كثيرا ما يحدث أن نقابل شخصا ونشعر للوهلة الأولى أنه ضالتنا وحب حياتنا. وكثيرا ما نتساءل عن ماهية تلك المشاعر وهل هذا ما يسمى بالحب؟ وما هو الحب؟ وهل هنالك حقا ما يسمى بالحب من النظرة الأولى؟
الحب من أول نظرة أو لقاء ما هو إلا إعجاب واستحسان مرتبط بأفكار إيجابية عن شريك الحياة تكونت من تجارب حياتية وتأملات وتراكمت منذ أول أيام حياتنا وتحولت لرغبة في إيجاد ذلك الشريك المثالي الذي يطابق تلك الأفكار وذلك الخيال الذي كونه عقلنا عن ذلك الشريك.
وكثيرا ما يرافق ذلك اللقاء أو اللقاءات الأولى في أي علاقة وهج خادع هو وهج البدايات. والوهج هو ذلك الضوء الساطع الذي يعمي أبصارنا ويجعلنا لا نرى جيدا ثم لا يلبث حتى يتلاشى بالتدريج كضوء السيارة العالي ليلا عندما يقع على العين ويصيبها بالإبهار فيصعب على العين الرؤية بوضوح لفترة من الزمن حتى يزول ذلك الإبهار.
بالرغم من أهمية الانطباع الأول في أي علاقة إلا أن بإمكانه أيضا تضليلنا وغوايتنا. فالبدايات دائما ما تكون جميلة لكن غالبا غير حقيقية وفيها الكثير من التصنع بغية نيل إعجاب الطرف الآخر، كما أنها لا تدوم طويلا أيضا، فسرعان ما يمل الاثنان من التمثيل وتبدأ الأقنعة بالسقوط وتتزايد مواقف الخذلان فتحيل تلك البداية المتوهجة المشتعلة إلى نهاية من الرماد.
من الأسباب التي تؤدي للانجذاب السريع الزائف بين الجنسين هو فصل الجنسين عن بعضهما البعض منذ الطفولة؛ خوفا من تبعات الاختلاط مما تسبب في جهل كل جنس لكيفية التعامل مع الآخر وضبابية في فهم المشاعر الذاتية والتوهم السريع بحب النظرة الأولى. تربية الأولاد تربية سليمة وإعطاؤهم مساحة من الحرية كافية ومدروسة للتعرف على الجنس الآخر كفيلة بخلق مشاعر متزنة لدى أجيالنا القادمة. الاهتمام بالماديات والمظهر دون الجوهر أيضا له دور كبير كالاهتمام بالنظرة الشرعية وتجاهل الشخصية.
ولو أن الاهتمام بالمظهر والمادة مهم لكن التعرف على الجوهر أهم. فكم من شاب وظف جميع أفراد عائلته فقط للبحث عن زوجة بمواصفات معينة وعندما وجدها وتزوجها عاش معها في جحيم، وكم من فتاة اشترطت الغالي والنفيس دون الاهتمام بمعرفة شريك حياتها حتى إذا تزوجته كرهت خصاله جملة وتفصيلا.
وعلى عكس التصنع، التصرف بلا مبالاة، فبالرغم من أهمية أن يتصرف الإنسان على طبيعته من الواجب أيضا إعطاء بعض الاهتمام لهذه العلاقة المقدسة الجديدة، فقد أخبرني أحدهم يوما عن أول لقاء له مع خطيبته وكيف أنه كان حريصا أن تراه على حقيقته وكان من عادته أن لا يملأ السيارة بالوقود حتى تفرغ تماما وذلك ما حدث معه في أول مشوار عسل للخطيبين، حيث فرغ الوقود وتوقفت السيارة وأصبح في موقف محرج جدا في أول لقاء مع من ستشاركه حياته.
قلة هم من استطاعوا أن يحافظوا على ذلك الوهج أو قليل منه وليست كل النهايات السعيدة وليدة بدايات براقة بل كثير منها يكون وليد بداية فاترة لكن متزنة. رحلة الشريكين هي رحلة عمر يجب أن تبنى على قاعدة من التفهم والتعقل وإشباع للاحتياجات حقيقية وهي الرغبة في تكوين أسرة والعيش عمرا مديدا بمودة ورحمة وحب لا تهدأ أشواقه وتكون نظرته الأولى كالأخيرة.
