هدى الغامدي

هذا الأسبوع هو بداية الاختبارات للفصل الدراسي الأول لجميع المراحل الدراسية في جميع مناطق مملكتنا الغالية.. بالنسبة لي كان يوم الأحد (أي أول يوم في الاختبارات) يوما ممتعا ومميزا في آن، إذ توجهنا (مع طاقم العمل في التلفزيون) منذ ساعات الصباح الباكر لتوثيق تفاصيل عمل وتنظيم دوريات الأمن لحركة المرور، وكان ذلك أمام مجمع الأمير سعود بن نايف بالدمام -سبب اختيار هذا المجمع لأنه يضم جميع المراحل الدراسية من ابتدائي ومتوسط وثانوي- فالجميع يعلم حجم ازدحام المركبات من قبل

أولياء الأمور لتوصيل أبنائهم للمدرسة لأداء الاختبار، حقيقة عشنا ورصدنا لحظات تجعلنا فخورين مستمتعين؛ نظرا لما يقوم به رجال دوريات الأمن بجميع أفرادها من جهود جبارة، تجعل كل أولياء الأمور والجميع يشعر بالطمأنينة والأمان بسبب ما يبذلونه من جهود واضحة للعيان، إذ لم أندهش بالتنظيم والتواجد الكبير، ليس فقط أمام المدارس ومناطق تجمعات الطلاب والطالبات، ولكن أيضا في الأحياء السكنية والطرقات للتأكد من سلاسة مرور جميع المركبات، ووصول الجميع تلاميذ ومعلمين وموظفين إلى مقرهم بكل يسر وبأمان.

خطة مدروسة أعدتها دوريات الأمن بالمنطقة الشرقية مع كافة الجهات، هدفها كان المحافظة على أمن وسلامة وصول الطلاب والطالبات، وأيضا الإسهام في القضاء على السلوكيات والممارسات كافة التي قد تظهر من قبل بعض الشباب بعد أداء الاختبارات، والتأكد مع مديري الإدارات الأمنية التابعة للأمن العام بالمنطقة الشرقية بتنفيذ الخطة ومتابعة التواجد الميداني لإنجاحها.

عدة مشاهد رصدتها أثناء تواجدي لمدة تزيد على الساعتين أمام المجمع التعليمي، أحد هذه المشاهد أن معظم أولياء الأمور كانوا يوصلون أبناءهم إلى باب المدرسة ومن ثم يودعونهم ويرحلون، بينما البعض (وأعترف بأنهم قلة) من اصطحب ابنه إلى داخل المدرسة، وأستطيع أن أتصور أنه رافقه حتى وصلا إلى باب لجنة الاختبار ومن ثم قبل ابنه ودعا له بالتوفيق، وكأن الأب في هذه اللفتة الرائعة يريد أن يشعر ابنه بأن دعوات والده ترافقه، وأنه واثق من أن ابنه سيجتاز هذه المرحلة، وسيحقق ما يصبو إليه من تفوق ونجاح. إذ لا شك أن اهتمام الوالدين بأبنائهم ليس وليد لحظة أيام الاختبارات، بل لا بد وأن يأتي مع بداية العام الدراسي بالاهتمام بمتابعتهم دراسيا في المدرسة مع أساتذتهم، ومتابعة استذكارهم في المنزل أولا بأول، ومعرفة أصدقائهم عن قرب لأن ذلك ضمان لسلامتهم وحمايتهم من أي تفكير أو أي سلوك شاذ لا يقبله دين ولا عرف ولا مجتمع. مشاهد رصدتها أيضا أثناء تواجدنا أمام مدرسة للبنات كانت مجاورة لمجمع البنين، إذ أخذ عدد من أولياء أمور الطالبات بالجلوس خارج المدرسة على كراسي الانتظار، وذلك انتظارا لبناتهم لينتهين من الاختبار، وعند حديثي معهم أجابوا بأنهم يريدون أن يقلوا بناتهم فورا للمنزل بعد أداء الاختبار، فبعضهن متعبات من ساعات السهر الطويلة في الاستذكار والمراجعة، ولا بد من أخذ قسط من الراحة استعدادا لبدء مذاكرة مادة جديدة والاستعداد ليوم جديد، فالحمد لله على نعمة الإسلام ونعمة أن جعل الرحمة في قلوب الآباء على الأبناء مهما كبروا، والحمد لله أن جعل الله رضاه من رضا الوالدين ليبرهم أبناؤهم، غادرنا مكاننا من أمام المدرسة وكلي ابتهالات ودعوات لله أن يوفق أبناءنا وبناتنا، وأن يرزقنا جميعا بر آبائنا وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان.

@77huda