د. شلاش الضبعان

تبدأ هذا الأسبوع اختبارات الفصل الدراسي الأول لأبنائنا وبناتنا في التعليمين العام والجامعي، التي ستأتي نتائجها ترجمة لجهد فصل دراسي كامل من الطالب والمعلم، ومع أهمية المذاكرة لها وبناء النفس من خلالها إلا أن هناك مَنْ يقع في مطب خطير وطريق فشل مؤكد، فيسعى للغش، ليغش نفسه قبل غش غيره بأخذ درجة أو حتى خمس درجات غير مستحقة، ولذلك فالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا وقع الغشاش في الغش؟ وكيف يمكن مساعدته في النجاة؟

بتشخيص المرض نجد أن الغشاشين:

- مصابون بقصر النظر، فتفكيرهم لا يتجاوز اللحظة وقاعدتهم (الأهم تجاوز هذه السنة)، غير مدركين أن الغش له آثاره المستقبلية الخطيرة، فالغشاش سيتجاوز مرحلة لم يتقن مهاراتها، وبالتالي يقع في ورطة كبيرة في المراحل القادمة، وكم من طالب لم يستطع الاستمرار في الجامعة لأنه بنى فكره -إن كان قد بنى- على أساس خاطئ.

- يعتقدون أنهم فاشلون! هامشيون! لا يمكن أن يكون لهم دور في الحياة! ولذلك فالشهادة عندهم تحصيل حاصل، وبالتالي فالغش هو أسهل طريقة.

- قد ضاعت أوقاتهم بغير فائدة، أو بوسائل مذاكرة خاطئة -ومن ذلك المذاكرة الجماعية في معظم الأحيان-، فإذا جاء وقت الاختبارات بحثوا عما يظنون أنهم يعوضون من خلاله ما ضاع من أوقاتهم وسيضيع من أعمارهم.

- أصحاب نظرة تشاؤمية، يرفعون شعار «درست أو لم تدرس ما الفائدة؟»، هؤلاء طلبة قبلنا تخرجوا وجلسوا في بيوتهم، ولذلك فالغشاش يرضى بأي شيء، ولعل توجيه سؤال: ولماذا تجعل نفسك مع الفاشلين، فإن كان هناك مَنْ تخرج وجلس، فهناك العشرات تخرجوا ونالوا أعلى الشهادات وأفضل الوظائف؟ قد يساعد في نجاتهم من ظلمات التشاؤم إلى نور التفاؤل.

- أمنوا العقوبة، فإذا تساهلت المؤسسات التعليمية مع الغشاشين، ودخلت في المجاملات، وسامحت مَنْ له قريب أو يعرف أحدا، فستزدحم قاطرة الغشاشين عاماً بعد عام ولا شك.

- إمعات، يرون مَنْ يغش فيعتقدون أنهم لا بد أن يغشوا مثله، أو يسمعوا مَنْ يتحدثون عن بطولاتهم في التفنن بطرق الغش، فيصدقونهم ويتبعونهم في طريقهم المسدود.

هذه محاولة للتشخيص لعل يكون فيها العلاج، (فمَنْ غشنا فليس منا)، والأمل بالآباء والأمهات والمعلمين، وكل صاحب رسالة أن يقوموا بدورهم المأمول في انتشال أبنائنا من هذه المستنقعات المدمرة حاضراً ومستقبلاً.

shlash2020@