محمد العصيمي

يبدو أن سنة ٢٠٢٠ ستكون أنظف سنة في تاريخ البشرية بعد أن زاد الناس من وتيرة نظافتهم بسبب وباء كورونا المستجد. لم يحدث، في حدود علمي، أن اهتم الناس بنظافتهم، ونظافة كل شيء حولهم، مثلما يحدث الآن. بل إن دولا ومدنا ومجتمعات صغيرة اعتبرت (كورونا) فرصة للتعقيم الشامل، الذي لا يمكن أن يحدث، فيما سبق، نظرا لاكتظاظ الأماكن المستمر بالناس.

على المستوى الفردي رأيت من يمسح عربة التسوق في السوبرماركت بمنديل معقم من رأسها إلى أخمص قدميها. ورأيت من باتوا يمسكون مقابض الأبواب بالمناديل أو يستعملون أكواعهم التي تغطيها الملابس لفتحها. أكثر من ذلك وأهم أنك الآن لا تكاد تمر بإزاء إنسان إلا وتراه يفرك يديه بالمطهر ويطبق تعليمات الأطباء في طريقة استعماله بحذافيرها.

وهذا عدا السلام والمصافحة التي تبارى الناس في أنحاء العالم في ابتكار بدائلها، من لبنان حيث ابتكر راغب علامة (المقادمة)، أي المصافحة بالأقدام إلى (المكاوعة) أو السلام بالكوع كما فعل نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، مع مستقبليه أثناء جولة له لتعقب انتشار كورونا المستجد في بلاده.

الشعارات والهاشتاقات والأغاني تساهم أيضا في النظافة غير المسبوقة في التاريخ للعام ٢٠٢٠. ولا يخلو بعضها من الظرافة مثل شعار: «مش حنسلم مش حنبوس مش حننقل الفيروس». وعلى طريقتهم وخفة دمهم استلهم المصريون، كما نقلت صحيفة «اليوم السابع»، كلمات خاصة عن الفيروس من ألحان أغان شهيرة مثل «عطسة غريبة» على لحن أغنية «حاجة غريبة»، و«فيرس ١» على لحن أغنية «نمبر وان» لمحمد رمضان... وما إلى ذلك.

هذا يعني، في نهاية المطاف، أن النظافة التي نتجت عن رعب الإصابة بوباء كورونا عمت وستعم كل الطبقات والمستويات الاجتماعية، حيث لا فرق في هذا الرعب بين فقير وغني ومتعلم وجاهل ومتعال ومتواضع. الكل سواء في سنة كورونا المستجد أو سنة النظافة الفائقة.

ma_alosaimi@