محمد العصيمي

ليس في العنوان أعلاه أدنى مبالغة، إذ يُفترض، أو يجب، أن نكون مع وباء كورونا المستجد في جهاد حتى ينقشع ويسلم الناس من شرور إصاباته وقتلاه.

يُفترض أولاً أن نجاهد أنفسنا ونمنعها مما يضرنا بحيث نلتزم بتعليمات وزارة الصحة والجهات المعنية في كيفية التعامل مع هذا المرض. ليس من جهاد النفس في شيء أن نرى تلك الصور، التي نشرها أحد الإخوة من القطيف، لكورنيشها وهو مكتظ بالزوار، الذين دُعوا للبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى. وليس، أيضاً، من جهاد النفس في شيء حين أكتشف ليلة الجمعة الماضية، قبل صدور قرار المنع، أن الفندق الذي أسكنه في الرياض فيه حفلة زواج وكأن المحتفلين لم يسمعوا أو يعوا التوصيات والنداءات الخاصة بتجنب التجمعات.

كذلك هناك جهاد النظافة والتطهير باستمرار لكي نتفادى ما أمكن الإصابة بهذا الفيروس. ومن أهم صور الجهاد في هذا الجانب أن تضع كمامة على وجهك إذا كنت تعاني السعال أو العطس؛ لأن ذلك سيخفف من رعب وقلق مَنْ يجلسون معك أو قريباً منك.

أيضاً جاهد رغبتك الشخصية في صلاة الجماعة؛ لأن هناك سعة أفتت بها هيئة كبار العلماء من جواز صلاة مَنْ يخشى على نفسه الضرر في بيته. وفي الكويت أغلقوا المساجد واكتفوا بالأذان وبنداء صلوا في الرحال. وهذا من يُسر الدين، كما يقول مشائخنا، فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح، والضرر العام مقدم على الضرر الخاص.

نحن فعلاً في جهاد مع هذا الوباء. ورأس سنام هذا الجهاد أن نعي كيفية المحافظة على أنفسنا، وألا نضر غيرنا.

ma_alosaimi@