شددت ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة، سونا صمصامي، على ضرورة تشكيل جبهة عربية إسلامية موحدة ضد تدخلات نظام الملالي، كما نادت رئيس الجمهورية الإيرانية المنتخبة السيدة مريم رجوي. مبدية أسفها في حوارها مع «اليوم» من السياسة الغربية التي تتجاهل جرائم النظام وتغض الطرف عن تصديرها الإرهاب في المنطقة والعالم، وثمنت قرار فرقة العمل المالية FATF بإعادة إدراج الملالي في القائمة السوداء، ووصفتها بالمعركة الدولية الضرورية لمكافحة الإرهاب وغسيل الأموال، وقالت: كان ينبغي أن تتم قبل ذلك بكثير.
وأشارت إلى أن مقتل قاسم سليماني أضعف النفوذ الإيراني في العراق، وقالت: إن مقتله ترك فراغا أمنيا؛ لأنه كان يملك سيطرة كاملة على الميليشيات العراقية.. فإلى متن الحوار..
نظام الملالي أوصل البلد إلى حافة الهاوية، والمواطن بات يئن من الفقر وتراجعت وتيرة الاحتجاجات والتظاهرات ما هي خططكم الآن؟
- أثبتت انتفاضة نوفمبر 2019 والمظاهرات الضخمة اللاحقة التي قام بها الطلاب لفضح دور نظام ولاية الفقيه في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية، الدور الحاسم لـ«معاقل الانتفاضة» التابعة لمنظمة مجاهدي خلق أمام أعين جميع طبقات الشعب الإيراني، وتم تنظيم شبكات منظمة مجاهدي خلق داخل إيران في جميع أنحاء إيران قبل انتفاضة ديسمبر، مع شعار «ألف أشرف - ألف معقل للانتفاضة»، إن معاقل الانتفاضة هذه هي التي نظمت ووجهت المظاهرات الجماهيرية سياسيا، وتولت الشعارات الأساسية للمظاهرات الشعبية، وبفضل نشاطها المنظم، اندلعت الانتفاضات الشعبية بسرعة في أكثر من 190 مدينة.
وبشعار الموت لخامنئي، استهدفت مراكز القمع والنهب ومكاتب قوات الحرس، فضلا عن مكاتب ممثلي الولي الفقيه، وشاهدنا الاحتجاج الأكثر انتشارا ضد النظام خلال الانتخابات. بحسب تقاريرنا فإن أكثر من 90 % من الناخبين قاطعوا الانتخابات، وأظهرت الصور استعداد المجتمع الإيراني لموجات جديدة ومعاقل الانتفاضة تتوسع على طريق تشكيل جيش الحرية للإطاحة بنظام ولاية الفقيه.
أعلنت «المقاومة الإيرانية» و«منظمة مجاهدي خلق» أن معاقل الانتفاضة تتوسع على درب تشكيل جيش الحرية للإطاحة بنظام ولاية الفقيه، وفي 26 فبراير، أعلنت المقاومة أسماء 755 من أصل أكثر من 1500 شهيد في انتفاضة نوفمبر، مما يدل على قوة شبكات منظمة مجاهدي خلق في ظل وجود مناخ الديكتاتورية الشمولية.
برأيك رغم كل ما يرتكبه نظام الملالي من جرائم لماذا الأوروبيون متمسكون بالعلاقة معه؟
- للأسف، هذه سياسة الاسترضاء الغربية المدمرة التي بنيت على رهان ما يسمى بحركة إصلاحية معتدلة من داخل نظام ولاية الفقيه، لأكثر من ثلاثة عقود، كانت السياسة الغربية تعتمد بشكل منهجي على تجاهل جرائم النظام وغض الطرف عن سياسة تصدير الإرهاب وشن الحرب، وحتى بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، اعتقدت الحكومات الأوروبية، بتشجيع من نظام الملالي طبعا، أنه حان الوقت لتطبيق مصطلح «امتصاص» النظام، غير مدركين أنه إذا كان للنظام القدرة على إجراء مثل هذا التغيير داخل نفسه، لكان قد تماشى مع أمريكا نفسها!.
وبطبيعة الحال، فإن قرار فرقة العمل المالية FATF بإعادة إدراج الديكتاتورية الحاكمة في القائمة السوداء هو معركة دولية ضرورية لمكافحة الإرهاب وغسيل الأموال، وكان ينبغي أن يطبق قبل ذلك بكثير.
