كلنا سوف نرحل يوما ما وتلك هي سنة الحياة ولن يبقى فيها أحد إلا من ترك أثرا حسنا، وكان له دور إيجابي في مجتمعه ووطنه. ذلك هو الإنسان الذي سيذكره الناس. وتزداد الذكرى رسوخا وجمالا إذا كان يملك الإنسان ابتسامة هادئة ويحمل بين جنبيه قلبا أبيض متفائلا. ذلك هو الكاتب الملهم والإنسان الراقي نجيب الزامل -رحمه الله- والذي فقدناه قبل أيام قليلة.
نجيب رجل أحب العمل التطوعي بكل روحه، وأثر في الآخرين وجعلهم يحبونه أيضا. وكان العمل الخيري والتطوعي شغفه الدائم. والبعض يطلق عليه لقب «عراب التطوع»، وهو أيقونته. ولا شك أن عمل الخير كان هو السمة الأهم والأبرز في حياته، وقد قال: إن العمل التطوعي غريزة بشرية. وكان له أيضا إسهامات أخرى فقد كان عضوا في مجلس الشورى. وكاتبا مؤثرا لسنوات طويلة في صحف كثيرة منها الاقتصادية واليوم. وله عدة مؤلفات مثل «رسالة إلى ابنتي» و«النزهة النجيبية».
وقد تحدث عن نفسه في عدة مقالات كان فيها عبر ودروس عن التحولات الفكرية ونهمه الشديد للقراءة والكتب، فهو أحب العلم والمعرفة منذ الصغر. ومن أجمل عباراته التي بقي لها صدى عميق هي قوله: (الصلاة لا تغير العالم، ولكنها تغيرنا، ونحن نغير العالم). وتلك حقيقة لأن الله سبحانه وتعالى قد قررها في كتابه العزيز حيث قال: «إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ».
وما زلت أذكر جيدا أول لقاء لي معه حيث كان خارجا من المسجد، وتبعته متحمسا من أجل أن أعطيه نسخة من كتابي. وبعد حديث قصير باسم شجعني على مواصلة الكتابة والتأليف. وكان كلما رآني بعدها يتبسم مداعبا ويقول لي: عطنا شوية أكسجين! يقصد بذلك اسم كتابي الأول.
وتعلمت الأدب قبل العلم والمعرفة من مجموعة واتساب تحمل اسم (أصحاب نجيب). وهذه المجموعة هي من حسناته حيث تشعر أنها صالون ثقافي متنقل فيها الطرح الراقي والنقاش المثمر، والأهم البعد عن الجدل العقيم. وهي بلا شك تختلف شكلا ومضمونا عن باقي المجموعات الواتسابية. فالسمة العامة فيها الفوائد الجمة والأفكار الإيجابية. بالإضافة إلى الأخلاق الرفيعة، والبعد عن نقل التوافه من الأخبار والأحداث. وكان هو هناك يطل علينا بين الفينة والأخرى بتعليقاته الفذة والراقية، والرأي الهادئ، والابتسامة الرائعة التي كنا نراها تخرج من بين كلماته.
ولعلك تتفق معي أيها القارئ الكريم حين تتابع لقاءته المتنوعة والثرية في مختلف القنوات المرئية والإعلامية لتجد الهدوء في الحوار، والاتزان في الكلمة، والمحافظة على الابتسامة حتى لو حاول مقدم البرنامج أو المذيع شحن اللقاء، لأن المقصد هو المعرفة والوصول إلى الحق. وهذا يذكرنا بكلمة أرسطو حين قال: أفلاطون صديق والحق صديق، ولكن الحق أصدق منه.
وكان أبو يوسف (نجيب) له لمسات رائعة في تغريداته الفجرية التي يطل بها على متابعيه ليرفع بها سقف الأمل، ويبعث روح التفاؤل مع إشراقة كل شمس. ومن روائع ما قال: «عندما يمتلئ قلبك بحب الله، سيفيض من قلبك إلى كل من حولك، وينسكب لقلوبهم كانسياب الماء بجدولٍ منحدر. وستعطي بلا مِنَّةٍ، وستهُبُّ لمساعدة الناس بلا رجاءٍ لشيءٍ إلا هذه السعادة التي تسري بشرايينك عندما ترى الفرح يشرق بعيونهم. لن يعرف الأنانية من امتلأ قلبه بحب الله».
بكل تأكيد كلنا سوف نفتقده، ولكن عزاءنا في الأثر النافع الذي تركه، والذكر الطيب، والحب الكبير الذي يحمله الناس له في قلوبهم. ويصدق فيه قول أحمد شوقي:
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها ... فالذكر للإنسان عمر ثانٍ.
