عبدالرحمن المرشد

أغلب المنازل لدينا لا تكاد تخلو من عاملة على الأقل وربما أكثر خلاف السائق، وأيضا الحارس والمزارع لدى بعض الأسر إذا تطلب الأمر، وجميع هؤلاء العمالة نستقدمهم بطريقة (شختك بختك) بمعنى أنت وحظك ربما تصيب أو تخيب؛ لأننا لا نعلم شيئا عن خلفية ذلك العامل ونفسيته وطريقة تعامله مع أرباب العمل ومدى تقبله للتوجيهات، وأتذكر أحد الزملاء أحضر عاملة وقامت تعوي كالذئب بعد حضورها بفترة، مما اضطره لتسفيرها، وقد حدثت لي شخصيا قصة مع سائق بعد أن عمل لدي ثمانية أشهر حيث قام بطعن نفسه بالسكين مع يديه ورجليه، وعندما سألته عن السبب قال إن لديه مشاكل مع عائلته فقمت بتسفيره خوفا على أسرتي، وهكذا القصص لا تنتهي مع العمالة ومشاكلهم، والضحية المواطن الذي يخسر الأموال وفي النهاية ينطبق عليه المثل الذي يقول (يا من شرا له من حلاله علة).

عندما يريد أي شخص أن يسافر بالتأكيد يلجأ لمحركات البحث؛ للتعرف على أفضل العروض والمزايا، وكذلك تقييمات الزوار عن الأماكن التي زاروها وسكنوا بها، وهي طريقة فعالة للتعرف على المكان قبل أن تذهب إليه وتدفع نقودا ثم تخرج بخفي حنين.

عندما يريد شخص الاستقدام ويطلب عاملا سبق له العمل في المملكة، يفترض أن يتم توفير تقييم لهذا العامل عن طريق كفيله الأول الذي عمل لديه، وهل يوصي به أم لا، ويظل الخيار في النهاية بيد الكفيل الجديد، إن أراد استقدامه أم التخلي عنه، ويتم توفير هذا التقييم من خلال موقع لوزارة العمل بشرط معرفة اسم المكفول مسبقا عن طريق مكتب الاستقدام الذي تتعامل معه بحيث يرسل إليك اسم عاملك الجديد إذا سبق له العمل هنا، وتقوم بالدخول لهذا الموقع ومعرفة التقييم ومن ثم لك الخيار.

الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الكفيل تحتم وضع تقييم للتعرف على العمالة، بدلا من الوقوع في مشكلة مع عمالة سيئة يمكن تفاديهم، أيضا عندما يعلم العامل أن هناك تقييما يخصه، فسيضطر إلى التفاني والإخلاص والانضباط؛ لأنه يدرك ربما لن يعود مرة أخرى للعمل هنا بسبب سوء سلوكه، وتوجد الكثير من التجارب غير الجيدة لبعض الكفلاء يتمنون أن يحذروا الآخرين ممن عملوا لديهم ولكن لا سبيل لذلك.

المكاتب الخارجية في دول الاستقدام تم التنبيه عليها بعدم استقدام من عليه جرائم، ولكن فيما يتعلق بالتعامل والأخلاق وتنفيذ الأوامر لا يمكن الحكم عليها إلا بالتجربة، ولذلك من الأفضل إعطاء الآخرين خلاصة تجربتك مع هذا العامل، وهل تنصح الكفيل الجديد أن يستقدمه أم لا.

أتمنى التفكير جديا بهذا الاقتراح، ودراسة مدى تطبيقه؛ لأننا سنحمي جميع الأطراف من مشاكل وخسائر يمكن تفاديها.