ومنذ أن خرج النظام من القائمة السوداء لفريق العمل المالي (FATF) في 2016، توسعت تدخلات النظام الإرهابية والعدائية في المنطقة بشكل عشوائي، ومرة أخرى، أظهرت أن إعطاء هذا النظام امتيازات أكبر لن يجعله أكثر جدية ويدفعه لتغيير سلوكه أبدا، فكثير من الشخصيات السياسية والبرلمايين والمفكرين في الدول الأوروبية توصلوا إلى استنتاج أن سياسات المهادنة والمسايرة أو المفاوضة مع النظام، لا تؤدي إلى تغيير سلوكه فحسب، بل تساهم في شرعنة النظام وإطالة عمره. إن يقظة هذه المجموعة الواسعة من الأوروبيين ينبغي أن تتحول إلى سياسة تنتهجها الدول الأوروبية، عندها ستحصل أوروبا على حصانة من تهديدات الملالي.
الجاليات الإيرانية في أمريكا تتظاهر ضد جرائم الملالي (المقاومة)
فاز مرشحون مرتبطون بالحرس الثوري بأغلبية برلمانية ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
- فيما رفض خامنئي وصف الانتخابات بأنها «ملحمة» وتجنب استخدام بقية الأوصاف التقليدية للنظام، اعترف ضمنيا بالهزيمة بالقول إن العدو اتخذ إجراء ضد الانتخابات، والنقطة المحورية في اعتراف خامنئي، هي إشارة ضمنية إلى أنشطة منظمة مجاهدي خلق الواسعة، وقال: جهزوا الآلاف لمتابعة القضايا والمسائل الإيرانية المختلفة، ويجب علينا تجهيز ملايين الأشخاص للدفاع وتوجيه الضربات أيضا، ويجب في المقابل الهجوم عليهم، سواء إعلاميا أو بمختلف أشكال الأعمال التي تقوم بها أي أمة ثورية.
صحيح أن خامنئي كان قادرا على إنشاء ما يسمى بالبرلمان الموحد، لكن سياسة الانكماش هذه التي وضعها تجعل يده مقيدة أكثر فأكثر لحل مشكلات النظام الأساسية.
وخطوة خامنئي هي مجرد إجراء دفاعي؛ للحفاظ على بقية نظامه حتى لا يتعرض ما تبقى منه للانهيار.
وكما قالت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية: صوت أكثر من 90 % من الشعب للإطاحة بالفاشية الدينية الحاكمة في إيران، من خلال مقاطعتهم المسرحية الانتخابية، ورحبوا بشعار معاقل الانتفاضة «صوتي إسقاط النظام».
هذه الهزيمة الكبيرة تؤدي إلى تفاقم الصراع الداخلي والمأزق المميت للنظام وتسريع إطاحته من قبل الشعب والمقاومة.
عقوبات واشنطن تنهك النظام والشعب الإيراني، هل تعتقدون أنه سيكون لها تأثير يسقط النظام أم أن تأثيرها يدفع ثمنه الشعب الإيراني؟
- ما يضني الشعب الإيراني ويجعله يعاني في كل لحظة هو فقط نظام ولاية الفقيه، وليست العقوبات الأمريكية، لا الزلازل والفيضانات وفيروس كورونا، إن العقوبات التي فرضتها واشنطن على نظام الملالي ومرشده خامنئي وقوات حرسه المجرمة خانقة.
وأذكر منذ يوليو 2015، عندما وقع الاتفاق النووي، تم رفع جميع العقوبات ووصلت مبيعات النفط إلى 2.5 مليون برميل يوميا، وأفرج عن 150 مليار دولار من الأموال المجمدة، ماذا كانت النتيجة على الشعب الإيراني؟
النظام أنفق كل شيء على برامجه ومشاريعه الإرهابية ونشر التطرف في سوريا والعراق ولبنان واليمن إضافة إلى مشاريعه الصاروخية.
يدفع الشعب الإيراني ثمن الحكم الدموي والإجرامي للملالي بشكل يومي بدماء أفضل أبنائه، وليس لدى الشعب أعداء سوى النظام وأذياله.
