عبدالعزيز العمري - جدة

تتغذى من سيل العقيق وتلفّها أشجار السلم والسمر والسرح

بركة الخرابة التاريخية، إحدى محطات درب الحج البصري للقادمين من العراق، وتقع شمال الطائف بالقرب من عشيرة، وهي عبارة عن بركتَين، تفصل بينهما بقايا قصر قديم، ذي قبّتين في سقف واحد، على ضفة وادي العقيق، وتتغذى البرَك من سيله، والذي يُعدّ من أجمل الأودية من كثافة شجره، وخضرتها.

» أودية وأشجار

وقالت المرشدة السياحية بمحافظة الطائف لمياء البريك، إن بركة الخرابة، أو كما يسميها البعض قصر الخرابة، هي إحدى محطات درب الحج البصري تقع شمال الطائف قرب خط عشيرة المعبد، وهذه المحطة يتبيّن من آثارها أنها كبيرة ورئيسية، وتقع على ضفة وادي العقيق، وتتغذى البرك من سيله.

وأضافت: إن وادي العقيق من أجمل الأودية من ناحية كثافة شجره وخضرتها، وكل بركة في هذه النواحي يسميها الأهالي «بركة زبيدة»، نسبة إلى زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، وزوجة الخليفة هارون الرشيد، وأم الخليفة الأمين، التي عمّرت هذا الدرب والبرك عليه.

» تصميم نادر

وأشارت «البريك» إلى أن بركة الخرابة فوقها قصر، ورمّمت هي والقصر عام 1393هـ، بطريقة لم تفسدها، وحافظت على روعتها وجمالها، لافتةً إلى أن تصميمها نادر، وموقعها وسط هذه الصحراء، وبين أشجار السلم والسمر والسرح، جعلها كالجنة الصغيرة، خصوصًا إذا امتلأت بالماء.

وقالت إن توافر الماء بكثرة جعل حجاج البصرة يُحرمون منها؛ لأن ذات عرق يجتمع فيها ركبان الكوفة والبصرة، مضيفةً: «نجد أحيانًا اليمن وهي على طريق الحاج العراقي القديم شمال شرقي عشيرة على 140 كيلو مترا».

» حذاقة ومهارة

وأكدت أن أرض الخرابة كانت تُعرَف بـ«وجرة»، وهي عبارة عن بركتَين تفصل بينهما بقايا قصر قديم ذي قبتين في سقف واحد، ومجرى البركتَين واحد، يمرّ بالأولى ثم ينساب الزائد من تحت القصر بواسطة مسقى من الوادي مطويّ داخله بالحجر والجصّ يأخذ الماء من الوادي إذا سال فيصبّه في الأخرى، وفي ذلك دليل على حذاقة ومهارة مَن بناها، وشكلهما شكل بركة زبيدة مع اختلاف الحجم، والكبيرة يقارب قطرها 50 مترًا.