أصبح من نافلة الحديث، القول: بأن مضيق هرمز واحد من أهم الممرات المائية المهمة، والإستراتيجية في العالم لتجارة النفط. وينظر دوماً إلى أن مسألة تأمين الملاحة فيه من أكثر المسائل حساسية؛ بسبب مرور خُمس شحنات النفط المتداولة في العالم عبر هذا المضيق. وتزداد تلك الخطورة كلما كانت هناك حالات من التوتر بين الدول المطلة عليه. ومع شديد الأسف أن هذه حالة حقيقية، أصبحت شبه ملازمة لهذا الممر المائي البالغ الأهمية، وأحد التوترات الملازمة لهذا الممر المائي، أن الجانب الإيراني يعتقد أنه ملك خالص له.
إيران وعبر علاقتها مع الولايات المتحدة المتوترة دوما، خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران في مايو 2018، وفرض الجانب الأمريكي عقوبات على إيران تمنعها من تصدير نفطها، نجد أن إيران تتحرك في محيطها الإقليمي، وتحاول الالتفاف على دول الإقليم باختراع مبادرات، واتفاقيات معهم، من ذلك، دعوة دول المنطقة، أي دول مجلس التعاون، بالإضافة إلى العراق، إلى ما يسميه الإيرانيون (مبادرة السلام لهرمز) وهذه المبادرة التي طرحها الرئيس الإيراني في دورة الأمم المتحدة 74 في سبتمبر 2019 ترتكز على، عدم التدخل في شؤون الغير، وعدم الاعتداء على الغير، والالتزام بأمن الطاقة، والاحتكام إلى القانون الدولي، وبتفحص هذه المنطلقات التي تدعو إيران دول المنطقة إليها سنجد أنه وعلى مدى تاريخ الثورة الإيرانية، لم تحترم، ولَم تطبق أياً من هذه البنود، اللافت أن هذه البنود تعد بمعنى أو بآخر من صلب العمل الدولي، ومن قواعد التعاون، والصداقة بين الدول. بمعنى أن الجانب الإيراني لم يأت بجديد، وأن الأمر الأهم أنه يحاول السيطرة على المنطقة ودولها عبر طروحات واهية. يضاف إلى هذه البضاعة السياسية الإيرانية فكرة طرح اتفاقية عدم اعتداء بين إيران وبين دول الخليج العربية، وسبق أن تحدث بهذا المعنى وزير الخارجية الإيراني، مدعياً أنها محطة لبناء الثقة بين كل الأطراف. دول المنطقة أو بعض دول المنطقة تعرف حقيقتين أساسيتين في إطار العلاقة العربية مع إيران، الحقيقة الأولى أن إيران تسعى للهيمنة على دول المنطقة العربية، ولن تكف عن التدخل في الشؤون العربية مهما كانت تكلفة ذلك، خاصة وأن العقل السياسي الإيراني يعتقد أن المجموع العربي يعاني من حالة تمزق. الحقيقة الثانية أن من يخلق التوتر في مضيق هرمز، ويهدد بإغلاقه في وجه الملاحة الدولية هو الجانب الإيراني الذي يستغل وضعه الجغرافي سياسياً ويناور مع دول المنطقة، ومع العالم من خلال هذه الحقيقة. أبعد من ذلك إيران مدانة دولياً بالقيام بأعمال تدمير وتخريب، يقترب من إعلان الحرب على دول المنطقة، حيث استهدفت المنشآت النفطية في ابقيق وخريص في 14 سبتمبر 2019.
دول المنطقة والعالم يدركون جيدا أن أمن المنطقة مهمة صعبة ومنوطة بدول المنطقة في المقام الأول، بالإضافة إلى القوى العالمية التي من مسؤولياتها الدولية حماية خطوط الملاحة وتأمين ممرات التجارة الدولية. وهذا ما أخذ يتبلور على خلفية المشهد الأمني في الخليج، الذي تقدمت فيه الولايات المتحدة ودول غربية بمشروع حماية للسفن الدولية من القرصنة الإيرانية، وانضمت إليه المملكة العربية السعودية، ودولتان خليجيتان، هما الإمارات العربية المتحدة، والكويت. هذه الصيغة لأمن المنطقة هي الأفضل وهي التي يمكن أن تشكل نواة أمنية، وسياسية، وقانونية. أما البضاعة الإيرانية، سواء كانت سياسية أم أمنية، فهي بضاعة رديئة من مصدر يحتاج إلى عنصر الثقة. والمؤلم أن يكون هناك دعوات للالتحاق بالترهات الإيرانية، تأتي من أصوات عربية خليجية إما مخدوعة بالصوت العالي الإيراني، أو أن الخلافات الخليجية البينية كانت أقوى من تقدير مصلحة شعوب المنطقة، ومصلحة الأمة.