محتج عراقي ضد نفوذ طهران والهالك سليماني في بلاده (متداول)
برأيك إلى أي مدى أثر مقتل قاسم سليماني على الدور الإيراني في مناطق النفوذ وخاصة في العراق؟
واجه نظام ولاية الفقيه المأزق العراقي المحفوف بالمخاطر بعد مقتل الجلاد سليماني تعرض ميليشيات العراق للانهيار بشكل متزايد، من خلال الحركة الاحتجاجية ضد حكم بغداد والنظام الإيراني.
وهذا يفرض وضعا صعبا على قادة العراق، الذين انقسموا بين خيار البقاء تحت هيمنة إيران أو الاستجابة لمطالب الجيل الجديد الذي يسعى إلى إنهاء نفوذ الملالي.
ومقتل سليماني أضعف النفوذ الإيراني في العراق تاركا فراغا أمنيا؛ لأنه كان يملك سيطرة كاملة على الميليشيات العراقية.
كيف تنظرين إلى رد الملالي على مقتل سيلماني باستهداف قواعد أمريكية في العراق؟
- الفضيحة التي جلبها النظام لنفسه بما يسمى بـ«الانتقام الصعب» ردا على مقتل قاسم سليماني، أظهرت أولا مدى الصورة الجوفاء والفارغة لسلطة وقوة النظام، خاصة على مستوى شعوب ودول المنطقة.
وأثبتت مرة أخرى أن نظام ولاية الفقيه القاتل يمكنه فقط الانتقام من الشعب الأعزل وتنفيذ الجرائم دون خوف من العقاب والعدالة.
ما الخطوات التي يمكن اتخاذها من أجل تحرير السجناء والمعتقلين بسجون النظام؟
- دعت السيدة مريم رجوي، منذ انتفاضة نوفمبر 2019، المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة، إلى إرسال بعثة لتقصي الحقائق لإيران لتفقد أوضاع أكثر من 12 معتقلا بأسرع وقت ممكن، وخلال الأشهر الأربعة الماضية، كانت هناك مظاهرات يومية ومستمرة من قبل الجاليات الإيرانية ومؤيدي المقاومة في جميع العواصم والمدن الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة وكندا؛ لإدانة المذبحة والتأكيد على ضرورة تقديم مرتكبيها ومنفذيها إلى العدالة.
وفي العديد من اجتماعات البرلمان الأوروبي والكونغرس الأمريكي، تم رفع هذا الطلب عن طريق المقاومة الإيرانية، ولذلك كان نظام الملالي يتعرض للضغط في جميع علاقاته وروابطه الدولية، كما أصدرت منظمة العفو الدولية دعوات عديدة للإفراج عن المعتقلين الذين يتعرضون لأشد أشكال التعذيب.
إيران لا تزال تضخ الأموال والسلاح لدعم ميليشياتها في العراق ولبنان وسوريا واليمن، كيف تنظرون إلى هذا الموقف الدولي الصامت؟
- المقاومة الإيرانية، خاصة الرئيسة مريم رجوي، دعت دائما الدول الشقيقة والصديقة في المنطقة إلى طرد نظام الملالي، وجميع عناصر قوة القدس الإرهابية وحل ميليشياتهم المرتزقة وإنهاء تدخل هذا النظام في بلادهم.
وأكدت السيدة رجوي أننا بحاجة إلى تشكيل جبهة عربية إسلامية موحدة ضد تدخلات نظام الملالي، وأن المقاومة الإيرانية تمثل الجانب الإيراني من هذه الجبهة؛ لوقف التدخلات الواسعة والسافرة لنظام الملالي وتمويل وتسليح الميليشيات التابعة له، التي تشكل السبب الرئيسي لعدم الاستقرار وانعدام الأمن وانتشار الإرهاب في المنطقة، يجب علينا نحن شعوب وبلدان المنطقة أن نتحرك من تلقاء أنفسنا، إذا وقفنا متحدين ضد نظام الملالي، فإن العالم سوف يقف إلى جانبنا.
فالحاجة إلى تشكيل مثل هذه الجبهة هي أن جميع إخواننا في الدول العربية والإسلامية يقفون مع الشعب الإيراني وإصرارهم في نضالهم للإطاحة بنظام الملالي، واختيار مستقبل علاقات شعبهم وبلدانهم مع الشعب الإيراني وإيران الحرة والديمقراطية في مواجهة نظام ولاية الفقيه، إنه خيار قویم ومفضل أولا، ثم ناجح ومنصور ثانيا.
