هاجر الدوسري - الخبر

لما تتمتع به من ارتفاع في الدخل وتنمية المهارات والمرونة

حققت مهن البيع المركز الثالث ضمن المهن الأكثر إقبالا من السعوديين الباحثين عن العمل، حيث أظهرت النشرة الإحصائية الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء أن مهن البيع احتلت المرتبة الثالثة ضمن تحليل الفئات الرئيسية للمهن في المملكة العربية السعودية، وذلك في الربع الثالث من عام ٢٠١٩م.

وأرجع اقتصاديون تلك النتائج لبرامج التوطين التي نفذتها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وإقبال السعوديين على تلك المهن لارتفاع دخلها وتمتعها بالأمان الوظيفي والمرونة، إضافة لكونها وظائف تعتمد على تنمية المهارات والتجديد المستمر، ما يجعلها حصانا رابحا بين الوظائف.

» قطاعات بعينها

وأشار الخبير الاقتصادي الدكتور إياس آل بارود إلى قرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، الذي قضى بتوطين ١٢ قطاعا اقتصاديا على ٣ مراحل، الأولى شملت ٤ قطاعات، هي محلات السيارات والدراجات البخارية، ومحلات الملابس الجاهزة وملابس الأطفال والمستلزمات الرجالية، ومحلات الأثاث المنزلي والمكتبي الجاهز، ومحلات الأواني المنزلية، موضحا أن المرحلة الثانية من برنامج التوطين، شملت ٣ قطاعات أخرى هي الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، ومحلات الساعات، والنظارات، بينما شملت المرحلة الأخيرة توطين محلات الأجهزة والمعدات الطبية ومحلات مواد الإعمار والبناء ومحلات قطع غيار السيارات ومحلات السجاد ومحلات الحلويات.

» تثقيف الشباب

وأكد آل بارود أن الإدارة المسؤولة يجب عليها تثقيف الشباب بالمهن الأخرى وترغيبهم بها وتدريبهم عليها لكي يكونوا في المستقبل روادا في تلك المهن، موضحا أن مهن البيع تأتي في مقدمة المهن التي يفضلها السعوديون، فيما تقبع المهن الزراعية في مؤخرة القائمة.

ورأى أن بعض القطاعات التي يفترض أن تستوعب مزيدا من السعوديين كالصناعة أو الزراعة أو السياحة وهي المهن الأساسية في كل المجتمعات لا تستوعب إلا أعدادا قليلة تتراوح بين 4-5% من إجمالي العاملين في القطاع الخاص، موضحا أن تغيير ذلك يتطلب ربط التعليم وبرامج التدريب بسوق العمل الفعلي من ناحية، وإعادة صياغة وإنتاج بعض القطاعات لتأخذ نصيبها الموضوعي من سوق العمل من ناحية أخرى، مع العمل على توليد المزيد من فرص العمل في قطاع الخدمات تحديدا، وتقليل الفجوة بين السعوديين وغير السعوديين في قطاعات أخرى يصل فيها الفارق إلى نسب مرتفعة.

» الاستثمار في البشر

وختم آل بارود: إن زيادة إقبال السعوديين على مهن البيع تأتي في إطار أهداف رؤية 2030 الرامية إلى توطين الكثير من المهن والاستثمار في الموارد البشرية؛ لتمكين الشباب السعودي من قيادة هذه المهن والتدريب المكثف والسريع لجيل الشباب السعودي لقيادة المرحلة القادمة في العديد من المهن التي كانت تعتمد على الوافدين.

» تفضيل البيع

وأوضح الأكاديمي والخبير الاقتصادي الدكتور محمد القحطاني أن مهنة البيع تتقدم على باقي المهن لعدة أسباب، أهمها ارتفاع مستوى الدخل، الذي لا يتوافر إلا في عدد قليل للغاية من الوظائف، موضحا أن في المبيعات الموظف يجني ما يزرع، بمعنى آخر، يعتمد دخله على جهده وأدائه.

وأشار إلى أن مهن البيع تمتاز بالأمن الوظيفي، مستطردا: المبيعات عنصر أساسي في كل الأعمال حيث إن أكثر من 15 مليون شخص يعملون في صناعة المبيعات داخل الولايات المتحدة وحدها، أي ما يعادل حوالي 5٪ من مجموع السكان، ولا يوجد أي قسم أو وظيفة عمل أخرى لها تأثير أكبر على تطوير التدفق النقدي المهم للغاية من قسم المبيعات.

» مهارات ضرورية

وأضاف القحطاني: إنه على الرغم من التقنيات والأدوات ونماذج الأعمال الجديدة، ستكون مهارات وكفاءات متخصصي المبيعات دائما ضرورية لبناء العلاقات وإغلاق الصفقات وإيجاد فرص جديدة، خاصة إذا كانت الشركة تعاني من صعوبات، فإن مندوبي المبيعات الناجحين هم عادة آخر من يتم تخفيضهم؛ لأن خفض المبيعات يعني تقليص القناة التي تدفع الإيرادات، مشيرا إلى أن مهنة المبيعات تمتاز أيضا بالمرونة إذ أن لمحترفيها الحرية في تحديد جداولهم اليومية، طالما يستوفون متطلبات النشاط.

» بيئة العمل

ويعتقد القحطاني أن هذا النوع من المرونة يمكن العاملين في هذا المجال من اختيار بيئة العمل التي تجعلهم أكثر إنتاجية، وتتيح لهم العمل وفقا لسرعتهم الخاصة، وتوفر الفرصة لجدولة يومهم بطريقة تناسبهم، مضيفا: إن هناك ميزة رابعة وهي تنمية المهارات من خلال فرص الاستمرار في التعلم والنمو وهي وفيرة في المبيعات.

وأوضح القحطاني أن المبيعات تتطلب زيادة مستمرة في المهارات وشحذ المهارات الجديدة والقديمة على حد سواء، كما عزا القحطاني إقبال البعض على مهن البيع إلى أن هناك الكثير ممن يظنون بأن مهنة البيع هي مفتاح أو بوابة للدخول إلى وظائف أخرى جديدة ومنهم من يرون أن بها تحديا وهذا ما يدفعهم لها.