ذكر شهاب الدين النويري في نهاية الأرب في فنون الأدب عن عمارة بن حمزة الذي كان من دهاة العرب ويوصف بأنه كان معتداً بنفسه جداً، أنه دخل على الخليفة العباسي المهدي، فلما استقر به الجلوس قام رجل كان المهدي قد أعدّه ليتهكم به، فقال: مظلوم يا أمير المؤمنين، قال: من ظلمك؟ قال: عُمارة غصبني ضيعتي، وذكر ضيعة من أحسن ضياع عُمارة وأكثرها خراجاً، فقال المهدي لعمارة: قم فاجلس مع خصمك، فقال: يا أمير المؤمنين ما هو لي بخصم، إن كانت الضيعة له، فلست أنازعه فيها، وإن كانت لي فقد وهبتها له، ولا أقوم من مجلس شرفني به أمير المؤمنين.
أتمنى أن يقرأ كل أب هذه القصة وأمثالها على أولاده، بل وتُعلق في كل بيت ليستفيد منها الإخوة الذين يفرقون شملهم ويدمرون مصدر قوتهم، الذي هو عائلتهم بسبب التنافس على ميراث مهما كان حجمه فهو لن يصل إلى حجم الأضرار التي تتسبب فيها الفرقة، والوقوف أمام المحاكم ليشمت من يستحق ومن لا يستحق، وقد كان يكفي عاقلهم أن يقول ما قال عُمارة: إن كان ما نتنازع من أجله لأخي فلست أنازعه فيه، وإن كان لي فقد وهبته له، ولا أخسر اسمي وأعق والدي وأدمر اسم عائلتي.
أيضاً نحتاجها في كل مؤسسة طرحاً وتدريباً وإرثنا الثقافي والحضاري، لو اعتمد عليه مدربونا ومستشارونا لم يحتاجوا إلى قصص بسيطة من بيئات غير بيئتنا لا تحظى بقيم مثل قيمنا، فالصراعات الوظيفية على صلاحيات محدودة أو مبالغ انتداب لا يمكن أن توازي السمعة السيئة التي تتسبب فيها مثل هذه الصراعات، ويوماً -وما أسرعه- سنتقاعد جميعاً ولن يبقى إلا ما تركناه من أثر.
نحتاج الرقي والسمو والتعالي على السفاسف في كل جانب من جوانب حياتنا، والمكسب في الأول والأخير لنا لا لغيرنا، إن لم يكن في العاجل ففي الآجل الذي هو أنفع وأبقى وأطول أثراً.
ذكر الأصمعي: كنت ماراً في بعض سكك البصرة، فإذا أنا بكنّاس، وهو يغني ويقول:
وأكرم نفسي إنني إن أهنتها ... وحقك لم تكرم على أحد بعدي
قالَ: قلت ويحك! عن أي شيء أكرمتها وهذه الجرة على عاتقك؟، قال: أكرمتها عن الوقوف على باب مثلك.
shlash2020@
أتمنى أن يقرأ كل أب هذه القصة وأمثالها على أولاده، بل وتُعلق في كل بيت ليستفيد منها الإخوة الذين يفرقون شملهم ويدمرون مصدر قوتهم، الذي هو عائلتهم بسبب التنافس على ميراث مهما كان حجمه فهو لن يصل إلى حجم الأضرار التي تتسبب فيها الفرقة، والوقوف أمام المحاكم ليشمت من يستحق ومن لا يستحق، وقد كان يكفي عاقلهم أن يقول ما قال عُمارة: إن كان ما نتنازع من أجله لأخي فلست أنازعه فيه، وإن كان لي فقد وهبته له، ولا أخسر اسمي وأعق والدي وأدمر اسم عائلتي.
أيضاً نحتاجها في كل مؤسسة طرحاً وتدريباً وإرثنا الثقافي والحضاري، لو اعتمد عليه مدربونا ومستشارونا لم يحتاجوا إلى قصص بسيطة من بيئات غير بيئتنا لا تحظى بقيم مثل قيمنا، فالصراعات الوظيفية على صلاحيات محدودة أو مبالغ انتداب لا يمكن أن توازي السمعة السيئة التي تتسبب فيها مثل هذه الصراعات، ويوماً -وما أسرعه- سنتقاعد جميعاً ولن يبقى إلا ما تركناه من أثر.
نحتاج الرقي والسمو والتعالي على السفاسف في كل جانب من جوانب حياتنا، والمكسب في الأول والأخير لنا لا لغيرنا، إن لم يكن في العاجل ففي الآجل الذي هو أنفع وأبقى وأطول أثراً.
ذكر الأصمعي: كنت ماراً في بعض سكك البصرة، فإذا أنا بكنّاس، وهو يغني ويقول:
وأكرم نفسي إنني إن أهنتها ... وحقك لم تكرم على أحد بعدي
قالَ: قلت ويحك! عن أي شيء أكرمتها وهذه الجرة على عاتقك؟، قال: أكرمتها عن الوقوف على باب مثلك.
shlash2020@