صمصامي تعرض حقائق عن انتهاكات الملالي في نادي الصحافة الأمريكي (المقاومة)
ألا ترين أنه بات ضروريا إيجاد جبهة سياسية موحدة تجمع جميع مكونات المعارضة الإيرانية لإسقاط النظام؟
- نعم بالتحديد، لقد كانت مثل هذه الجبهة السياسية الموحدة ضرورية ليس الآن بل منذ أربعين عاما، على عكس سوريا أو العراق، تتمتع حركة المقاومة الشعبية في إيران بتيار قيادي رائد.
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي تشكل من العديد من المنظمات والجماعات السياسية في 1981، هو تحالف يعمل بمثابة مظلة واسعة النطاق لجميع القوى التي تطالب بالإطاحة بنظام ولاية الفقيه بكافة فصائله الداخلية، وتطالب بجمهورية تعددية تقوم على المساواة بين الرجل والمرأة، والاعتراف بحقوق القوميات والأقليات المضطهدة في إطار إيران الموحدة على أساس انتخابات حرة خاضعة للإشراف الدولي، مع خطة محددة وخريطة طريق للانتقال.
ولأكثر من ثلاثة عقود، أثبتت مكانتها المحلية والدولية وشكلت التجمعات الأكثر انتشارا للإيرانيين (أكثر من مئات الآلاف).
وإلى جانب تقديمه «جبهة التضامن الوطني»، كان المجلس الوطني للمقاومة هو البادئ بإطار عام لأوسع وحدة للعمل السياسي والنضالي للقوات التقدمية المطالبة بإسقاط نظام ولاية الفقيه.
برأيكم لماذا لا يقدم لكم الدعم الدولي من أوروبا وأمريكا وغيرهم لإسقاط النظام، خاصة أن هناك اعتقادا أن أمريكا لو أرادت تغيير النظام لسقط خلال أيام؟
- أولا، كانت السياسة المعلنة للولايات المتحدة -التي أعلن عنها أيضا وزير الخارجية مايك بومبيو بعد مغادرته إيران في 12 شرطا- هي «تغيير سلوك» النظام الإيراني، وليس «النظام»، ناهيك عن «الإطاحة بالملالي».
وصرحت المقاومة الإيرانية مرارا وتكرارا، خلال ثلاثة عقود مضت أن «إسقاط الملالي» هو فقط عمل ووظيفة الشعب والمقاومة، الذين لديهم حقا «عزيمة وإصرار» على دحر هذا النظام وإسقاطه.
ثانيا، إن المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، يشكلان التحالف السياسي الأوسع والأطول في التاريخ الإيراني، حركة مستقلة تماما ولا تعتمد أبدا على أقل تمويل أو تسليح من أوروبا والولايات المتحدة؛ لأنها تنبع من إرادة الشعب الحرة والمستقلة، وتمثل مصالح الشعب الإيراني.
وأشارت إلى أن مقتل قاسم سليماني أضعف النفوذ الإيراني في العراق، وقالت: إن مقتله ترك فراغا أمنيا؛ لأنه كان يملك سيطرة كاملة على الميليشيات العراقية.. فإلى متن الحوار..
نظام الملالي أوصل البلد إلى حافة الهاوية، والمواطن بات يئن من الفقر وتراجعت وتيرة الاحتجاجات والتظاهرات ما هي خططكم الآن؟
- أثبتت انتفاضة نوفمبر 2019 والمظاهرات الضخمة اللاحقة التي قام بها الطلاب لفضح دور نظام ولاية الفقيه في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية، الدور الحاسم لـ«معاقل الانتفاضة» التابعة لمنظمة مجاهدي خلق أمام أعين جميع طبقات الشعب الإيراني، وتم تنظيم شبكات منظمة مجاهدي خلق داخل إيران في جميع أنحاء إيران قبل انتفاضة ديسمبر، مع شعار «ألف أشرف - ألف معقل للانتفاضة»، إن معاقل الانتفاضة هذه هي التي نظمت ووجهت المظاهرات الجماهيرية سياسيا، وتولت الشعارات الأساسية للمظاهرات الشعبية، وبفضل نشاطها المنظم، اندلعت الانتفاضات الشعبية بسرعة في أكثر من 190 مدينة.
