د. شلاش الضبعان

الإدارة تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة، فإذا غاب التخطيط فشل المدير، وإذا لم يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتنظم الأمور بدقة فشل المدير، وإذا غاب التوجيه المحفّز ضعفت الإدارة، وإذا اختلت الرقابة حصل التسيب وتعثرت المشاريع أو خرجت هزيلة، ولا شك أن لكل ذلك ضرره المتعدي الذي لا يقف بخلو كرسي المدير أو داخل أسوار المؤسسة بل يتعدى لخارجها.

عندما تنظر حولك تجد:

مشاريع متعثرة من سنوات!

مشاريع صرفت عليها الملايين تخرج بمستوى دون المأمول!

وعلى مستوى الطرق تحويلة تتبعها تحويلة، وما أن تغيب تحويلة حتى تظهر أختها!

من الذي استلم المشروع الهزيل؟ ومن الذي وقع على تمامه؟

في أغلب الأحيان: ابحث خلف كل مشروع فاشل عن مراقب ضعيف الرقابة.

لقد عرف عالم الإدارة هنري فايول الرقابة بأنها: التأكد من إتمام كل شيء حسب الخطة المرسومة والتعليمات الصادرة والمبادئ القائمة، وبيّن المختصون أن عملية الرقابة ليست في مرحلة التقييم فقط، بل تمر بمراحل تبدأ بوضع معايير للأداء (زمنية وجودة وكمية وتكلفة)، ومن ثمّ مراقبة وقياس الأداء الفعلي، وتأتي بعدها مرحلة مقارنة الأداء الفعلي بالمعايير، ثم يتم تقييم الانحراف واتخاذ الإجراء التصحيحي المناسب، فإن كان الانحراف يتجاوز الحد المسموح به يتم اتخاذ إجراء تصحيحي، وإن كان ضمن الحد المسموح به تستمر الرقابة.

فهل هذا هو ما يحدث عندنا؟!

نحتاج إلى تدريب على الرقابة، وجهاز رقابي يقف بنفسه على المشاريع ويستطيع التقييم وفق المعايير الدقيقة التي تم وضعها لا بالحدس والبديهة أو بما يسمعه من المقاول ومن في حكمه.

لقد أثار موضوع الرقابة ما نقلته صحيفتنا اليوم من توجيه أميرنا صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية في لقائه بمحافظ القطيف المكلف الأستاذ فلاح الخالدي حول «..أهمية العمل التكاملي مع مختلف الجهات الحكومية والأهلية، وتفعيل دور اللجان المختلفة المنضوية تحت المحافظات، والوقوف الميداني والمتابعة المستمرة للمشروعات التنموية المقررة في المحافظة...»

الوقوف الميداني والمتابعة المستمرة لثروتنا نتمنى أن نراها من كل مدير إدارة ومحافظ، من أجلنا وأجلهم.

@shlash2020