خالد الشنيبر

التطور المستمر ذراع أساسية تعتمد عليها جميع الدول المتقدمة، وهذا ما تعمل عليه المملكة في السنوات السابقة وبخطى واضحة نحو تحقيق المستهدفات التي تم الإعلان عنها، سواء كان ذلك في برنامج التحول الوطني أم رؤية المملكة، فهناك عمل جاد وواضح لالتزام المملكة للوصول إلى الريادة الإقليمية والعالمية في عدة مجالات، بالإضافة لدعم الكوادر البشرية المميزة التي يتم التعامل معها على أنها «صناعة وثروة».

أحد الأهداف الإستراتيجية في برنامج التحول الوطني يعنى باستقطاب المواهب العالمية المناسبة بفعالية، وذلك من خلال بذل جهود استباقية واستخدام قنوات فعالة لاستقطاب الكفاءات والمواهب وتسهيل الإجراءات الإدارية المتعلقة بذلك، ومن ثم تحفيزهم على الاندماج بالمجتمع السعودي والولاء له، ومن خلال ذلك تستهدف المملكة تحسين ترتيبها في مؤشر التنافسية الدولي لاستقطاب المواهب في عدة محاور «الجذب، التمكين، النمو والاستبقاء».

بتفصيل أكبر عن هذا التوجه وحتى نصل للمستهدفات، تم اعتماد عدة مبادرات، منها مبادرة شمولية وتفعيل برنامج الإقامة الممتدة لاستقطاب المواهب العالمية التي تستهدف تفعيل البرنامج السعودي لاستقطاب المواهب والكفاءات العالمية أصحاب المهارات والكفاءات الاستثنائية خارج المملكة من خلال توفير مزايا خاصة لهم، ومبادرة إنشاء منصة إلكترونية تعنى باختيار واستقطاب الموهوبين من الداخل والخارج ومواءمتهم مع الجهات ذات العلاقة، بالإضافة لمبادرة العمل على تحسين التصنيف الدولي للمملكة في استقطاب المواهب العالمية.

الاستفادة من أصحاب الفكر المبتكر والمواهب المتميزة له شأن كبير في تعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية والثقافية في المملكة التي شهدت تغيرات كبيرة وملحوظة منذ الإعلان عن رؤية المملكة، ومثل هذا التوجه سيعزز التطور الريادي الذي تشهده المملكة، وسيساهم أيضا في تحسين ترتيب المملكة في العديد من التصنيفات الدولية والمؤشرات التنافسية التي تستهدفها المملكة.

كوجهة نظر شخصية أرى أن الفترة القادمة من المهم أن تشهد مهرجانات وملتقيات عالمية للمواهب وأصحاب الفكر والمميزين في عدة مجالات وبشكل سنوي في جميع أنحاء المدن السعودية، ويتم من خلالها التعريف بشكل أكبر عن الميز التنافسية في المملكة وتسليط الضوء على التطور الكبير الذي نشهده، ويتم تكريم الكوادر العالمية المميزة في مجالاتها وتخصصاتها من خلال جوائز عالمية سنوية باسم المملكة، ومن خلالها سيكون التبادل المعرفي حاضرا بين العقول المحلية والعالمية، ولتكن البداية من الآن بعد أن تسلمت المملكة رئاسة مجموعة العشرين.

المملكة بحاجة كمية ونوعية للكفاءات المتميزة، وما أتمناه أن يكون هناك عمل أكبر وتحت مظلة واحدة لتطوير المتميزين والمبدعين وأصحاب الفكر السعوديين في مجالات مستهدفة، وذلك من خلال برامج تطويرية داخلية وخارجية تستهدف زيادة التراكم المعرفي لهم وبالتنسيق مع المنظمات والجامعات العالمية في مختلف أنحاء العالم، وبالإضافة لذلك من المهم العمل على حصر الكفاءات السعودية المتميزة التي تم استقطابها خارج المملكة، وتخصيص حزم تحفيزية لهم للاستفادة من خبراتهم وابتكاراتهم ونجاحاتهم التي تم تحقيقها ليكونوا أذرعة أساسية في مسيرة التطور التي تشهدها المملكة في الوقت الحالي، والتي بلا شك تعتبر قصة نجاح يحتذى بها، وسيتم استنساخها في كثير من الدول التي تعمل على برامج للتحول الاقتصادي.

ختاما: في المملكة العديد من الثروات والميز التنافسية التي تميزها عن غيرها سواء من دول الجوار أم من الدول المتقدمة، وبالإضافة لذلك هناك العديد من المشاريع المستقبلية التي تم الإعلان عنها وتناقلتها وسائل الإعلام العالمية باهتمام كبير ولافت، وتعتبر تلك المشاريع من المشاريع المميزة والفريدة من نوعها عالميا، ومثل تلك المشاريع تحتاج لكوادر بشرية متميزة للعمل فيها ولزيادة التراكم المعرفي محليا بشكل أوسع، ولا يسعني إلا أن أقول هنيئا لنا إذا تم تطبيق تلك المبادرات التي سنلمس إيجابياتها بشكل أكبر خلال فترة الرؤية.

@Khaled_Bn_Moh