وبشعار الموت لخامنئي، استهدفت مراكز القمع والنهب ومكاتب قوات الحرس، فضلا عن مكاتب ممثلي الولي الفقيه، وشاهدنا الاحتجاج الأكثر انتشارا ضد النظام خلال الانتخابات. بحسب تقاريرنا فإن أكثر من 90 % من الناخبين قاطعوا الانتخابات، وأظهرت الصور استعداد المجتمع الإيراني لموجات جديدة ومعاقل الانتفاضة تتوسع على طريق تشكيل جيش الحرية للإطاحة بنظام ولاية الفقيه.
أعلنت «المقاومة الإيرانية» و«منظمة مجاهدي خلق» أن معاقل الانتفاضة تتوسع على درب تشكيل جيش الحرية للإطاحة بنظام ولاية الفقيه، وفي 26 فبراير، أعلنت المقاومة أسماء 755 من أصل أكثر من 1500 شهيد في انتفاضة نوفمبر، مما يدل على قوة شبكات منظمة مجاهدي خلق في ظل وجود مناخ الديكتاتورية الشمولية.
برأيك رغم كل ما يرتكبه نظام الملالي من جرائم لماذا الأوروبيون متمسكون بالعلاقة معه؟
- للأسف، هذه سياسة الاسترضاء الغربية المدمرة التي بنيت على رهان ما يسمى بحركة إصلاحية معتدلة من داخل نظام ولاية الفقيه، لأكثر من ثلاثة عقود، كانت السياسة الغربية تعتمد بشكل منهجي على تجاهل جرائم النظام وغض الطرف عن سياسة تصدير الإرهاب وشن الحرب، وحتى بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، اعتقدت الحكومات الأوروبية، بتشجيع من نظام الملالي طبعا، أنه حان الوقت لتطبيق مصطلح «امتصاص» النظام، غير مدركين أنه إذا كان للنظام القدرة على إجراء مثل هذا التغيير داخل نفسه، لكان قد تماشى مع أمريكا نفسها!.
وبطبيعة الحال، فإن قرار فرقة العمل المالية FATF بإعادة إدراج الديكتاتورية الحاكمة في القائمة السوداء هو معركة دولية ضرورية لمكافحة الإرهاب وغسيل الأموال، وكان ينبغي أن يطبق قبل ذلك بكثير.
ومنذ أن خرج النظام من القائمة السوداء لفريق العمل المالي (FATF) في 2016، توسعت تدخلات النظام الإرهابية والعدائية في المنطقة بشكل عشوائي، ومرة أخرى، أظهرت أن إعطاء هذا النظام امتيازات أكبر لن يجعله أكثر جدية ويدفعه لتغيير سلوكه أبدا، فكثير من الشخصيات السياسية والبرلمايين والمفكرين في الدول الأوروبية توصلوا إلى استنتاج أن سياسات المهادنة والمسايرة أو المفاوضة مع النظام، لا تؤدي إلى تغيير سلوكه فحسب، بل تساهم في شرعنة النظام وإطالة عمره. إن يقظة هذه المجموعة الواسعة من الأوروبيين ينبغي أن تتحول إلى سياسة تنتهجها الدول الأوروبية، عندها ستحصل أوروبا على حصانة من تهديدات الملالي.
فاز مرشحون مرتبطون بالحرس الثوري بأغلبية برلمانية ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
- فيما رفض خامنئي وصف الانتخابات بأنها «ملحمة» وتجنب استخدام بقية الأوصاف التقليدية للنظام، اعترف ضمنيا بالهزيمة بالقول إن العدو اتخذ إجراء ضد الانتخابات، والنقطة المحورية في اعتراف خامنئي، هي إشارة ضمنية إلى أنشطة منظمة مجاهدي خلق الواسعة، وقال: جهزوا الآلاف لمتابعة القضايا والمسائل الإيرانية المختلفة، ويجب علينا تجهيز ملايين الأشخاص للدفاع وتوجيه الضربات أيضا، ويجب في المقابل الهجوم عليهم، سواء إعلاميا أو بمختلف أشكال الأعمال التي تقوم بها أي أمة ثورية.
صحيح أن خامنئي كان قادرا على إنشاء ما يسمى بالبرلمان الموحد، لكن سياسة الانكماش هذه التي وضعها تجعل يده مقيدة أكثر فأكثر لحل مشكلات النظام الأساسية.
وخطوة خامنئي هي مجرد إجراء دفاعي؛ للحفاظ على بقية نظامه حتى لا يتعرض ما تبقى منه للانهيار.
وكما قالت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية: صوت أكثر من 90 % من الشعب للإطاحة بالفاشية الدينية الحاكمة في إيران، من خلال مقاطعتهم المسرحية الانتخابية، ورحبوا بشعار معاقل الانتفاضة «صوتي إسقاط النظام».
