شهد بالحداد - الظهران

أكد قابلية حوسبة اللغة وإدخالها في برامج الذكاء الاصطناعي

أكد أستاذ اللغة العربية بجامعة الملك خالد د.محمد العمري، أن دخول المفردات على اللغة العربية من لغة أخرى، هو دليل على حياة اللغة وليس موتها، لذلك اللغة الحية تؤثر وتتأثر، مشيرا إلى أن الكلمات الدخيلة لا يمكن أن تفقد العرب هويتهم وثقافتهم، بشرط أن يكون لدينا وعي بلغتنا وفقهها وطبيعتها، واللغة مثل السيل لا يمكن أن نغير مجراه ويجب أن يستمر، كما وستظل اللغة حية ولكن نحتاج حتى نبني هويتنا أن نفهم لغتنا كما هي وليس كما نريد.

» نشأة وتفرع

وأضاف خلال محاضرة «نشأة اللغة وتفرعاتها» ضمن احتفالات وفعاليات مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» باليوم العالمي للغة العربية تزامنا مع احتفال منظمة اليونسكو من كل عام: «بعيدا عن الشد العاطفي، فإن دخول كلمات جديدة جاء بحكم التقدم الصناعي التكنولوجي لغيرنا، ويجب أن نحتكم للعرب الفصحاء في هذه الحالات وهي أن يأخذوا الكلمة كما هي بنطقها الأعجمي ويخضعوها لمسألتي القانون الصوتي والقانون الصرفي، فيجب أن نحتكم للمرجع المعرب والدخيل في لغة الفصحاء الذين هم أحرص على اللغة العربية منا، فهي لغة منفتحة احتكت بلغات أخرى مثل الفارسية وغيرها أخذت منها وأعطتها وهذا لا يسبب أي إشكال».

» أنظمة مغلقة

ونوه بأن النظام النحوي والصرفي والعروضي أنظمة مغلقة، أما المعجم فهو نظام مفتوح، يمكن أن نضيف إليه كلمات جديدة من الاستعمال العربي بعيدا عن الآراء العاطفية التي لا تقدم ولا تؤخر.

» ذكاء اصطناعي

وعن موضوع احتفالات اليوم العالمي للغة العربية لعام 2019 وهو «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي»، أوضح أن اللغة ممكن أن تساهم بالذكاء الاصطناعي بمقدار مساهمة العرب فيه من جانب الاختراع والابتكار، ولا يمكن أن نحمّل الفشل العربي على اللغة العربية.

» وحدة العرب

وتابع العمري: «نحن العرب بحاجة لوحدة في قلوبنا واقتصادنا وتعليمنا، كما أن التاريخ واحد واللسان واحد والجغرافيا واحدة، فنحن نملك مقومات لا وجود لها في أي أمة من الأمم، نحن قطعة جغرافية واحدة من المغرب وحتى عمان، ولكن هذا التشظي الحاصل الآن ينعكس على لغتنا، لذلك نحتاج إلى مزيد من الاعتداد باللغة العربية باعتبارها هوية نفتخر بها، فمهما كلفنا تعليم اللغة وتعليم الطب والهندسة باللغة العربية يجب أن يتخذ هذا القرار مهما كانت تبعاته عن طريق فتح مراكز للترجمة؛ لأنها مسألة سيادية واعتداد بالنفس والذات والهوية، كما نحتاج أن ننظر إلى طرائق التدريس في مناهجنا، فالطرق التي يتم تدريس اللغة العربية بها فاشلة ودليل فشلها أن الطالب الذي يتخرج من بكالوريوس لغة عربية لا يحسن أن يكتب سطرين دون أخطاء إملائية، ويجب أن نتخلص من عُقد البرامج التي وضعت منذ 60 سنة وأن نقوم بتغييرها وأن تكون لدينا الجرأة الكافية لاتخاذ قرار ينتشلنا من هذا، ويجب أن نعلم أن قوتنا باللغة العربية تعني قوتنا بالتفكير، والارتفاع بالمستوى اللغوي يعني الارتفاع بمستوى التفكير، وسينعكس إبداعا على جميع مناهج ونواحي الحياة».