بصاروخ موجه بالليزر، يتحكم به شخص جالس في قاعدة عسكرية تبعد آلاف الكيلو مترات، وبضغطة زر يعطي أوامره، فجأة وفي ثوانٍ معدودة يتحول قاسم سليماني إلى أشلاء، لم تنتشر في الإعلام سوى صورة يده المستلقية على الأرض وفي إحدى أصابعه خاتمه البارز، حيث كان هناك مصورون من الجيش الأمريكي في الانتظار، ما أن حدث الانفجار في السيارتين اللتين يستقلهما قاسم سليماني وأبو علي المهندس حتى سارع هؤلاء والتقطوا الصور ثم غادروا، ولم يظهر للإعلام سوى الصور التي تريدها أمريكا أن تظهر.
إنها صورة هوليودية بامتياز تدخل في إطار الحرب ضمن ثقافة الصورة التي تجيدها الثقافة الأمريكية بقوة. الصورة تعطي الكثير من الرسائل الموجهة إلى الإيرانيين. أولها إلى الذين طوقوا السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء، وكتبوا على جدرانها «سليمان قائدي»، ثانيها إلى تاريخ الرجل نفسه ( قاسم سليماني ) الذي كان حريصا على أن تؤخذ له الصور على الجبهات والمناطق الساخنة بعد أن تهدأ، ويكون الخطر قد زال وهو محاط بأتباعه وأنصاره، وذلك في دلالة معبرة على أنه القائد الملهم والمنتصر والمتواضع أيضا الذي لا يهاب الخطر ولا الموت الذي تلوح به أمريكا منذ أن وضعته على قائمة المطلوبين إرهابيا عام 2007، ثالثها إلى النظام الإيراني المولع بتحويل رجالاته إلى رموز وأساطير مؤثرة استرجاعا للتقاليد الثقافية الإيرانية في إعطاء رموزه بعدا أسطوريا طاغيا كما هي صورة القائد الأسطوري الملهم رستم أو آرش الرامي في كتاب الملحمة الفارسية «شاهنامة» للشاعر أبو القاسم الفردوسي الذي دبج الكثير من القصص البطولية حولهما وتغنى الشعب بهما. فالثقافة الإيرانية عميقة في قدرتها على ممارسة الأسطرة في جميع مجالاتها الحياتية المختلفة سواء السياسية منها والاجتماعية والدينية أو الفكرية. وهذا ما حدث لقاسم سليماني الذي لم يتجاوز دوره نطاق تنفيذ سياسات الهيمنة الإقليمية بإنشاء الميلشيات الطائفية باعتباره قائد فيلق القدس ورأس حربتها.
صحيح أن دوره كان كبيرا على مستوى السياسة الخارجية في توطيد النفوذ ومد ميليشياته بالسلاح والمال في العراق ولبنان وسوريا واليمن. لكنه في الداخل الإيراني لم يكن يحتل الموقع الأهم رغم ما كان يدور في أروقة السلطة من أحاديث عن ترتيبات تجرى بينه وبين خامنئي في شأن خلافة هذا الأخير.
لذلك عندما تهاوت صورة سليماني الأسطورية بعد مقتله بالطريقة التي أرادتها أمريكا، سارع النظام الإيراني في ترميم الصورة بالطريقة التي تعيد فيها وهجها مرة أخرى. فالجنازة التي أعدت له والأعداد الضخمة التي ظهرت للتشييع، والتوجه الإعلامي في بث صوره في كل مكان وإظهار رسم خيالي له وهو يستقبل بعد مقتله استقبال الشهداء الأبطال، في دلالة على قوة المخيلة الإيرانية في أسطرة الأشياء كما قلنا سابقا.
عندما قتل الجيش الأمريكي في عهد أوباما بن لادن ورمى بجثته في البحر، حيث اكتفى العالم بهذه الرواية ولم تظهر صور استعراضية تبين تفاصيل الحادث أو الجثة، وعندما أقدم ترامب على تصفية البغدادي، ولم يتم استعراض بقايا جثته بعد الحادث كذلك.
