بقلم- استير فونج

بسبب تقليص «كوفيد - 19» أعداد المسافرين

لطالما كانت منافذ البيع بالتجزئة في المطارات قصة نجاح نادرة في عالم التجارة المتراجع. ولكن الآن، أصبحت الأسواق الحرة وغيرها من متاجر المطارات تحت الحصار من فيروس كورونا.

وقبل انتشار الفيروس، كانت المتاجر الموجودة في المطارات تتمتع بجمهور عريض، وغالبًا ما كانوا يجدون وقتًا للشراء منها والتعامل معها قبل أو بعد رحلاتهم، كما أصبح تجار التجزئة في تلك المطارات بمثابة ملاذٍ للراغبين في جولات التسوق الراقي، حيث كان المسافرون يقومون بشراء السلع الفاخرة أو المشروبات أو العطور في كثير من الأحيان لاستعمالهم الشخصي أو كهدايا في اللحظة الأخيرة.

وكان المسافرون من آسيا - على وجه الخصوص - ينظرون لمناطق التسوق المعفاة من الرسوم بوصفها جزءًا أساسيًا من خط سير الرحلة الخاصة بهم، حيث تتمتع العلامات التجارية مثل إيستي لودر Estée Lauder الآن بمبيعات أعلى في المطارات الرئيسية مقارنة بالمحلات التجارية في أمريكا الشمالية.

وقالت شركة لوريال إس إيه L’Oréal SA إن إيرادات قسم التجزئة بأماكن السفر، الذي يشغل 9 % من مبيعاتها العالمية، ارتفع بنسبة 25 % العام الماضي، مما يجعل القسم أحد أسرع قنوات شركة مستحضرات التجميل الفرنسية نموًا.

لكن هذه المحلات تتعرض لضغوط منذ بدء انتشار فيروس كورونا، حيث تنخفض حركة المرور على الأقدام في المطارات التي تحظى بشعبية لدى السائحين الدوليين.

وانخفضت مبيعات التجزئة في المطارات في بعض المراكز الآسيوية الرئيسية من 60 % إلى 70 %، وفقًا لتقرير وكالة مودي دافيت Moodie Davitt، وهو مزوّد لخدمات استخبارات السفر بالتجزئة.

وقال مارتن مودي Martin Moodie، المشرف الرئيس على التقرير: «هذه هي أكبر أزمة يواجهها قطاع السفر بالتجزئة، أسوأ من أزمة فيروس سارس، والحربين الخليجيتين أو مختلف الأزمات المالية».

ويُعزى ذلك إلى حدّ كبير إلى حقيقة أن المسافر الصيني أصبح مركزًا للقطاع على مدار السنوات الأخيرة، وأن العديد من تجار التجزئة يعتمدون عليهم بشكل مقلق.

وفي استطلاع للرأي لمركز بي إينسايت Pi Insight المتخصص في أبحاث السفر ومقره المملكة المتحدة أجري في شهر فبراير الماضي لأكثر من 1000 مسافر دولي من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وآسيا، ممن يتسوقون بانتظام لشراء بضائع معفاة من الرسوم الجمركية، قال أكثر من الثلث إنهم سيقضون وقتًا أقل في متجر المطار، ولن يقوموا بإجراء عملية شراء إذا كانوا بحاجة إلى الانتظار في الطابور، وسيكون من غير المحتمل أن يلمسوا أو يلتقطوا العناصر بأيديهم.

وقال ستيفن هيلام Stephen Hillam، المدير الإداري في بي إنسايت: «هناك جزء كبير من المسافرين الذين يرغبون في الذهاب مباشرة إلى بوابة المغادرة الآن دون المرور بالمتاجر».

وفي نفس الإطار، بدأت سلطات النقل في سنغافورة وتايلاند في تقديم إعانات الإيجار في فبراير الماضي لمشغلي متاجر التجزئة والمطاعم والخدمات لمدة تتراوح بين ستة أشهر إلى سنة، للمساعدة في تحمل التكاليف وحماية الوظائف.

وفي هونغ كونغ، قالت هيئة المطار إنها تقوم بتوسيع حزمة الإغاثة السابقة، التي تم تمديدها لأول مرة في سبتمبر، لمساعدة منافذ البيع بالتجزئة والمطاعم وشركات الطيران ووكلاء المناولة الأرضية، وشركات خدمات الدعم الأخرى.

وإجمالًا، من المتوقع أن تصل تدابير الإغاثة هذه، بما في ذلك تسويات الإيجارات والامتيازات، إلى 1.6 مليار دولار هونج كونج (ما يعادل 205 ملايين دولار أمريكي).

أيضًا هبطت حركة المرور في المطار في سان فرانسيسكو بنسبة 15٪ في شهر فبراير، مقارنة بالعام السابق، وانخفضت بنسبة 20٪ في مطار لوس أنجلوس الدولي، وفقًا لمنصة بيانات تحديد الموقع الجغرافي أدفان ريسيرش .Advan Research

وفي مبنى الركاب رقم 1 في مطار جون إف كينيدي الدولي بنيويورك، قال باعة المطاعم وتجار التجزئة مثل هادسون نيوز Hudson News إن الإيرادات اليومية انخفضت بنسبة تصل إلى 50٪ في الأسابيع الأخيرة مع انخفاض حركة المسافرين.

وقالت فيفيان شي Vivian Shi، مديرة شركة وورك آند رول Wok& Roll، وهي شركة تبيع الطعام الصيني لشركات: تشاينا إيسترن إيرلاينز China Eastern Airlines، إير تشاينا Air China، الخطوط الجوية الكورية Korean Air، والخطوط الجوية اليابانية Japan Airlines، التي تغادر جميعًا من المبنى رقم 1 إن ذلك المبنى أصبح الأكثر تضررًا بين محطات المطار؛ لأن تعليق الرحلات الجوية كان أعلى تركيزًا هناك.

وقالت شي، التي خفضت الإمدادات وقلّصت ساعات عمل الموظفين: «نحن الآن نجني 1000 دولار إلى 2000 دولار فقط في اليوم، مقارنة بـ4000 دولار في الأيام العادية و8000 دولار في الأيام الجيدة جدًا في السابق».

وقال مالك العقار في مول يونيبيل رودامكو ويستفيلد إس إي Unibail-Rodamco-Westfield SE، الذي يدير متاجر ومطاعم في مطارات في لوس أنجلوس وشيكاغو ونيويورك، إن هذه المنافذ تواجه أيضًا انخفاضًا في حركة المرور. لكن الشركة أضافت أن مستأجرًا واحدًا فقط، في نيويورك، طلب ساعات عمل أقصر، ولم يطلب أي منها إعفاء من الإيجار.

ختامًا، قال ماني شتاينر Manny Steiner مؤسس شركة الاستشارات العقارية شتاينر بلايسميشنج الاستشارية Steiner Placemaking Advisory: «ما لم يستمر هذا الوضع لأكثر من ستة أشهر، أعتقد أن العديد من المستأجرين سيحافظون على صبرهم وينتظرون زوال الأزمة».