WaseemaAlObaidi@Gmail.com
الحب من أول نظرة أو لقاء ما هو إلا إعجاب واستحسان مرتبط بأفكار إيجابية عن شريك الحياة تكونت من تجارب حياتية وتأملات وتراكمت منذ أول أيام حياتنا وتحولت لرغبة في إيجاد ذلك الشريك المثالي الذي يطابق تلك الأفكار وذلك الخيال الذي كونه عقلنا عن ذلك الشريك.
وكثيرا ما يرافق ذلك اللقاء أو اللقاءات الأولى في أي علاقة وهج خادع هو وهج البدايات. والوهج هو ذلك الضوء الساطع الذي يعمي أبصارنا ويجعلنا لا نرى جيدا ثم لا يلبث حتى يتلاشى بالتدريج كضوء السيارة العالي ليلا عندما يقع على العين ويصيبها بالإبهار فيصعب على العين الرؤية بوضوح لفترة من الزمن حتى يزول ذلك الإبهار.
بالرغم من أهمية الانطباع الأول في أي علاقة إلا أن بإمكانه أيضا تضليلنا وغوايتنا. فالبدايات دائما ما تكون جميلة لكن غالبا غير حقيقية وفيها الكثير من التصنع بغية نيل إعجاب الطرف الآخر، كما أنها لا تدوم طويلا أيضا، فسرعان ما يمل الاثنان من التمثيل وتبدأ الأقنعة بالسقوط وتتزايد مواقف الخذلان فتحيل تلك البداية المتوهجة المشتعلة إلى نهاية من الرماد.
من الأسباب التي تؤدي للانجذاب السريع الزائف بين الجنسين هو فصل الجنسين عن بعضهما البعض منذ الطفولة؛ خوفا من تبعات الاختلاط مما تسبب في جهل كل جنس لكيفية التعامل مع الآخر وضبابية في فهم المشاعر الذاتية والتوهم السريع بحب النظرة الأولى. تربية الأولاد تربية سليمة وإعطاؤهم مساحة من الحرية كافية ومدروسة للتعرف على الجنس الآخر كفيلة بخلق مشاعر متزنة لدى أجيالنا القادمة. الاهتمام بالماديات والمظهر دون الجوهر أيضا له دور كبير كالاهتمام بالنظرة الشرعية وتجاهل الشخصية.
ولو أن الاهتمام بالمظهر والمادة مهم لكن التعرف على الجوهر أهم. فكم من شاب وظف جميع أفراد عائلته فقط للبحث عن زوجة بمواصفات معينة وعندما وجدها وتزوجها عاش معها في جحيم، وكم من فتاة اشترطت الغالي والنفيس دون الاهتمام بمعرفة شريك حياتها حتى إذا تزوجته كرهت خصاله جملة وتفصيلا.
وعلى عكس التصنع، التصرف بلا مبالاة، فبالرغم من أهمية أن يتصرف الإنسان على طبيعته من الواجب أيضا إعطاء بعض الاهتمام لهذه العلاقة المقدسة الجديدة، فقد أخبرني أحدهم يوما عن أول لقاء له مع خطيبته وكيف أنه كان حريصا أن تراه على حقيقته وكان من عادته أن لا يملأ السيارة بالوقود حتى تفرغ تماما وذلك ما حدث معه في أول مشوار عسل للخطيبين، حيث فرغ الوقود وتوقفت السيارة وأصبح في موقف محرج جدا في أول لقاء مع من ستشاركه حياته.
قلة هم من استطاعوا أن يحافظوا على ذلك الوهج أو قليل منه وليست كل النهايات السعيدة وليدة بدايات براقة بل كثير منها يكون وليد بداية فاترة لكن متزنة. رحلة الشريكين هي رحلة عمر يجب أن تبنى على قاعدة من التفهم والتعقل وإشباع للاحتياجات حقيقية وهي الرغبة في تكوين أسرة والعيش عمرا مديدا بمودة ورحمة وحب لا تهدأ أشواقه وتكون نظرته الأولى كالأخيرة.
WaseemaAlObaidi@Gmail.com