صفاء قرة محمد ـ بيروت

تنعدم ثقة المواطن اللبناني بدولته يوما بعد آخر، فهذه الدولة لم تتمكن على مر السنوات من حماية شعبها سياسيا، عسكريا واليوم اقتصاديا.

زجت به في العديد من المخاطر والسجالات، التي لا ناقة له فيها ولا جمل، فتحت شعار محاربة إسرائيل ومقاومتها خاض هذا الشعب حروبا «مموهة» لحسابات سياسية لا يعرفها سوى «حزب الله» كبدته خسائر في الأرواح وارتفاعا في الأسعار وازداد الغلاء، وتحت شعار «إعادة الإعمار» دارت حكومات لبنان على المجتمعين العربي والدولي طالبة الهبات والديون فتراكم الدين العام.

وفي ليلة عصيبة أعلن «حزب الله» مشاركته في الحرب السورية ليدخل لبنان وشعبه في نفق أسود يبدأ بالنازحين السوريين ولا ينتهي بسلسلة عقوبات مالية ـ أمريكية على الحزب ولبنان، الذي بات في عنق الزجاجة أكثر وأكثر.

» لعنة «حزب الله»

أما اليوم، فاللعنة على «حزب الله» تكبر والكره والحقد الذي يكنه الشعب اللبناني بكل أطيافه على هذا الحزب يزداد، وإمساكه بمفاصل الدولة اللبنانية يتسع، واللبنانيون جل ما يريدونه هو العيش الكريم، فخرجوا بالآلاف مطالبين بمطالب معيشية في 17 أكتوبر، إلا أن هذا الحلم يصطدم بمشروع ولاية الفقيه، لهذا استخدم «حزب الله» جميع أنواع البطش والتخويف لقمع الثورة الشعبية، وما لبث هذا الشعب أن التقط أنفاسه بعدما أثقلت الحكومة عليه الضرائب واحتجزت أمواله في المصارف، ها هي مصيبة جديدة للبنان وفيروس «كورونا» يصل من إيران إلى البلاد ويفتح مستشفياته لعلاج عناصر وكوادر الحرس الثوري الإيراني المصابة بالفيروس، بالإضافة إلى عناصره.

» إجراءات وقائية

والأسوأ من هذا كله، أنه بالرغم من المخاطر التي تهدد لبنان، وقفت الحكومة عاجزة عن القيام بأية إجراءات تحمي شعبها، فلم توقف الطيران مع الدول الموبوءة فورا وبشكل خاص إيران، فبعد أسبوعين من انتشار الفيروس اتخذت قرارا بوقف الرحلات مع إيران والصين وإيطاليا يبدأ حيّز التنفيذ الأسبوع المقبل، كما أنها لم تتخذ خطوة الحظر والحجر المنزلي على المواطنين، ولا تعطيل مؤسسات الدولة أو القطاع الخاص قبل وقوع المحظور، وخروج الوضع عن السيطرة، إضافة إلى التجاهل التام من قبل الدولة والجهات الدولية المعنية لمخيمات وتجمعات النازحين السوريين والفلسطينيين في لبنان وهذا ما يشكل المزيد من الخطر على الناس بجميع انتماءاتهم.