أكدت وزيرة الخارجية السودانية أسماء محمد عبدالله أن علاقات متميزة وتاريخية تربط بلادها بالمملكة، التي وصفتها بأنها من أكبر الداعمين للخرطوم، مشيرة إلى أن الأواصر بين البلدين الشقيقين تتطور باستمرار في مختلف المجالات، مع تواصل المساعي لتحقيق مكاسب عظيمة، بإقرار مبدأ التعاون وتنمية المصالح المشتركة.
وقالت وزيرة الخارجية السودانية في حوار أجرته معها «اليوم»: إن نظام الرئيس المخلوع عمر البشير كان يتحرك بعيدا عن مصالح البلاد الوطنية العليا، مؤكدة أن كل ما تعين من أفعاله وتصرفاته هو الآن موضوع للمراجعة؛ حتى يتسق أداء الدولة، ملمحة إلى بعض الاتفاقيات التي أبرمت خلال العهد الماضي.
وأضافت: هناك رغبات من أطراف سودانية لتسليم الرئيس المخلوع إلى المحكمة الجنائية، خاصة وسط ضحايا نظامه، غير أن موقفا رسميا لم يتخذ بعد، مؤكدة تواصل التحقيقات في جميع جرائم النظام، منذ العام 1989، فإلى نص الحوار:
عملتِ في الحقل الدبلوماسي وجرى إبعادكِ عن العمل الدبلوماسي في بداية عهد المخلوع البشير.. كم هي الأعباء، التي تتحملينها اليوم كوزيرة للخارجية، وما المستوى الذي وجدتِ عليه الوزارة؟
- نعم كنت ومئات الآلاف ضحية للفصل التعسفي، الذي مارسه النظام البائد في الخدمة المدنية وغيرها، عبر تمكين منسوبيه وسياساته الخرقاء.
أتحمل مسؤولية إعادة توجيه الوزارة لتخدم الوطن وشعبه، واستعادة نظمها وأعرافها وتقاليدها، وتحريرها من سلبيات العهد البائد.
لقد وجدت في الوزارة ما يمكن أن أبني عليه، فبالرغم من سيطرة الفئة التي قام عليها ذلك النظام مع القهر الذي مارسه، فقد كان هناك أبناء للسودان في الوزارة متماسكين ومرتبطين بقضايا الوطن.
أمامكِ ملفات سياسية عديدة، فنظام «الإخوان» عزل السودان عن العالم منذ عقود.. كيف يمكن إعادة البلاد إلى وضعها الطبيعي؟
- كان السودان معزولا ومضيقا عليه بالفعل تحت النظام المخلوع، ولكن واعتبارا من انطلاق ثورة ديسمبر المجيدة، وعبر مقاومتها الباسلة لقهر وإرهاب ذلك النظام ثم انتصارها المبهر، فإن نظرة العالم بدأت تتغير؛ تعاطفا مع أهداف الثورة وتطلعات السودانيين، وإعجابا بالنضال من أجل الحرية وقيم الديمقراطية والسلام والعدالة.
وبدأ السودان عودته إلى الوضع الطبيعي، الذي تؤهله له إمكانات كبيرة للتعاون مع العالم، والطريق مفتوح، والرؤية واضحة لتجاوز العقبات، والوصول إلى وضعية البلد الجاذب لصداقة الآخرين.
المحرر يطرح أسئلته على وزيرة الخارجية السودانية (اليوم)
أين وصلت المفاوضات مع واشنطن لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟
- هناك اتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أنها تحتفظ بتصنيف السودان في القائمة المذكورة، إلا أن الإدارة الأمريكية عبرت بوضوح عن التزامها برفع اسم السودان من هذه القائمة، وبأسرع ما تيسر؛ وذلك لتمكين الحكومة الانتقالية من مقابلة تحديات السلام والإصلاح الاقتصادي، وبناء الديمقراطية وتحقيق العدالة، وسوف تستمر الاتصالات بين الطرفين في هذا المجال؛ لتسريع المعالجات اللازمة.
ارتكب النظام السابق أخطاء عديدة في علاقاته الدولية، كيف يمكن تجاوزها؟
- أخطاء النظام السابق جاءت من خطأ رؤيته للسودان والعالم، وبسقوط هذا النظام، ومن ثم بناء النظام الانتقالي المؤسس على قيم إيجابية تنحو إلى السلام والبناء، مع توجهاته الخارجية المؤسسة على التعاون وبناء وتعزيز المصالح المشتركة، فإننا نتخطى عمليا أخطاء ومآسي الماضي، ونعيد طرح السودان بالصورة، التي نتوقع أن تؤمن له أفضل مستويات التعاون من الدول والشعوب.
