المملكة تسلم 3 سعوديين متهمين في أحداث نهر البارد إلى لبنان
أكدت مصادر أمنية لبنانية لـ(اليوم) أن المملكة ستسلم لبنان خلال الأسبوع المقبل ثلاثة متهمين سعوديين كانت السلطات في المملكة قد تسلمتهم من لبنان لاستكمال التحقيقات معهم والاستئناف بالنظر بقضيتهم للحكم بها ومن بينهم فهد المغامس ( الذي طالبت النيابة اللبنانية بإعدامه وكان في العراق منذ نهاية عام 2003م) ومحمد السويد(تشير المصادر إلى أنه كان على اتصال بتنظيم القاعدة من لبنان) ، مشيراً إلى أن القضاء اللبناني قد مدد احتفاظ المملكة بالمتهمين خمسة عشر يوما تنتهي الأسبوع المقبل. من جهته أوضح المحامي ناجي ياغي الموكل من عوائل الموقوفين للترافع عنهم بلبنان لـ (اليوم) أن تحديد موعد النظر بالقضية سيكون يوم الخميس المقبل أمام قاضي المحكمة الجنائية، مشيراً إلى أن النظام اللبناني يتيح الفرصة لتسلم المملكة الموقوفين بعد الحكم عليهم من القضاء اللبناني. وقال إن التحقيقات قد أثبتت أنهم استدرجوا لموقع الحدث قبل وقوع المواجهة بين الإرهابيين والجيش اللبناني، مشيراً إلى أن منهم اثنين قبض عليهما خارج نطاق أحداث نهر البارد وواحدا قد سلم نفسه للسفارة السعودية بلبنان، وتوقع ألا تتجاوز مدة المحكومية عليهم خمس سنوات وستؤخذ مدة توقيفهم من ضمنها، مؤكداً أنهم سيسلمون للسلطات في المملكة إذا طلبت ذلك. وعن لقائه واجتماعه بالموقوفين السعوديين والحديث معهم، قال ياغي: انه يجتمع معهم كل أسبوع مرة واحدة وأنهم أبدوا له ندمهم لتصديقهم مجموعة من العرب أوهموهم بإدخالهم إلى لبنان ومن ثم تهريبهم إلى العراق من خلال سورية أو الجنوب اللبناني لمقاتلة الجيش الإسرائيلي وذلك بحجة الدفاع عن الإسلام والعروبة، وأشاروا إلى أنهم احتجزوا عدة أسابيع بمواقع بنهر البارد ومن ثم فوجئوا بدخول الجيش اللبناني واعتقالهم. وأضاف المحامي أن السلطات قد سمحت لكافة عوائل الموقوفين بزيارتهم في سجن رومية واللقاء معهم وتناول وجبات طعام بصحبتهم، مشيراً إلى أن آخر زيارة تمت قبل ثلاثة أيام وهي لثمانية أفراد من عائلة الداوود لابنيهم عصام ومعاذ. وقال: إن هناك جهات عديدة تعمل على استغلال السعوديين وخاصة صغار السن والعمل على توريطهم في مواقف إرهابية خارج وطنهم وذلك لتوريط اسم السعوديين وتشويه سمعتهم. واتضح أن غالبية الموقوفين من صغار السن لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً، وأنه قد غرر بهم من طريق جماعات ومنظمات تقوم باستدراجهم من سورية أو العراق للاستفادة منهم. وكانت السلطات اللبنانية قد سلمت نظيرتها في المملكة قبل شهر رمضان الماضي الموقوف سعيد العسيري وذلك نظراً لسوء حالته الصحية وبعد التأكد من أنه غير متورط بشكل رسمي. من جهة أخرى قالت مصادر لـ(اليوم): إن هناك عشرات السعوديين قد دفنوا في لبنان نظراً لصعوبة التعرف على جثثهم، نتيجة تغير معالمها أو احتراقها، وذلك بعد ما أخذت منهم السلطات اللبنانية عينات للحمض النووي، ولم يسأل عنهم ذووهم، وكانت المخابرات في الجيش اللبناني قد ألقت القبض على عشرة سعوديين متورطين بأحداث نهر البارد التي حدثت بين مجموعة من الإرهابيين وقوات الجيش اللبناني من العام الماضي، ونتج عن تدمير المدينة بأكملها بعد مواجهات عنيفة استمرت عدة أسابيع متواصلة عثر فيها على أكثر من سبعين جثة تم دفنها في لبنان واعتقال العشرات من المتورطين العرب في الأحداث.