د. عبدالرحمن الربيعة

المملكة العربية السعودية منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، تعيش كمجتمع واحد مترابط بكل أجزائه شمالها وجنوبها وشرقها وغربها ووسطها؛ وذلك ضمن أحكام ديننا الأسلامي الحنيف وفي ظل حكم رشيد مستقر يوفر الأمن والأمان والحياة الكريمة لكل مواطن (ذكرا أو أنثى)، وهذه الإيجابيات الطيبة في بلدنا العزيز تفقدها الكثير من الشعوب حول العالم؛ نتيجة لعدة أسباب منها السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية وغيرها من المشاكل المجتمعية التي كدرت حياة الشعوب.

إن هذه النعمة التي نتمتع بها في بلادنا تتطلب منا (مراعاة الوطن) الذي نعيش فيه من خلال العديد من أساليب تصرفاتنا ومنهجية حياتنا اليومية،، حيث ليس من المقبول أن يكون بيننا مواطنون يأخذون منهج الإرهاب لزعزعة الأمن، وليس من المقبول أن يكون بيننا من يختلس أموال الشعب، وليس من المقبول أن يكون بيننا من يأخذ الأراضي العامة لمصلحته الخاصة، وليس من المقبول أن يكون بيننا موظف لا يؤدي عمله بصدق وإخلاص، وليس مقبول أن يكون بيننا من تسيء وتضر تصرفاته الشخصية بالآخرين، كمن يخالف مروريا أو يرمي الأنقاض بالساحات أو يترك الأوساخ في الحدائق والشوارع، أو من يتلف الممتلكات العامه أيا كانت طبيعتها، وليس من المقبول أن يكون بيننا أمور كثيرة غير مقبولة عقلا ومنطقا في أي مجتمع متحضر... ولا شك أن كل هذه التصرفات غير الصحيحة سواء وظيفيا أو اجتماعيا أو شخصيا كلها تصب في عدم مراعاة الوطن العزيز.

ومن هذا المنطلق على كل فرد منا يا أبناء المملكة العربية السعودية مسؤولية «مراعاة الوطن» الذي نعيش فيه جميعا وهي الأرض التي سيتربى فيها أولادنا وأحفادنا مستقبلا، لذا علينا كأفراد الاهتمام بذلك وأن يكون كل شخص لديه الحرص والمسؤولية عن تطور وسلامة هذا الوطن الغالي، دون البحث عن أسباب أو أعذار تبرر تقصيرنا حيال بلادنا المباركة، سواء كانت هذه الأسباب عامة أو شخصية، وسواء كانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، لأن حمايتنا وتقديرنا لسلامة وتطوير دولتنا المباركة مقدمة على كافة العوائق، التي قد تحدث بمراحل معينة لحياة وتطور الشعوب والأوطان في أي جزء من العالم.... وإلى الأمام يا بلادي.