهو يودعك عند مغادرتك منزله.. ولكن هل من المستطاع بالنسبة لإنسان مشلول، مقعد ان يفعل مثل هذه الحركات البسيطة والسهلة في نظرك وفي نظر كل صحيح معافى.. لا أظن ذلك.. وهذا بالضبط ما يفعله الإنسان السليم النفس الخالي من العقد والمشاكل والظروف السيئة عندما يمطر سيلا من النصائح والحلول والارشادات لإنسان ما افعل كذا ولا تفعل كذا أوامر من السهل اصدارها قد يحول دون تنفيذها معوقات نفسية أشد واعمق إيلاما من المعوقات الجسدية.