ولو سألتني ما الدرس الأهم الذي تعلمناه منه؟ هو سماحة القلب، والذكر الحسن بعد الرحيل. وحتما سنقول وستقول الأجيال من بعدنا: مر نجيب من هاهنا وهذا هو الأثر.
abdullaghannam@
نجيب رجل أحب العمل التطوعي بكل روحه، وأثر في الآخرين وجعلهم يحبونه أيضا. وكان العمل الخيري والتطوعي شغفه الدائم. والبعض يطلق عليه لقب «عراب التطوع»، وهو أيقونته. ولا شك أن عمل الخير كان هو السمة الأهم والأبرز في حياته، وقد قال: إن العمل التطوعي غريزة بشرية. وكان له أيضا إسهامات أخرى فقد كان عضوا في مجلس الشورى. وكاتبا مؤثرا لسنوات طويلة في صحف كثيرة منها الاقتصادية واليوم. وله عدة مؤلفات مثل «رسالة إلى ابنتي» و«النزهة النجيبية».
وقد تحدث عن نفسه في عدة مقالات كان فيها عبر ودروس عن التحولات الفكرية ونهمه الشديد للقراءة والكتب، فهو أحب العلم والمعرفة منذ الصغر. ومن أجمل عباراته التي بقي لها صدى عميق هي قوله: (الصلاة لا تغير العالم، ولكنها تغيرنا، ونحن نغير العالم). وتلك حقيقة لأن الله سبحانه وتعالى قد قررها في كتابه العزيز حيث قال: «إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ».
وما زلت أذكر جيدا أول لقاء لي معه حيث كان خارجا من المسجد، وتبعته متحمسا من أجل أن أعطيه نسخة من كتابي. وبعد حديث قصير باسم شجعني على مواصلة الكتابة والتأليف. وكان كلما رآني بعدها يتبسم مداعبا ويقول لي: عطنا شوية أكسجين! يقصد بذلك اسم كتابي الأول.
وتعلمت الأدب قبل العلم والمعرفة من مجموعة واتساب تحمل اسم (أصحاب نجيب). وهذه المجموعة هي من حسناته حيث تشعر أنها صالون ثقافي متنقل فيها الطرح الراقي والنقاش المثمر، والأهم البعد عن الجدل العقيم. وهي بلا شك تختلف شكلا ومضمونا عن باقي المجموعات الواتسابية. فالسمة العامة فيها الفوائد الجمة والأفكار الإيجابية. بالإضافة إلى الأخلاق الرفيعة، والبعد عن نقل التوافه من الأخبار والأحداث. وكان هو هناك يطل علينا بين الفينة والأخرى بتعليقاته الفذة والراقية، والرأي الهادئ، والابتسامة الرائعة التي كنا نراها تخرج من بين كلماته.
ولعلك تتفق معي أيها القارئ الكريم حين تتابع لقاءته المتنوعة والثرية في مختلف القنوات المرئية والإعلامية لتجد الهدوء في الحوار، والاتزان في الكلمة، والمحافظة على الابتسامة حتى لو حاول مقدم البرنامج أو المذيع شحن اللقاء، لأن المقصد هو المعرفة والوصول إلى الحق. وهذا يذكرنا بكلمة أرسطو حين قال: أفلاطون صديق والحق صديق، ولكن الحق أصدق منه.
وكان أبو يوسف (نجيب) له لمسات رائعة في تغريداته الفجرية التي يطل بها على متابعيه ليرفع بها سقف الأمل، ويبعث روح التفاؤل مع إشراقة كل شمس. ومن روائع ما قال: «عندما يمتلئ قلبك بحب الله، سيفيض من قلبك إلى كل من حولك، وينسكب لقلوبهم كانسياب الماء بجدولٍ منحدر. وستعطي بلا مِنَّةٍ، وستهُبُّ لمساعدة الناس بلا رجاءٍ لشيءٍ إلا هذه السعادة التي تسري بشرايينك عندما ترى الفرح يشرق بعيونهم. لن يعرف الأنانية من امتلأ قلبه بحب الله».
بكل تأكيد كلنا سوف نفتقده، ولكن عزاءنا في الأثر النافع الذي تركه، والذكر الطيب، والحب الكبير الذي يحمله الناس له في قلوبهم. ويصدق فيه قول أحمد شوقي:
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها ... فالذكر للإنسان عمر ثانٍ.
ولو سألتني ما الدرس الأهم الذي تعلمناه منه؟ هو سماحة القلب، والذكر الحسن بعد الرحيل. وحتما سنقول وستقول الأجيال من بعدنا: مر نجيب من هاهنا وهذا هو الأثر.
abdullaghannam@