هند الأحمد

قالت شركة النفط العربية السعودية (أرامكو) إنها ستزيد الإنتاج إلى 12.3 مليون برميل يوميا في أبريل، أي حوالي 30،0000 برميل يوميا مقارنة بالقدرة القصوى السابقة للشركة. وفي الوقت نفسه، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن بلاده يمكن أن تفتح بسرعة صنابيرها النفطية الخاصة إذا لزم الأمر، في ذلك الحين نرى أن أسعار النفط فقدت خمس قيمتها يوم أمس، بعد أن خفضت المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع أسعارها الخام وأشارت إلى أنها ستزيد إنتاجها الشهر المقبل. وقد أتت هذه الخطوة في أعقاب رفض روسيا خطة تدعمها المملكة العربية السعودية من قبل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لخفض إنتاج الخام استجابة لتناقص الطلب في الصين وغيرها، والأزمات الاقتصادية العالمية التي تمر بها أسواق العالم كافة بعد تداعيات تفشي الفيروس التاجي «كورونا»، خاصة إذا علمنا أن الصين -أكبر مستورد للنفط في العالم- تعثرت بسبب الفيروس التاجي القاتل، الذي أضر بطلبها على النفط بعد إجبار المصافي والمصانع على الإغلاق. في هذه الأثناء نجد أن المملكة العربية السعودية وجهت ضربة مروضة للدب الروسي، حينما قامت روسيا برفض سياسة أوبك، حيث طالبت الأخيرة بخفض الإنتاج لرفع سعر البرميل إلا أن روسيا رفضت هذا القرار لضرب شركات النفط الصخري الأمريكية عالية التكاليف. ‏حينها جاء رد الفعل السعودي عكسيا على روسيا نتيجة لعدم التعاون الروسي لتحقيق المصلحة العامة لأعضاء أوبك. وإن كانت روسيا تخطط لرفع حصتها السوقية على حساب الدول الأعضاء في «أوبك»، فالمملكة ستقوم بخفض السعر ورفع الإنتاج وهو ما صرح به المدير التنفيذي لأرامكو السعودية أن أرامكو سوف تورد لزبائنها 12.3 مليون برميل يوميا، وذلك بعد عدم موافقة روسيا بأن تخفض الإنتاج ليأتي بعدها الرد الروسي متأخرا من السيد نوفاك قائلا «الأبواب ليست مغلقة»! وإن موسكو لا تستبعد المزيد من التعاون مع أوبك.

روسيا والعالم أجمع يعلم بأن المملكة العربية السعودية هي أكبر مصدر النفط الخام بالعالم وهي عضو قيادي في منظمة أوبك، كما أن روسيا قبل اتفاق تخفيض الإنتاج الأول كانت هي من يبحث عن تخفيض الإنتاج للنفط بالتعاون مع المملكة، والذي تسبب حينها بارتفاع أسعار النفط لأكثر من عامين، إلا أن ما تسببت فيه أزمة «كورونا» بانخفاض الطلب العالمي للنفط قابلة زيادة غير مسبوقة في الإنتاج للنفط الصخري الأمريكي بما يقارب من 13 مليون برميل يوميا، وهو ما دعا كافة أعضاء أوبك لطلب تخفيض الإنتاج، والذي لم تستجب له روسيا واضعة مصلحتها فوق مصلحة الجميع متغاضية عن اتفاقياتها مع سياسة الدول الأعضاء في «أوبك».

قرار المملكة العربية السعودية يثبت للعالم أجمع أنها متصرفة بالاقتصاد عالميا، ولها من الأصول المحلية والخارجية ما يجعلها لن تتأثر بالأزمات الاقتصادية العالمية.

@HindAlahmed