• تحذير: هذا المقال يضرّ غير المدخنين، يُرجى الامتناع عن قراءته، إلا على سبيل الدعابة، ومن باب «ربّ ضارة نافعة».
بحكم أنني كنتُ من «عتاة» المدخنين، وأستحق لقب «مدخن متقاعد» بعد ما يزيد على أربعة عقود من ملازمة «السيجارة» في السرّاء والضرّاء، فإنني أتعاطف مع المدخنين في «مصيبتهم» الجديدة، وأعتبر أنهم ضحايا مزدوجين، فهم ضحايا لأضرار الدخان المعروفة للكبير والصغير، حيث يشترون ما يؤذي أبدانهم من الأصلي أو المشتبه في أصوله بحرّ مالهم، ثم هم ضحايا الأسعار المتصاعدة التي تستخدمها الجهات المسؤولة على سبيل تزهيدهم بتلك العادة السيئة وردعهم عنها بكيّ جيوبهم، بعدما لم تفلح السيجارة ذاتها بكيّ حناجرهم وأصابعهم، وأيضًا هم ضحايا المنافي، حيث تمنعهم الأنظمة من لقاء حبيبتهم إلا في الأماكن المنزوية كغرف العزل في المستشفيات، تحت السلالم، وفي الزوايا، أو خارج البوابات، وما في حكمها مما يسمى غرف المدخنين، ثم هم ضحايا المنع القسري من ممارسة (أقبح وألذّ) عاداتهم بنفس الوقت، في المطارات وعلى متن الطائرات والقطارات، وضحايا (عدّ واغلط)، يكفي أن يخرج المدخّن من عملية قسطرة للشرايين، أو عملية قلب مفتوح بسبب الدخان، وهو يعِدُ نفسه بألّا يضعها مرة أخرى في فمه، لكنه ما إن يشمّ رائحة العافية قليلًا حتى يحنّ لوضعها بين شفتيه، ومجّها وهو مغمض العينين في لحظة كيفٍ يعتبرها المدخّن المحترف جزءًا من فتنة تلك الساحرة القاتلة، التي تتربص بضحاياها، وتسمم أبدانهم بعلمهم وإرادتهم، فيما هم يواصلون خطب ودّها حتى وهم يلعنون «سنسفيلها» مع كل موجة كحةٍ أو حشرجة صدر.
نعم.. أشفق على المدخنين، لأنني كنتُ منهم، وأعرف أحوالهم، وأعرف كيف تسحرهم سيجارة الكيف تلك التي تصاحب فنجان قهوة الصباح، وبعد وجبة الغداء أو العشاء الفاخرة، وأجد لهم العذر حتى مع سجائر العادة، حين تتسلل يدك إلى العلبة دون إرادتك، لتخرج السيجارة وتشعلها وتضعها في فمك وتمجّها دون أن تشعر ما لم تنبهك لذلك موجة سعال طارئة، أو لسعة شرارة تبغٍ طائرة. هنالك كيمياء لعينة وماكرة في علاقة المدخن بسيجارته، علاقة لا يُدركها سواه، وشركات صناعة السجائر، كيمياء تقوم على الحب والكره، على الكيف والعادة، على النشوة وأسر «النيكوتين»، لذلك حينما يقول المدخن إن سيجارته اختلفتْ عليه، يجب أن تصدّقوه، أن تنصتوا إليه، لأنه حين يحمل دخانها في أنفاسه، ويرسله إلى جوفه، فإنه يتوحد معها، لذلك هو يعرف ما إن كانت هي تلك اللعينة التي طالما عاقرها بسمومها، أم أنها سموم لعينة أخرى ومغشوشة، وهنا أريد أن أقول رب «سيجارة» ضارة نفعتْ أخيرًا وهي لا تنفع، عندما انطلقتْ شكاوى المدخنين من سجائر «الحِداد» التي تتوشح عُلبها السواد، لتفتح الباب لمراجعة وفحص أسواق السلع كلها في ظل تفشي آفة الغش داخليًا وخارجيًا، مع كل الدعوات لمعشر المدخنين بطلاق لا رجعة فيه من سجائرهم.
