صفاء قره محمد - بيروت

من تسوية إلى أخرى، ومن تنازل إلى آخر، ومن فساد إلى فوضى، ومن سيطرة إلى حكم، هذا هو الواقع اللبناني الذي بات منطويا سياسيا وحكوميا تحت جناحي «حزب الله» والتيار «الوطني الحر» وبالتالي محور ما يسمى بالممانعة. وعزز «حزب الله» سيطرته بحكومة حسان دياب، مما سيكبد لبنان أثمانا غالية جدا، تضاف إلى الأثمان السابقة التي ورط فيها لبنان نتيجة أعماله الإرهابية.

ويؤكد الصحافي اللبناني والمعارض لـ«حزب الله» علي الأمين، في تصريح لـ«اليوم»، أنه «منذ التسوية الرئاسية وانتخاب ميشال عون توج «حزب الله» مساره في لبنان بالإمساك بزمام السلطة بالكامل أمنيا وعسكريا على الأرض ومن خلال السيطرة على السلطة التنفيذية، ولاحقا جاءت الانتخابات النيابية لتعزز أيضا سيطرته بشكل كامل على المعادلة السياسية ومعادلة السلطة، بعدما أعلن قاسم سليماني في حينه أن الأكثرية أصبحت بيد حزب الله».

ويوضح أن «الحزب كان في فترة سابقة يلبس قناعا يحاول من خلاله القول: إن الحكومات التي تشكلت بعد التسوية الرئاسية، حكومات وحدة وطنية، بيد أنه فعليا هو من كان يمتلك القرار فيهما»، ويضيف «إلا أن الجديد مع الرئيس حسان دياب هو نزع القناع الذي كان قائما في السابق، وأصبح حزب الله حاضرا بشكل واضح وعلني من خلال سيطرته الآن على كامل السلطة التنفيذية هو وحلفاؤه وأيضا تحكمه بالأكثرية في مجلس النواب إلى جانب موقع رئاسة الجمهورية التي نعلم جميعا العلاقة الوثيقة والمتطابقة مع حزب الله والتيار الوطني الحر».

المعارض لـ «حزب الله» علي الأمين


ويشدد الأمين على أن «لبنان تكبد منذ سنوات فاتورة باهظة الثمن؛ نتيجة لسيطرة حزب الله على لبنان، والآن تتضاعف الأثمان، لأن ما حصل هو نتيجة مسار، والأزمة التي يعيشها لبنان لم تكن مفاجئة بل هي نتيجة لمسار لم يولِ للمسألة الاقتصادية والمالية وإدارة الدولة أي اهتمام حتى وصلنا اليوم إلى ما نحن عليه من انهيار».

ويقول الأمين: «بات على حزب الله باعتباره المتصدي للمسؤولية اليوم أن يقدم إجابات للتحديات المطروحة والتي لم تعد تحديات أمنية أو عسكرية وتتم معالجتها بخطاب ناري، إنما هنالك أسئلة واقعية وموضوعية تتطلب إجابات علمية وواقعية تتصل بكيف يمكن أن نعالج الأزمة المالية والاقتصادية ومعضلة الفساد، كيف يمكن أن يعود لبنان إلى بناء علاقات وثيقة مع محيطه العربي والمجتمع الدولي، وكيف يكون الحل».

ويعتبر أن «هذا التحدي غير مسبوق بالنسبة لحزب الله ولذلك هو يعيش في حالة إرباك، وفي الوقت ذاته هو معني بأن يقدم إجابات أو يقول كلمة ما مفيدة في ظل هذه الأزمة القائمة، لهذا أنا أرجح أن الأزمة تسير نحو الأسوأ من دون أن يكون هنالك نافذة أمل بأن تكون هناك خطة ما أو رؤية ما يمكن أن تخرج بلبنان من المأزق الذي نعيشه أو نلجم الانهيار الواقع اليوم على المستوى الاقتصادي والمالي والسياسي».