هذه الهزيمة الكبيرة تؤدي إلى تفاقم الصراع الداخلي والمأزق المميت للنظام وتسريع إطاحته من قبل الشعب والمقاومة.
عقوبات واشنطن تنهك النظام والشعب الإيراني، هل تعتقدون أنه سيكون لها تأثير يسقط النظام أم أن تأثيرها يدفع ثمنه الشعب الإيراني؟
- ما يضني الشعب الإيراني ويجعله يعاني في كل لحظة هو فقط نظام ولاية الفقيه، وليست العقوبات الأمريكية، لا الزلازل والفيضانات وفيروس كورونا، إن العقوبات التي فرضتها واشنطن على نظام الملالي ومرشده خامنئي وقوات حرسه المجرمة خانقة.
وأذكر منذ يوليو 2015، عندما وقع الاتفاق النووي، تم رفع جميع العقوبات ووصلت مبيعات النفط إلى 2.5 مليون برميل يوميا، وأفرج عن 150 مليار دولار من الأموال المجمدة، ماذا كانت النتيجة على الشعب الإيراني؟
النظام أنفق كل شيء على برامجه ومشاريعه الإرهابية ونشر التطرف في سوريا والعراق ولبنان واليمن إضافة إلى مشاريعه الصاروخية.
يدفع الشعب الإيراني ثمن الحكم الدموي والإجرامي للملالي بشكل يومي بدماء أفضل أبنائه، وليس لدى الشعب أعداء سوى النظام وأذياله.
برأيك إلى أي مدى أثر مقتل قاسم سليماني على الدور الإيراني في مناطق النفوذ وخاصة في العراق؟
واجه نظام ولاية الفقيه المأزق العراقي المحفوف بالمخاطر بعد مقتل الجلاد سليماني تعرض ميليشيات العراق للانهيار بشكل متزايد، من خلال الحركة الاحتجاجية ضد حكم بغداد والنظام الإيراني.
وهذا يفرض وضعا صعبا على قادة العراق، الذين انقسموا بين خيار البقاء تحت هيمنة إيران أو الاستجابة لمطالب الجيل الجديد الذي يسعى إلى إنهاء نفوذ الملالي.
ومقتل سليماني أضعف النفوذ الإيراني في العراق تاركا فراغا أمنيا؛ لأنه كان يملك سيطرة كاملة على الميليشيات العراقية.
كيف تنظرين إلى رد الملالي على مقتل سيلماني باستهداف قواعد أمريكية في العراق؟
- الفضيحة التي جلبها النظام لنفسه بما يسمى بـ«الانتقام الصعب» ردا على مقتل قاسم سليماني، أظهرت أولا مدى الصورة الجوفاء والفارغة لسلطة وقوة النظام، خاصة على مستوى شعوب ودول المنطقة.
وأثبتت مرة أخرى أن نظام ولاية الفقيه القاتل يمكنه فقط الانتقام من الشعب الأعزل وتنفيذ الجرائم دون خوف من العقاب والعدالة.
ما الخطوات التي يمكن اتخاذها من أجل تحرير السجناء والمعتقلين بسجون النظام؟
- دعت السيدة مريم رجوي، منذ انتفاضة نوفمبر 2019، المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة، إلى إرسال بعثة لتقصي الحقائق لإيران لتفقد أوضاع أكثر من 12 معتقلا بأسرع وقت ممكن، وخلال الأشهر الأربعة الماضية، كانت هناك مظاهرات يومية ومستمرة من قبل الجاليات الإيرانية ومؤيدي المقاومة في جميع العواصم والمدن الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة وكندا؛ لإدانة المذبحة والتأكيد على ضرورة تقديم مرتكبيها ومنفذيها إلى العدالة.
وفي العديد من اجتماعات البرلمان الأوروبي والكونغرس الأمريكي، تم رفع هذا الطلب عن طريق المقاومة الإيرانية، ولذلك كان نظام الملالي يتعرض للضغط في جميع علاقاته وروابطه الدولية، كما أصدرت منظمة العفو الدولية دعوات عديدة للإفراج عن المعتقلين الذين يتعرضون لأشد أشكال التعذيب.