هنا يردنا السؤال لماذا تم استعراض صور سليماني بطريقة هوليودية مباشرة بعد مقتله ؟
هل لأن الاثنين السابقين زال خطرهما ولم يصبحا يشكلان تهديدا في اللحظة التي تم تصفيتهما وعليه لم يكن توظيف مقتلهما يحقق فاعلية كبيرة كما هو مقتل سليماني. قد يكون ذلك سببا كافيا للقول: إن الصورة في الحرب الدائرة بين الطرفين ليس ضحيتها وهم كثر سوى الناس البسطاء والسذج والطائفيين الذين تحركهم عواطفهم ومشاعرهم تجاه ما يجرى فقط رغم ما يظنونه عكس ذلك.
إنها صورة هوليودية بامتياز تدخل في إطار الحرب ضمن ثقافة الصورة التي تجيدها الثقافة الأمريكية بقوة. الصورة تعطي الكثير من الرسائل الموجهة إلى الإيرانيين. أولها إلى الذين طوقوا السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء، وكتبوا على جدرانها «سليمان قائدي»، ثانيها إلى تاريخ الرجل نفسه ( قاسم سليماني ) الذي كان حريصا على أن تؤخذ له الصور على الجبهات والمناطق الساخنة بعد أن تهدأ، ويكون الخطر قد زال وهو محاط بأتباعه وأنصاره، وذلك في دلالة معبرة على أنه القائد الملهم والمنتصر والمتواضع أيضا الذي لا يهاب الخطر ولا الموت الذي تلوح به أمريكا منذ أن وضعته على قائمة المطلوبين إرهابيا عام 2007، ثالثها إلى النظام الإيراني المولع بتحويل رجالاته إلى رموز وأساطير مؤثرة استرجاعا للتقاليد الثقافية الإيرانية في إعطاء رموزه بعدا أسطوريا طاغيا كما هي صورة القائد الأسطوري الملهم رستم أو آرش الرامي في كتاب الملحمة الفارسية «شاهنامة» للشاعر أبو القاسم الفردوسي الذي دبج الكثير من القصص البطولية حولهما وتغنى الشعب بهما. فالثقافة الإيرانية عميقة في قدرتها على ممارسة الأسطرة في جميع مجالاتها الحياتية المختلفة سواء السياسية منها والاجتماعية والدينية أو الفكرية. وهذا ما حدث لقاسم سليماني الذي لم يتجاوز دوره نطاق تنفيذ سياسات الهيمنة الإقليمية بإنشاء الميلشيات الطائفية باعتباره قائد فيلق القدس ورأس حربتها.
صحيح أن دوره كان كبيرا على مستوى السياسة الخارجية في توطيد النفوذ ومد ميليشياته بالسلاح والمال في العراق ولبنان وسوريا واليمن. لكنه في الداخل الإيراني لم يكن يحتل الموقع الأهم رغم ما كان يدور في أروقة السلطة من أحاديث عن ترتيبات تجرى بينه وبين خامنئي في شأن خلافة هذا الأخير.
لذلك عندما تهاوت صورة سليماني الأسطورية بعد مقتله بالطريقة التي أرادتها أمريكا، سارع النظام الإيراني في ترميم الصورة بالطريقة التي تعيد فيها وهجها مرة أخرى. فالجنازة التي أعدت له والأعداد الضخمة التي ظهرت للتشييع، والتوجه الإعلامي في بث صوره في كل مكان وإظهار رسم خيالي له وهو يستقبل بعد مقتله استقبال الشهداء الأبطال، في دلالة على قوة المخيلة الإيرانية في أسطرة الأشياء كما قلنا سابقا.
عندما قتل الجيش الأمريكي في عهد أوباما بن لادن ورمى بجثته في البحر، حيث اكتفى العالم بهذه الرواية ولم تظهر صور استعراضية تبين تفاصيل الحادث أو الجثة، وعندما أقدم ترامب على تصفية البغدادي، ولم يتم استعراض بقايا جثته بعد الحادث كذلك.
هنا يردنا السؤال لماذا تم استعراض صور سليماني بطريقة هوليودية مباشرة بعد مقتله ؟
هل لأن الاثنين السابقين زال خطرهما ولم يصبحا يشكلان تهديدا في اللحظة التي تم تصفيتهما وعليه لم يكن توظيف مقتلهما يحقق فاعلية كبيرة كما هو مقتل سليماني. قد يكون ذلك سببا كافيا للقول: إن الصورة في الحرب الدائرة بين الطرفين ليس ضحيتها وهم كثر سوى الناس البسطاء والسذج والطائفيين الذين تحركهم عواطفهم ومشاعرهم تجاه ما يجرى فقط رغم ما يظنونه عكس ذلك.