موقف المملكة كان إلى جانب خيار الشعب السوداني. ما حجم الدعم الذي تقدمه للسودان على كل المستويات؟
- نعم تاريخيا كانت المملكة العربية السعودية من كبار داعمي السودان، والدعم الذي قدمته في مختلف المجالات كبير بلا شك. ونحن نرى أن علاقتنا مع السعودية يمكن أن تتطور بما يحقق مكاسب عظيمة للبلدين الشقيقين، وذلك بإقرار مبدأ التعاون والسعي لتنمية المصالح المشتركة وتعظيمها.
الدور الأوروبي مهم في المنطقة.. كيف تقيمون مواقف دول الاتحاد الأوروبي الفاعلة تجاه النظام الجديد في السودان، خاصة أننا شهدنا زيارات عديد من مسؤولي هذه الدول؟
- الدور الأوروبي مهم في منطقتنا، وفي غيرها، فأوروبا قوة عالمية مؤثرة، وموقف الاتحاد الأوروبي تجاه السودان الجديد إيجابي وداعم.
وتبين ذلك من خلال تصريحات كبار المسؤولين، الذين زاروا السودان، وكذلك الذين التقاهم رئيس مجلس الوزراء د.عبدالله حمدوك خلال زياراته الخارجية، ويتجلى ذلك أيضا من خلال الاتصالات الجارية بيننا.
ولأوروبا حضور نشط في مجموعة أصدقاء السودان، التي تجري حاليا مشاورات بينها لتحديد كيفية دعم السودان وحكومته الانتقالية.
السودانيون أطاحوا بنظام «الإخوان» عبر ثورة شعبية (رويترز)
زرتِ الرياض برفقة رئيس الوزراء ورئيس مجلس السيادة، ومن ثم شاركتِ في اجتماع الدول المشاطئة للبحر الأحمر، ما دلالات ذلك على مستوى العلاقات بين البلدين؟
- علاقتنا مع المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان متميزة، وتحركها منطلقات وتوجهات واعية بما يجمع، وبما هو ممكن لتعزيز التقارب وتجسيده في مظاهر مختلفة للتعاون.
وجاءت الزيارات، التي أشرتم إليها لعرض حقائق وأهداف الانتقال الذي جرى في السودان، وأيضا للتوافق على ما يمكن عمله باتجاه تنمية وتطوير العلاقات.
وكذلك تمت مناقشة قضايا أمن البحر الأحمر وسلامة الملاحة البحرية والعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي.
«حلايب» ملف عكر صفو العلاقات بين القاهرة والخرطوم في أوقات عديدة.. كيف ستتعاملون معه؟
- بحسن النية والموضوعية أولا، وقد تأثر تعامل البلدين بهذا الملف، بما كان بين نظامي الحكم في الفترة الماضية، وما جرى بينهما.
وما نصبو إليه الآن هو معالجة تأخذ في الاعتبار حقائق التاريخ ومبادئ حسن الجوار والمصلحة المشتركة.
عقد النظام السابق عدة اتفاقيات، منها منح تركيا امتيازات وربما أكثر في جزيرة سواكن، هل سيعيد السودان النظر في المعاهدات، التي وقّعها البشير والتي اعتبرها السودانيون مجحفة بحق الوطن؟
- نتوقع أن تعيد دول عديدة توجيه سياساتها تجاه السودان، في ضوء التطورات التي جرت بالبلاد.
ونؤكد من هذه التطورات الرغبة في إعمار علاقتنا مع جميع دول العالم، ما لنا منها وما للآخرين، ومن حيث المبدأ ولأن ما كان يحرك النظام البائد لم تكن المصالح الوطنية العليا، فكل ما تعين من أفعاله وتصرفاته هي الآن تخضع للمراجعة؛ وذلك حتى يتسق أداء الدولة عندنا بما يجب أن يتم الالتزام به على هدى من تلك المصالح.
وذكرتم في السؤال إجحاف المخلوع بحق الوطن، لكن لن يحدث ذلك في عهد ثورته الحالية، ويقظة شعبه والحكومة التي تمثله.