بحكم أنني كنتُ من «عتاة» المدخنين، وأستحق لقب «مدخن متقاعد» بعد ما يزيد على أربعة عقود من ملازمة «السيجارة» في السرّاء والضرّاء، فإنني أتعاطف مع المدخنين في «مصيبتهم» الجديدة، وأعتبر أنهم ضحايا مزدوجين، فهم ضحايا لأضرار الدخان المعروفة للكبير والصغير، حيث يشترون ما يؤذي أبدانهم من الأصلي أو المشتبه في أصوله بحرّ مالهم، ثم هم ضحايا الأسعار المتصاعدة التي تستخدمها الجهات المسؤولة على سبيل تزهيدهم بتلك العادة السيئة وردعهم عنها بكيّ جيوبهم، بعدما لم تفلح السيجارة ذاتها بكيّ حناجرهم وأصابعهم، وأيضًا هم ضحايا المنافي، حيث تمنعهم الأنظمة من لقاء حبيبتهم إلا في الأماكن المنزوية كغرف العزل في المستشفيات، تحت السلالم، وفي الزوايا، أو خارج البوابات، وما في حكمها مما يسمى غرف المدخنين، ثم هم ضحايا المنع القسري من ممارسة (أقبح وألذّ) عاداتهم بنفس الوقت، في المطارات وعلى متن الطائرات والقطارات، وضحايا (عدّ واغلط)، يكفي أن يخرج المدخّن من عملية قسطرة للشرايين، أو عملية قلب مفتوح بسبب الدخان، وهو يعِدُ نفسه بألّا يضعها مرة أخرى في فمه، لكنه ما إن يشمّ رائحة العافية قليلًا حتى يحنّ لوضعها بين شفتيه، ومجّها وهو مغمض العينين في لحظة كيفٍ يعتبرها المدخّن المحترف جزءًا من فتنة تلك الساحرة القاتلة، التي تتربص بضحاياها، وتسمم أبدانهم بعلمهم وإرادتهم، فيما هم يواصلون خطب ودّها حتى وهم يلعنون «سنسفيلها» مع كل موجة كحةٍ أو حشرجة صدر.
نعم.. أشفق على المدخنين، لأنني كنتُ منهم، وأعرف أحوالهم، وأعرف كيف تسحرهم سيجارة الكيف تلك التي تصاحب فنجان قهوة الصباح، وبعد وجبة الغداء أو العشاء الفاخرة، وأجد لهم العذر حتى مع سجائر العادة، حين تتسلل يدك إلى العلبة دون إرادتك، لتخرج السيجارة وتشعلها وتضعها في فمك وتمجّها دون أن تشعر ما لم تنبهك لذلك موجة سعال طارئة، أو لسعة شرارة تبغٍ طائرة. هنالك كيمياء لعينة وماكرة في علاقة المدخن بسيجارته، علاقة لا يُدركها سواه، وشركات صناعة السجائر، كيمياء تقوم على الحب والكره، على الكيف والعادة، على النشوة وأسر «النيكوتين»، لذلك حينما يقول المدخن إن سيجارته اختلفتْ عليه، يجب أن تصدّقوه، أن تنصتوا إليه، لأنه حين يحمل دخانها في أنفاسه، ويرسله إلى جوفه، فإنه يتوحد معها، لذلك هو يعرف ما إن كانت هي تلك اللعينة التي طالما عاقرها بسمومها، أم أنها سموم لعينة أخرى ومغشوشة، وهنا أريد أن أقول رب «سيجارة» ضارة نفعتْ أخيرًا وهي لا تنفع، عندما انطلقتْ شكاوى المدخنين من سجائر «الحِداد» التي تتوشح عُلبها السواد، لتفتح الباب لمراجعة وفحص أسواق السلع كلها في ظل تفشي آفة الغش داخليًا وخارجيًا، مع كل الدعوات لمعشر المدخنين بطلاق لا رجعة فيه من سجائرهم.