إيران لا تزال تضخ الأموال والسلاح لدعم ميليشياتها في العراق ولبنان وسوريا واليمن، كيف تنظرون إلى هذا الموقف الدولي الصامت؟
- المقاومة الإيرانية، خاصة الرئيسة مريم رجوي، دعت دائما الدول الشقيقة والصديقة في المنطقة إلى طرد نظام الملالي، وجميع عناصر قوة القدس الإرهابية وحل ميليشياتهم المرتزقة وإنهاء تدخل هذا النظام في بلادهم.
وأكدت السيدة رجوي أننا بحاجة إلى تشكيل جبهة عربية إسلامية موحدة ضد تدخلات نظام الملالي، وأن المقاومة الإيرانية تمثل الجانب الإيراني من هذه الجبهة؛ لوقف التدخلات الواسعة والسافرة لنظام الملالي وتمويل وتسليح الميليشيات التابعة له، التي تشكل السبب الرئيسي لعدم الاستقرار وانعدام الأمن وانتشار الإرهاب في المنطقة، يجب علينا نحن شعوب وبلدان المنطقة أن نتحرك من تلقاء أنفسنا، إذا وقفنا متحدين ضد نظام الملالي، فإن العالم سوف يقف إلى جانبنا.
فالحاجة إلى تشكيل مثل هذه الجبهة هي أن جميع إخواننا في الدول العربية والإسلامية يقفون مع الشعب الإيراني وإصرارهم في نضالهم للإطاحة بنظام الملالي، واختيار مستقبل علاقات شعبهم وبلدانهم مع الشعب الإيراني وإيران الحرة والديمقراطية في مواجهة نظام ولاية الفقيه، إنه خيار قویم ومفضل أولا، ثم ناجح ومنصور ثانيا.
ألا ترين أنه بات ضروريا إيجاد جبهة سياسية موحدة تجمع جميع مكونات المعارضة الإيرانية لإسقاط النظام؟
- نعم بالتحديد، لقد كانت مثل هذه الجبهة السياسية الموحدة ضرورية ليس الآن بل منذ أربعين عاما، على عكس سوريا أو العراق، تتمتع حركة المقاومة الشعبية في إيران بتيار قيادي رائد.
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي تشكل من العديد من المنظمات والجماعات السياسية في 1981، هو تحالف يعمل بمثابة مظلة واسعة النطاق لجميع القوى التي تطالب بالإطاحة بنظام ولاية الفقيه بكافة فصائله الداخلية، وتطالب بجمهورية تعددية تقوم على المساواة بين الرجل والمرأة، والاعتراف بحقوق القوميات والأقليات المضطهدة في إطار إيران الموحدة على أساس انتخابات حرة خاضعة للإشراف الدولي، مع خطة محددة وخريطة طريق للانتقال.
ولأكثر من ثلاثة عقود، أثبتت مكانتها المحلية والدولية وشكلت التجمعات الأكثر انتشارا للإيرانيين (أكثر من مئات الآلاف).
وإلى جانب تقديمه «جبهة التضامن الوطني»، كان المجلس الوطني للمقاومة هو البادئ بإطار عام لأوسع وحدة للعمل السياسي والنضالي للقوات التقدمية المطالبة بإسقاط نظام ولاية الفقيه.
برأيكم لماذا لا يقدم لكم الدعم الدولي من أوروبا وأمريكا وغيرهم لإسقاط النظام، خاصة أن هناك اعتقادا أن أمريكا لو أرادت تغيير النظام لسقط خلال أيام؟
- أولا، كانت السياسة المعلنة للولايات المتحدة -التي أعلن عنها أيضا وزير الخارجية مايك بومبيو بعد مغادرته إيران في 12 شرطا- هي «تغيير سلوك» النظام الإيراني، وليس «النظام»، ناهيك عن «الإطاحة بالملالي».
وصرحت المقاومة الإيرانية مرارا وتكرارا، خلال ثلاثة عقود مضت أن «إسقاط الملالي» هو فقط عمل ووظيفة الشعب والمقاومة، الذين لديهم حقا «عزيمة وإصرار» على دحر هذا النظام وإسقاطه.
ثانيا، إن المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، يشكلان التحالف السياسي الأوسع والأطول في التاريخ الإيراني، حركة مستقلة تماما ولا تعتمد أبدا على أقل تمويل أو تسليح من أوروبا والولايات المتحدة؛ لأنها تنبع من إرادة الشعب الحرة والمستقلة، وتمثل مصالح الشعب الإيراني.