إيران وميليشياتها ترتكب جرائم بحق الشعب العراقي، كما في لبنان وسوريا واليمن، كيف تقيّمون خطورة طهران على مستقبل المنطقة؟
- يستنكر السودان كل جريمة تحدث ضد أي شعب، فالعدل هو رائدنا، وموضوع إيران يتعلق بعوامل حاضرة في عدد من البلدان، وبالتموضوعات التي تتخذها في كل بلد، ونحن ندعو لتصفية سلبيات العلاقات البينية بين جميع دول المنطقة؛ لأن التحدي الرئيس لهذه الدول هو التنمية، لا سيما البشرية؛ حتى يمهد الطريق للتخلص من كل ما هو سلبي، ولتبني كل ما هو إيجابي، ولفائدة المنطقة وإنسانها وتخليصه من براثن التخلف وإطلاقه في مجالي التقدم والازدهار.
هل هناك توجه لتسليم المخلوع عمر البشير إلى محكمة الجنايات الدولية، خاصة مع وجود رأي عام داعم لهذه الخطوة؟
- هنالك رغبات لأطراف سودانية لتسليم الرئيس المخلوع عمر البشير إلى محكمة الجنائيات الدولية في لاهاي، خاصة في أوساط ضحايا نظامه، ولكن لم يتخذ حتى الآن موقف رسمي لتسليمه، علما بأن التحقيقات في كل جرائم وانتهاكات ذلك النظام، منذ العام 1989، قد بدأت، وقطعا فإن كل مَنْ يثبت عليهم جرم بمَنْ فيهم المخلوع سيحاكمون.
أنهك حكم «الإخوان» الشعب السوداني وأفقره خدمة لأجندة الإرهاب وأجندتهم الخاصة.. كيف يمكن أن ترد الحكومة الاعتبار للسودانيين؟
- الثورة السودانية قامت أصلا لاستعادة البلاد والنهوض بها، ولرفاه المواطن، ورد كرامته، وسيتم ذلك بالتعاون الجاد والمخلص لتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، بكل ما فيها من توجه لإعلاء قيم الوطن والمواطن.
وبرنامج الثورة وحكومتها الانتقالية هو العناية بالسودانيين، وتخليصهم من سلبيات العهد البائد وإطلاقهم في طريق التقدم.
قضية فلسطين قضية محورية.. أين أنتم وما هي إستراتيجيتكم تجاه هذا الملف في حكومة الثلاث السنوات؟
- كما قلتم، قضية فلسطين مسألة محورية بالنسبة لنا، وسنظل مخلصين لهذه القضية العادلة وسنعمل مع الأشقاء على متابعة الحلول المقررة من الجانب العربي؛ التزاما بوحدة الصف العربي، وإيمانا بعدالة القضية ولن نألو جهدا في ذلك.
وقالت وزيرة الخارجية السودانية في حوار أجرته معها «اليوم»: إن نظام الرئيس المخلوع عمر البشير كان يتحرك بعيدا عن مصالح البلاد الوطنية العليا، مؤكدة أن كل ما تعين من أفعاله وتصرفاته هو الآن موضوع للمراجعة؛ حتى يتسق أداء الدولة، ملمحة إلى بعض الاتفاقيات التي أبرمت خلال العهد الماضي.
وأضافت: هناك رغبات من أطراف سودانية لتسليم الرئيس المخلوع إلى المحكمة الجنائية، خاصة وسط ضحايا نظامه، غير أن موقفا رسميا لم يتخذ بعد، مؤكدة تواصل التحقيقات في جميع جرائم النظام، منذ العام 1989، فإلى نص الحوار:
عملتِ في الحقل الدبلوماسي وجرى إبعادكِ عن العمل الدبلوماسي في بداية عهد المخلوع البشير.. كم هي الأعباء، التي تتحملينها اليوم كوزيرة للخارجية، وما المستوى الذي وجدتِ عليه الوزارة؟
- نعم كنت ومئات الآلاف ضحية للفصل التعسفي، الذي مارسه النظام البائد في الخدمة المدنية وغيرها، عبر تمكين منسوبيه وسياساته الخرقاء.
أتحمل مسؤولية إعادة توجيه الوزارة لتخدم الوطن وشعبه، واستعادة نظمها وأعرافها وتقاليدها، وتحريرها من سلبيات العهد البائد.
لقد وجدت في الوزارة ما يمكن أن أبني عليه، فبالرغم من سيطرة الفئة التي قام عليها ذلك النظام مع القهر الذي مارسه، فقد كان هناك أبناء للسودان في الوزارة متماسكين ومرتبطين بقضايا الوطن.
