د. عبدالرحمن الربيعة

الله سبحانه وتعالى تفضل علينا في المملكة بأن جعل بلادنا مستقرة سياسيا وتنعم بالأمن والأمان الذي يسود جميع المناطق، بالإضافة إلى وجود الخيرات الكثيرة التي نجدها في حياتنا اليومية مثل ما يشاهد في الأسواق من مواد غذائية متنوعة وفي المجمعات التجارية من مختلف الملابس والمنتجات وما يلاحظ في المدن من وجود الخدمات التعليمية والمستشفيات وغيرها من الأمور التي لا تخفى عن أي مواطن... لذلك الواجب علينا أن نشكر الله عز وجل على فضله ونسأل الباري سبحانه بزيادة الخير والطمأنينة للوطن وأبنائه الكرام.

إن العديد من الأشخاص وأنا منهم يتساءل لماذا بعض المواطنين «يتحامل على وطنهم» بنقل ونشر كل الأخبار السيئة التي قد تحدث في أي مجتمع أو يقوم بتعميم تصرفات فردية خاطئة على أنها صفة للمجتمع السعودي أو تجده شديد النقد في كافة الأمور ولو كانت صغيرة... والأدهى من ذلك دائما تجد هؤلاء المتحاملين على وطنهم يمدحون وينشرون بعض الأحداث الجيدة في بلاد أخرى وفي نفس الوقت يتغافلون تماما عن أضعاف مثل هذه الأحداث الجيدة في بلادهم المباركة وهم يعرفون تماما بوجود عشرات المشاكل والسلبيات في البلدان الأخرى التي يمدحونها، لذا يتساءل أبناء الوطن المحبون لبلادهم وقيادتهم... لماذا هذا الخلل في ميزان القياس ولماذا هذا الكره للوطن من هؤلاء «المتحاملين» الذين يعيشون وينعمون ويتمتعون بجميع خيرات وإيجابيات المملكة العربية السعودية، ولكن لا تسمع منهم حمدا ولا شكورا لله عز وجل على النعمة التي هم فيها.

إن الأغلبية الكبيرة من الشعب السعودي الكريم (ذكورا وإناثا) هم محبون لبلادهم ومخلصون لقيادتهم ويسعون جاهدين كلا حسب قدرته وإمكانياته إلى تطوير ونهضة الوطن، مع تفهمهم للقصور أو الخطأ الذي قد يحدث خلال عجلة التنمية (حيث لا يوجد عمل إنساني بدون هفوات) لكن المهم أن التعديل والتصحيح مستمر دون توقف وأن علامات التحسن والتطور واضحة لمن يريد أن يقدر ويشكر... أما هؤلاء المتحاملون على الوطن بإذن الله لن يعيقوا مسيرة التنمية ولن يؤثروا على النهضة الشاملة لبلاد الحرمين.... وإلى الأمام يا بلادي.

are@alrabiah.com.sa