أمام تلك البحيرة الجميلة كان هناك كوخ صغير تسكنه عائلة مكونة من أُم وأب وأربعة أطفال. كانت البحيرة الصغيرة مكاناً فسيحاً يلعب فيه الأطفال، ولكن في كل مرة تضطر الأُم المُرهقة إلى غسل ثيابهم وتنظيف أجسادهم بعد اللعب، ولكي ترتاح من هذا العناء قررت أن تختلق لهم قصة ذلك الوحش الذي شاهدته ليلاً في البحيرة يأكل الأطفال. كان الغرض من خلق القصة هو منع الأطفال من اللعب في البحيرة بأسلوب الترهيب العاطفي لتشتري راحتها. وبما أنهم أطفال من عائلة صغيرة يرأسها الوالدان، فلابد لهم من تصديق قصة الأُم وعدم البحث أو النقاش في تفاصيلها بشكل منطقي. فأسلوب الأُم كان ترهيباً لعاطفة أبنائها، ومن الطبيعي أن تستحوذ العاطفة على عقولهم لتعطلها بشكل أو بآخر، فأخذوا يتوهمون الأصوات ليلاً ويتخيلون ظلال الأشجار حول البحيرة وكأنها تفاصيل ذلك الوحش.
مع الأيام ارتاحت الأُم من عناء التنظيف وتفرغت لأعمال المنزل الأساسية، وفِي نفس الوقت لم تفطن الأُم لمدى تأثير قصتها الخرافية على عقول أطفالها. فازداد وهم الأطفال واتسع خيالهم حتى أصبحوا يتداولون الخرافات مع أقرانهم الصغار في القرية المجاورة.
وبما أن البيئة بسيطة والأحاديث العابرة سريعة الانتشار مضت الأيام والسنون الطوال ولا يزال وهم وحش البحيرة يعيش في ذاكرة الأطفال فيتوارثونه وكأنه حقيقة. كَبُر الأطفال وبسبب بساطة المحيط وأدواته العلمية والمعرفية لم يتجرأ أحد على استكشاف حقيقة ذلك الوحش. هُجرت البحيرة الجميلة وأصبحت مع مرور الوقت بقعة يشار لها بالبنان عند حدوث أي مصيبة فأتلفت خيراتها ومُحيَ جمالها.
ما يستفاد من هذه القصة، أن الأُم استغلت قداسة توجيهاتها لأبنائها بطريقة ترهيبية عن طريق العاطفة دون قصد منها. وذلك لمصلحتها في تقليص الواجبات المنزلية، ولمصلحة أطفالها أيضاً. ولكن رؤيتها في معالجة مشكلة اللعب في البحيرة كانت قاصرة. فهي بجهل منها قد جعلت أطفالها يعيشون وهم وحش البحيرة حتى أصبح جزءا من حكاياتهم. ومع مرور السنين لم يستمتع الأبناء بتلك البحيرة وخيراتها.
العبرة هي في أهمية كيف ومتى وأين يُخاطب المنطق، فالأم تستطيع وبكل سهولة أن تخاطب الأطفال بطريقة منطقية تربوية لتساعدهم على جدولة اللعب في البحيرة وكيفية مساعدة والدتهم في التنظيف. فمخاطبة المنطق ستجعل العقل يستخدم وظائفه التي رزقه الله تعالى بها، فالتفكر والتدبر والتأمل والتبصر تساعد على الإنتاج والإبداع. لذلك، علينا أن نستخدم العقل في التأثير لأن وظائفه كفيلة بأن تنتج حلولاً وابتكارات تساعدنا على التطور وتهيئة المحيط ليتكيف الإنسان فيه ويعبد الله حق عبادته بالعقل ووظائفه.
@FofKEDL
مع الأيام ارتاحت الأُم من عناء التنظيف وتفرغت لأعمال المنزل الأساسية، وفِي نفس الوقت لم تفطن الأُم لمدى تأثير قصتها الخرافية على عقول أطفالها. فازداد وهم الأطفال واتسع خيالهم حتى أصبحوا يتداولون الخرافات مع أقرانهم الصغار في القرية المجاورة.
وبما أن البيئة بسيطة والأحاديث العابرة سريعة الانتشار مضت الأيام والسنون الطوال ولا يزال وهم وحش البحيرة يعيش في ذاكرة الأطفال فيتوارثونه وكأنه حقيقة. كَبُر الأطفال وبسبب بساطة المحيط وأدواته العلمية والمعرفية لم يتجرأ أحد على استكشاف حقيقة ذلك الوحش. هُجرت البحيرة الجميلة وأصبحت مع مرور الوقت بقعة يشار لها بالبنان عند حدوث أي مصيبة فأتلفت خيراتها ومُحيَ جمالها.
ما يستفاد من هذه القصة، أن الأُم استغلت قداسة توجيهاتها لأبنائها بطريقة ترهيبية عن طريق العاطفة دون قصد منها. وذلك لمصلحتها في تقليص الواجبات المنزلية، ولمصلحة أطفالها أيضاً. ولكن رؤيتها في معالجة مشكلة اللعب في البحيرة كانت قاصرة. فهي بجهل منها قد جعلت أطفالها يعيشون وهم وحش البحيرة حتى أصبح جزءا من حكاياتهم. ومع مرور السنين لم يستمتع الأبناء بتلك البحيرة وخيراتها.
العبرة هي في أهمية كيف ومتى وأين يُخاطب المنطق، فالأم تستطيع وبكل سهولة أن تخاطب الأطفال بطريقة منطقية تربوية لتساعدهم على جدولة اللعب في البحيرة وكيفية مساعدة والدتهم في التنظيف. فمخاطبة المنطق ستجعل العقل يستخدم وظائفه التي رزقه الله تعالى بها، فالتفكر والتدبر والتأمل والتبصر تساعد على الإنتاج والإبداع. لذلك، علينا أن نستخدم العقل في التأثير لأن وظائفه كفيلة بأن تنتج حلولاً وابتكارات تساعدنا على التطور وتهيئة المحيط ليتكيف الإنسان فيه ويعبد الله حق عبادته بالعقل ووظائفه.
@FofKEDL