أمامكِ ملفات سياسية عديدة، فنظام «الإخوان» عزل السودان عن العالم منذ عقود.. كيف يمكن إعادة البلاد إلى وضعها الطبيعي؟
- كان السودان معزولا ومضيقا عليه بالفعل تحت النظام المخلوع، ولكن واعتبارا من انطلاق ثورة ديسمبر المجيدة، وعبر مقاومتها الباسلة لقهر وإرهاب ذلك النظام ثم انتصارها المبهر، فإن نظرة العالم بدأت تتغير؛ تعاطفا مع أهداف الثورة وتطلعات السودانيين، وإعجابا بالنضال من أجل الحرية وقيم الديمقراطية والسلام والعدالة.
وبدأ السودان عودته إلى الوضع الطبيعي، الذي تؤهله له إمكانات كبيرة للتعاون مع العالم، والطريق مفتوح، والرؤية واضحة لتجاوز العقبات، والوصول إلى وضعية البلد الجاذب لصداقة الآخرين.
أين وصلت المفاوضات مع واشنطن لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟
- هناك اتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أنها تحتفظ بتصنيف السودان في القائمة المذكورة، إلا أن الإدارة الأمريكية عبرت بوضوح عن التزامها برفع اسم السودان من هذه القائمة، وبأسرع ما تيسر؛ وذلك لتمكين الحكومة الانتقالية من مقابلة تحديات السلام والإصلاح الاقتصادي، وبناء الديمقراطية وتحقيق العدالة، وسوف تستمر الاتصالات بين الطرفين في هذا المجال؛ لتسريع المعالجات اللازمة.
ارتكب النظام السابق أخطاء عديدة في علاقاته الدولية، كيف يمكن تجاوزها؟
- أخطاء النظام السابق جاءت من خطأ رؤيته للسودان والعالم، وبسقوط هذا النظام، ومن ثم بناء النظام الانتقالي المؤسس على قيم إيجابية تنحو إلى السلام والبناء، مع توجهاته الخارجية المؤسسة على التعاون وبناء وتعزيز المصالح المشتركة، فإننا نتخطى عمليا أخطاء ومآسي الماضي، ونعيد طرح السودان بالصورة، التي نتوقع أن تؤمن له أفضل مستويات التعاون من الدول والشعوب.
موقف المملكة كان إلى جانب خيار الشعب السوداني. ما حجم الدعم الذي تقدمه للسودان على كل المستويات؟
- نعم تاريخيا كانت المملكة العربية السعودية من كبار داعمي السودان، والدعم الذي قدمته في مختلف المجالات كبير بلا شك. ونحن نرى أن علاقتنا مع السعودية يمكن أن تتطور بما يحقق مكاسب عظيمة للبلدين الشقيقين، وذلك بإقرار مبدأ التعاون والسعي لتنمية المصالح المشتركة وتعظيمها.
الدور الأوروبي مهم في المنطقة.. كيف تقيمون مواقف دول الاتحاد الأوروبي الفاعلة تجاه النظام الجديد في السودان، خاصة أننا شهدنا زيارات عديد من مسؤولي هذه الدول؟
- الدور الأوروبي مهم في منطقتنا، وفي غيرها، فأوروبا قوة عالمية مؤثرة، وموقف الاتحاد الأوروبي تجاه السودان الجديد إيجابي وداعم.
وتبين ذلك من خلال تصريحات كبار المسؤولين، الذين زاروا السودان، وكذلك الذين التقاهم رئيس مجلس الوزراء د.عبدالله حمدوك خلال زياراته الخارجية، ويتجلى ذلك أيضا من خلال الاتصالات الجارية بيننا.
ولأوروبا حضور نشط في مجموعة أصدقاء السودان، التي تجري حاليا مشاورات بينها لتحديد كيفية دعم السودان وحكومته الانتقالية.
زرتِ الرياض برفقة رئيس الوزراء ورئيس مجلس السيادة، ومن ثم شاركتِ في اجتماع الدول المشاطئة للبحر الأحمر، ما دلالات ذلك على مستوى العلاقات بين البلدين؟
- علاقتنا مع المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان متميزة، وتحركها منطلقات وتوجهات واعية بما يجمع، وبما هو ممكن لتعزيز التقارب وتجسيده في مظاهر مختلفة للتعاون.
وجاءت الزيارات، التي أشرتم إليها لعرض حقائق وأهداف الانتقال الذي جرى في السودان، وأيضا للتوافق على ما يمكن عمله باتجاه تنمية وتطوير العلاقات.