salemalyami@
إيران وعبر علاقتها مع الولايات المتحدة المتوترة دوما، خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران في مايو 2018، وفرض الجانب الأمريكي عقوبات على إيران تمنعها من تصدير نفطها، نجد أن إيران تتحرك في محيطها الإقليمي، وتحاول الالتفاف على دول الإقليم باختراع مبادرات، واتفاقيات معهم، من ذلك، دعوة دول المنطقة، أي دول مجلس التعاون، بالإضافة إلى العراق، إلى ما يسميه الإيرانيون (مبادرة السلام لهرمز) وهذه المبادرة التي طرحها الرئيس الإيراني في دورة الأمم المتحدة 74 في سبتمبر 2019 ترتكز على، عدم التدخل في شؤون الغير، وعدم الاعتداء على الغير، والالتزام بأمن الطاقة، والاحتكام إلى القانون الدولي، وبتفحص هذه المنطلقات التي تدعو إيران دول المنطقة إليها سنجد أنه وعلى مدى تاريخ الثورة الإيرانية، لم تحترم، ولَم تطبق أياً من هذه البنود، اللافت أن هذه البنود تعد بمعنى أو بآخر من صلب العمل الدولي، ومن قواعد التعاون، والصداقة بين الدول. بمعنى أن الجانب الإيراني لم يأت بجديد، وأن الأمر الأهم أنه يحاول السيطرة على المنطقة ودولها عبر طروحات واهية. يضاف إلى هذه البضاعة السياسية الإيرانية فكرة طرح اتفاقية عدم اعتداء بين إيران وبين دول الخليج العربية، وسبق أن تحدث بهذا المعنى وزير الخارجية الإيراني، مدعياً أنها محطة لبناء الثقة بين كل الأطراف. دول المنطقة أو بعض دول المنطقة تعرف حقيقتين أساسيتين في إطار العلاقة العربية مع إيران، الحقيقة الأولى أن إيران تسعى للهيمنة على دول المنطقة العربية، ولن تكف عن التدخل في الشؤون العربية مهما كانت تكلفة ذلك، خاصة وأن العقل السياسي الإيراني يعتقد أن المجموع العربي يعاني من حالة تمزق. الحقيقة الثانية أن من يخلق التوتر في مضيق هرمز، ويهدد بإغلاقه في وجه الملاحة الدولية هو الجانب الإيراني الذي يستغل وضعه الجغرافي سياسياً ويناور مع دول المنطقة، ومع العالم من خلال هذه الحقيقة. أبعد من ذلك إيران مدانة دولياً بالقيام بأعمال تدمير وتخريب، يقترب من إعلان الحرب على دول المنطقة، حيث استهدفت المنشآت النفطية في ابقيق وخريص في 14 سبتمبر 2019.
دول المنطقة والعالم يدركون جيدا أن أمن المنطقة مهمة صعبة ومنوطة بدول المنطقة في المقام الأول، بالإضافة إلى القوى العالمية التي من مسؤولياتها الدولية حماية خطوط الملاحة وتأمين ممرات التجارة الدولية. وهذا ما أخذ يتبلور على خلفية المشهد الأمني في الخليج، الذي تقدمت فيه الولايات المتحدة ودول غربية بمشروع حماية للسفن الدولية من القرصنة الإيرانية، وانضمت إليه المملكة العربية السعودية، ودولتان خليجيتان، هما الإمارات العربية المتحدة، والكويت. هذه الصيغة لأمن المنطقة هي الأفضل وهي التي يمكن أن تشكل نواة أمنية، وسياسية، وقانونية. أما البضاعة الإيرانية، سواء كانت سياسية أم أمنية، فهي بضاعة رديئة من مصدر يحتاج إلى عنصر الثقة. والمؤلم أن يكون هناك دعوات للالتحاق بالترهات الإيرانية، تأتي من أصوات عربية خليجية إما مخدوعة بالصوت العالي الإيراني، أو أن الخلافات الخليجية البينية كانت أقوى من تقدير مصلحة شعوب المنطقة، ومصلحة الأمة.
salemalyami@