وكذلك تمت مناقشة قضايا أمن البحر الأحمر وسلامة الملاحة البحرية والعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي.
«حلايب» ملف عكر صفو العلاقات بين القاهرة والخرطوم في أوقات عديدة.. كيف ستتعاملون معه؟
- بحسن النية والموضوعية أولا، وقد تأثر تعامل البلدين بهذا الملف، بما كان بين نظامي الحكم في الفترة الماضية، وما جرى بينهما.
وما نصبو إليه الآن هو معالجة تأخذ في الاعتبار حقائق التاريخ ومبادئ حسن الجوار والمصلحة المشتركة.
عقد النظام السابق عدة اتفاقيات، منها منح تركيا امتيازات وربما أكثر في جزيرة سواكن، هل سيعيد السودان النظر في المعاهدات، التي وقّعها البشير والتي اعتبرها السودانيون مجحفة بحق الوطن؟
- نتوقع أن تعيد دول عديدة توجيه سياساتها تجاه السودان، في ضوء التطورات التي جرت بالبلاد.
ونؤكد من هذه التطورات الرغبة في إعمار علاقتنا مع جميع دول العالم، ما لنا منها وما للآخرين، ومن حيث المبدأ ولأن ما كان يحرك النظام البائد لم تكن المصالح الوطنية العليا، فكل ما تعين من أفعاله وتصرفاته هي الآن تخضع للمراجعة؛ وذلك حتى يتسق أداء الدولة عندنا بما يجب أن يتم الالتزام به على هدى من تلك المصالح.
وذكرتم في السؤال إجحاف المخلوع بحق الوطن، لكن لن يحدث ذلك في عهد ثورته الحالية، ويقظة شعبه والحكومة التي تمثله.
إيران وميليشياتها ترتكب جرائم بحق الشعب العراقي، كما في لبنان وسوريا واليمن، كيف تقيّمون خطورة طهران على مستقبل المنطقة؟
- يستنكر السودان كل جريمة تحدث ضد أي شعب، فالعدل هو رائدنا، وموضوع إيران يتعلق بعوامل حاضرة في عدد من البلدان، وبالتموضوعات التي تتخذها في كل بلد، ونحن ندعو لتصفية سلبيات العلاقات البينية بين جميع دول المنطقة؛ لأن التحدي الرئيس لهذه الدول هو التنمية، لا سيما البشرية؛ حتى يمهد الطريق للتخلص من كل ما هو سلبي، ولتبني كل ما هو إيجابي، ولفائدة المنطقة وإنسانها وتخليصه من براثن التخلف وإطلاقه في مجالي التقدم والازدهار.
هل هناك توجه لتسليم المخلوع عمر البشير إلى محكمة الجنايات الدولية، خاصة مع وجود رأي عام داعم لهذه الخطوة؟
- هنالك رغبات لأطراف سودانية لتسليم الرئيس المخلوع عمر البشير إلى محكمة الجنائيات الدولية في لاهاي، خاصة في أوساط ضحايا نظامه، ولكن لم يتخذ حتى الآن موقف رسمي لتسليمه، علما بأن التحقيقات في كل جرائم وانتهاكات ذلك النظام، منذ العام 1989، قد بدأت، وقطعا فإن كل مَنْ يثبت عليهم جرم بمَنْ فيهم المخلوع سيحاكمون.
أنهك حكم «الإخوان» الشعب السوداني وأفقره خدمة لأجندة الإرهاب وأجندتهم الخاصة.. كيف يمكن أن ترد الحكومة الاعتبار للسودانيين؟
- الثورة السودانية قامت أصلا لاستعادة البلاد والنهوض بها، ولرفاه المواطن، ورد كرامته، وسيتم ذلك بالتعاون الجاد والمخلص لتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، بكل ما فيها من توجه لإعلاء قيم الوطن والمواطن.
وبرنامج الثورة وحكومتها الانتقالية هو العناية بالسودانيين، وتخليصهم من سلبيات العهد البائد وإطلاقهم في طريق التقدم.
قضية فلسطين قضية محورية.. أين أنتم وما هي إستراتيجيتكم تجاه هذا الملف في حكومة الثلاث السنوات؟
- كما قلتم، قضية فلسطين مسألة محورية بالنسبة لنا، وسنظل مخلصين لهذه القضية العادلة وسنعمل مع الأشقاء على متابعة الحلول المقررة من الجانب العربي؛ التزاما بوحدة الصف العربي، وإيمانا بعدالة القضية ولن نألو جهدا في ذلك.